من تداعيات فوضى قطاع النّقل بولاية تيبازة: ناقلو خط شرشال-حجرة النص يتّخذون سيدي غيلاس آخر مكانٍ لتوقّفهم والرّكاب يُعانون

يعتبر قطاع النقل بولاية تيبازة واحدا من القطاعات الهامة، باعتباره الخط الأقرب والمباشر للأشخاص، ونجاحه مرهون بالحركية التنقّلية المريحة للمسافرين عبر مختلف الخطوط من جهة، أما فشله فينعكس بأماكن التوقّف والإنتظار ومحطات النقل الحضري ومناطق الظّل وغيرها من جهة أخرى، وبين هذه وتلك، حكاية مواطنين أصبح تنقّلهم من بلدية إلى بلدية مجاورة بمثابة مشروع عنوانه الإنتظار والمعاناة، أما قاطنوا المناطق النائية والبعيدة نوعا ما عن المدن، فتنقّلهم من ظلّهم إلى أضواء المدينة، لا يكون إلا بعد حرب الحصول والظفر بمكان يضمن لهم ذلك، وطريقهم للعودة مشابه لما قيل إن توفّرت مركبات ال7 مقاعد، أو بعض الحافلات المهترئة والتي تحسب على أيدي الأصابع…

“حجرة النص تتحوّل إلى بلدية عبور وفقط لتوقف حافلات شرشال-حجرة النص بسيدي غيلاس”

بلدية حجرة النص واحدة من البلديات المتضرّرة فيما يخص أزمة النقل العمومي للأشخاص، في وجود 4 حافلات خط شرشال-سيدي غيلاس-حجرة النص، إلا أنّ أصحابها جعلوا من محطة سيدي غيلاس آخر مكان لتوقّفهم، دون الوصول إلى حجرة النص، والتي يقتصر تنقّل مواطنيها بناء على انتظار حافلات “الباساجي” القادمة من الجهة الغربية لولاية تيبازة، وبكثير من المعاناة بعودة نشاط الأسواق الأسبوعية بالمنطقة، وإقلاع هاته الحافلات ممتلئة عن آخرها بالرّكاب من الداموس وڨوراية، لتصبح بذلك حجرة النص مجرّد بلدية عبورٍ دون توقّف خلال الذروة، ما يجعل أماكن الأنتظار فيها تعجّ بالمسافرين، وسط دعواتٍ لتدخّل عاجل لمصالح مديرية النقل وأمن دائرة شرشال، لضبط نشاط حافلات خط شرشال-حجرة النص…

“ناقلون يرفعون راية الفوضى في نشاطهم والركاب يعانون بأماكن الإنتظار”

في ظل هذه الظّروف، يبقى التلميذ والطالب والعامل والمواطن بوجه عام، يعاني تحت راية الفوضى التي رفعها الناقلون في غياب الرّقابة، خطوط نقل بحاجة إلى دعم، وأصحاب حافلاتٍ يسلكون طريق الربح السريع والتوقّف الباكر عن النشاط، تاركين وراءهم نساءً ورجالا يترقّبون بأماكن الإنتظار، ومناطق ظلّ يعاني متمدرسوها الإكتظاظ ونقص حافلات النقل المدرسي، ومواطنوها العزلة والتهميش، وإن كان لمديرية النقل ما يشفع لها بإعلانها مرارا وتكرارا لفتحها الباب للمستثمرين والراغبين في النّشاط بمختلف خطوط النقل، بما فيها مناطق الظل، إلا أن الإقبال عليها كان محتشما وغائبا بالعديد من الخطوط الهامة والمعزولة….

“ضبط قطاع النقل العمومي للأشخاص بات ضرورة للتّقليل من الأزمة”

وغير بعيد عن حجرة النص، يعاني الرّكاب في شرشال للتنقّل إلى أحياء الديانسي، النجد الجنوبي، بولحروز، 648 مسكن بسيدي امحمد لمغيث، أما يوم الجمعة فتشهد عدة خطوط نقصا فادحا في وسائل النقل، ودخول الناقلين في عطلة، على غرار الحاميدية، الحمدانية وباكورة، ما يجعل السّلطات المحلية والأمنية ومديرية النقل لولاية تيبازة، أمام حتمية ضبط نشاط النقل العمومي للأشخاص، من خلال تسهيل نشاط المتعاملين الراغبين في دعم مختلف الخطوط بالحافلات، أو الترخيص لأصحاب الطاكسيات بالعمل دعما لها وضمان التنقل المريح للمواطنين، وصولا إلى تمديد الخط بالنسبة للكثيرين (خط شرشال-648 مسكن بشرشال نموذج)، ليبقى قطاع النقل بولاية تيبازة في كثير من الجوانب…. بحاجة إلى إسعاف.

سيدعلي هرواس