X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

فيديو/تدرس لوحدها بمدرسة “الإخوة بقراد” المنكوبة: التلميذة “سعاد” بـ “إعلالن” سيدي غيلاس تشتكي القهر والحرمان وعائلتها تستغيث

من مدرسة “الإخوة بقراد” بـ إعلالن أعالي سيدي غيلاس، هي حكاية تلميذة عانقت المعاناة في سن مبكّر، لتحتضنها الطبيعة الموحشة هناك في ظل المستوى المعيشي والمحدود لعائلتها الفقيرة والمحتاجة، فلم يسمع لصرختها من وراء الأشجار لبعدها عن الأنظار، حينها تحرّكت شرشال نيوز لكسر حاجز صمت لازمها منذ سنوات، عبر تسليط الضوء على إحدى العائلات المقهورة بمناطق الظل في جزائر العزة والكرامة، لتجتمع عليها الظروف المزرية مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، أملا في غد تشرق فيه شمس الالتفاف حولها من طرف المسؤولين أو المحسنين، كوخ جدرانه من القصب وأعمدته أوتاد حطب، تسكنه أرواح أرّقتها الحياة البائسة في زمن القهر والحرمان.

التلميذة “سعاد تسكورت” صاحبة الـ 10 سنوات، هي حاليا الاستثناء بدائرة شرشال وولاية تيبازة، وبمنطقة اعلالن المعزولة عن بلدية سيدي غيلاس، تدرس لوحدها بالمدرسة المنكوبة والمهجورة “الأخوة بقراد”، أين يشرف على تدريسها أستاذ رفع شعار التضحية من أجلها، فكان لها الأب والمعلم والأسرة التربوية، من خلال تحمّله مسؤولية نقلها يوميا من كوخها إلى هذه المدرسة المنكوبة والموحشة عبر سيارته، صرح تربوي مهجور يعتبر الأقرب لمسكنها الوحيد رفقة عائلة أخرى، ومواصلتها للدراسة في أحسن الظروف، لا يكون إلا بتجاوز قواعدها نحو مدرستي “إخيضر إبراهيم” بغردوس أو “بوريج عبد القادر” ببوحسين بسيدي سميان، وان كان النقل المدرسي هاجسها الوحيد، إلا أن معلّمها يبدي استعداده لخدمتها بسيارته ذهابا وإيابا لأجلها، حالة تسهيل إجراءات نقلها إلى هناك وتمكنيها من الاحتكاك بزملائها مثلها مثل باقي التلاميذ.

“سعاد تسكورت”…لم يكتب لها القدر بعد أن تسعد لا في كوخها ولا في مدرستها، فبين المعاناة بمنزلها الموحش، ووضعيتها الدراسية الصعبة، حكاية أختها الكبرى “حنان” (13 سنة)، والتي دفعتها ظروف والدها المزرية للتوقف عن الدراسة، بعدما تحصلت على شهادة التعليم الابتدائي بمعدّل 9/10، تلميذة نجيبة توقفت أحلامها عند حدود فقر ألزمها البقاء وسط الغابة في العراء، وبطموحات كبيرة لامست سقف استعدادها للعودة إلى مقاعد الدراسة، حالة تقديم يد العون لها وتحرّك الأسرة التربوية بما يسهّل مهمة إدماجها سريعا، أما نظرات “سعاد” …فكانت تتحدث خوفا  من أن يلقى مشوارها الدراسي نفس مصيرها، وهي المتمدرسة المتفوّقة بشهادة معلّمها الواقف وقفة إنجاح لها تعليما وتكوينا، صور رصدناها من اعلالن سيدي غيلاس، وملامح الحسرة بادية على وجهها، وبأياد مسؤولة قادرة على رفع الغبن عنها في أقرب الآجال.

مدرسة “الإخوة بقراد” بـ “اعلالن” في سيدي غيلاس هي اليوم بحاجة ماسة إلى إسعاف، بل وتشتكي الاهتراء الرهيب لأقسامها ومرافقها المخرّبة، مع الإبقاء على قاعة تدريس واحدة لاحتضان التلميذة المغلوب عليها “سعاد”، صرح تربوي بلا حارس ولا مدير ولا حتى عاملة نظافة، باعتبار أن المعلّم هو الكل في الكل، وبساحة علم لا ترفع فيها حاليا الراية الوطنية، والمصالح المعنية على رأسها مديرية التربية لولاية تيبازة والسلطات المحلية، أمام حتمية التحرّك بما يعيد الروح لتلميذتين بإمكانهما تقديم الأفضل دراسيا، وحالتهما الاجتماعية الصعبة تبقى تؤرّق الوالد ذا الدّخل الضعيف، صرخة براءة تعالت لتستغيث واقعها الأليم، وتمنّي النفس بحياة أفضل دون البقاء وسط الأحواش والأحراش، وإن ابتسمت …فوراء ابتسامتها الحاجة الملحة للرعاية والاهتمام، في سنّ سيجعلهم يتذكرون مرارة الإقصاء والتهميش..باختصار “رفعت الأقلام..وجفّت الصحف”.

سيدعلي هرواس