القضية أصبحت إنسانية أكثر من أي ّوقت سابق: الحاجة “ب. ص زهرة” بشرشال تشتكي وضعها المزري في صمت…إعاقة ذهنية وفقر مدقع..والمصالح المعنية مطالبة بالتدخّل
هي قضية إنسانية يعتبر صرف النظر عنها هروبا من المسؤولية ومن دون مقدمات، خالتي ” ب. ص زهرة” تتنفّس هواء الوحدة بمنزل لا يصلح حتى لعيش الحيوان..فكيف بالإنسان؟ حينها رفعت حقيقة الألم والمعاناة بدوار بن صالح بسيدي موسى – شرشال، أملا في وصول صرختها التي لم تتجاوز حدود كوخ ماتت فيه الحياة منذ سنوات، لتزداد وضعيتها تعقيدا مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة وجسمها الضعيف المتأثر بتقدم سنها، لا يستطيع الوقوف أمام نزلات البرد القارصة ..في فصل غير رحيم بالفقراء والمساكين.
شرشال نيوز نزلت إلى عين المكان ورصدت واقع حياتها المزري الممزوج بكثير من الفقر والحرمان،، فلا أبناء ولا أفراد عائلة ولا حتى مساعدات إنسانية تبعث فيها الحياة، مستسلمة لحقيقة افتقادها لهؤلاء بعيدا عن أي تدخل للمصالح المعنية، ليسبق الهلال الأحمر الجزائري بشرشال الجميع إليها، مسلطا الضوء بصور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، داعيا المحسنين والمنفقين للوقوف إلى جانبها وقفة صحية تكون رحيمة بنفس، تعيش بالعراء رفقة الحيوانات الضالة، في مشهد أثار ردود أفعال متحسرة لحالتها الاستثنائية..
هي امرأة اجتمعت عليها كل الظروف الصعبة للحياة، فبين إعاقة ذهنية تحول بينها وبين الفهم الحقيقي للمعلومة، وبين فقر مدقع لازمها منذ أن خلقت قضاء وقدرا، وبينهما …أقارب ظهرت عليهم ملامح العقارب إهمالا واحتقارا لشخصها، تاركين إياها تصارع قساوة الطقس بكوخ فاحت منه رائحة القذارة، وصولا للمبيت فيه ليلا ومن دون إنارة ..والأكثر من ذلك افتقادها لضروريات العيش الكريم بجزائر العزة والكرامة، فقضاءها لحاجاتها البيولوجية يكون في العراء.. أما استحمامها فهو حلم تحقيقه بالنسبة إليها أشبه إلى المستحيل، ولسانها دائما ما يردد شعار الوحدة بمحيط تعفن تحت أنظار جيرانها.
في ظل هذه الظروف تدخل أعضاء الهلال الأحمر الجزائري بشرشال، وكلهم أمل بأضعف الإيمان وتسهيل إجراءات علاج إعاقتها الذهنية بالمؤسسات الاستشفائية، ليبقى دار العجزة (المكان الذي لم يعترف يوما بصلة الأرحام) آخر الحلول مشروع مقترح لدى هؤلاء، واغنائها عناء البقاء في جو متعفن سيفتح حتما باب إصابتها بالأمراض المزمنة عن عمر ناهز الـ74 عاما، والحدث..لا تتحدث إلا لمن ترتاح لها نفسيتها… حوارا تحمل فيه عيناها دموعا ممزوجة بكثير من الأحزان.
هي ألبسة.. أفرشة وأطعمة قدمت لها بعد تنظيف كوخها المتعفن، وجدناها قد غادرته بحثا عمّا يصلح للأكل خارجا وحافية القدمين، تتلفظ بكلمات نابعة من رحم المعاناة …وهنا…تجدر الإشارة لضرورة الالتفاف نحوها بإسقاط كل الفوارق من باب الإنسانية، والمصالح المعنية على رأسها “مديرية النشاط الاجتماعي لولاية تيبازة”، مطالبة بتحمّل المسؤولية واتخاذ كامل الإجراءات الميدانية بعيدا عن الوعود، مادام الأمر يتعلق بامرأة عجوز لا حول ولا قوة لها….
“ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”…هو الشعار الذي رفعه ممثلو الهلال الأحمر الجزائري بشرشال، داعين جميع المنفقين والمحسنين لدفع عجلة إنقاذها من الجحيم الذي تعيشه خالتي “زهرة ب . ص”، مسطرين هدف تفقّدها يوميا وتزويدها بالأكل والشرب…وكذا تنظيف قبر مبيتها إلى حين تحرك السلطات المحلية بالمنطقة، رفقة الجمعيات الخيرية نيلا للأجر والثواب…وصرف النظر عنها رفقة أمثالها بالمناطق النائية.. يعني …”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
سيدعلي هرواس