X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

لا إعادة إسكان ولا إعانات ريفية: قاطنو الهش بحي بلميلود في سيدي سميان يشتكون معيشتهم المزرية ويُطالبون والي تيبازة بالتدخّل

تعيش العائلات القاطنة بالأكواخ الهشة بحي بلميلود في سيدي سميان منذ سنوات، وضعية معيشية صعبة تتخلّلها ظروف سكنية مزرية، والتي ازدادت تأزما مع حلول فصل الشتاء واقتراب دخولها شهر رمضان المبارك، وسط هذه الأجواء الممزوجة بكثير من المعاناة، فبين المبيت بأكواخٍ مرشّحة للإنهيار في أيّة لحظة، وبين قضاء حاجاتهم البيولوجية بدورات مياه لا تصلح حتى للحيوان فكيف بالإنسان!؟، صور ومشاهد كارثية رصدناها صبيحة هذا الثلاثاء 27 فيفري، لواقع عائلات لا تزال تعيش عيش القرون الوسطى، وما مرّ السنين بالنسبة لها وصولا اليوم إلى سنة 2024، هي مجرّد أرقام لم ترقى بأحلامهم إلى واقع التحقيق، في ظل الوعود التي قطعت عليهم سابقا من طرف مسؤوليهم المحليين ولكن….

“عائلات تعيش حقيقة مرارة الحياة ودفنت أحلامها في العيش الكريم بدموع القهر والحرمان”

هي صرخة عائلات ولدت بسيدي سميان العميقة، لتتنفس منذ سنوات مرارة العيش بأكواخ هوائها المعاناة، أمّا الحياة فماتت بالنسبة إليهم وسط أحيُطٍ من القصب وأسقفٍ من التراب، ودفنوها بدموع القهر والحرمان ببلدية الظل سيدي سميان، فلم تشفع لهم ظروفهم المزرية في الإستفادة من الإعانات الريفية، والتي استثنتهم رغم الحصص المعتبرة التي استفادت منها البلدية في وقت سابق، عند كل عملية توزيع للسكن بمختلف الصيغ بولاية تيبازة…

“الأكواخ مهدّدة بالإنهيار ووالي تيبازة مطالب بالتدخّل والفصل في قضية استفادتها من إعانات ريفية أو ترحيلها لسكنات لائقة”

عائلات تعاني في صمتٍ وسكون، هي اليوم تستغيث حالها وتناشد والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، للتدخل في قضية استفادتها من إعانات ريفية تضمن لها بناء سكن لائق، وتحفظ كرامتهم كمواطنين مغبونين من أبناء البلدية، ظروف قاسية وصعبة يعيشها أيضا الأبناء المتمدرسين، في غيابٍ لأدنى ضروريات العيش الكريم، فلا غرفُ دافئة تمكّنهم من المراجعة الجيّدة للدروس، ولا أماكن صالحة لطهي الطعام، ولا حتى دورات مياه تصلح لقضاء الحاجة، ليعيش أبنائها هناك الأمرّين قبل ذهابهم إلى الدراسة، ولسان الحال يتحدثّ عن الدخل الضعيف لأوليائهم، وحاجتهم الماسّة للدعم من طرف السلطات، عبر تسهيل منحهم لإعانات ريفية أو ترحيلهم لحصة 26 سكن RHP بذات الحي…

” حصّة 26 سكن بسيدي سميان بين قرار تحويلها لمقر أمني وبين إعانات ريفية حبيسة الوعاء العقاري”

وبالحديث أكثر عن حصّة 26 سكن RHP بسيدي سميان، والتي سكنتها الأشباح من زمان دون أن تستغل!، وقال عنها والي ولاية تيبازة” أبوبكر الصديق بوستة” في تصريحات سابقة لشرشال نيوز، أنّها ستحوّل إلى مقر للدرك الوطني بذات البلدية، وسيتم تعويض العائلات القاطنة هناك بإعانات ريفية لطبيعة المنطقة، وحاجة سيدي سميان للتغطية الأمنية لمصالح الدرك الوطني، لتبقى هذه العائلات القاطنة بحي بلميلود، تترقّب إلى يومنا هذا النظر في ترحيلها وإعادة إسكانها بشكل مستعجل، أو دراسة قضية استفادتها من إعانات ريفية، عبر تسوية وضعية الأرضية التي يسكنونها منذ عقود من الزمن، خاصّة مع صدور القانون الجديد 23/18 المتعلق بحماية أراضي الدولة والحفاظ عليها، أو ترحيلهم إلى السكنات الإجتماعية المقابلة لهم، حالة عدم الفصل النهائي في قرار تحويلها إلى مقر أمني.

لتبقى هذه العائلات ومثلها بحي مصطفاوي تعاني الأمرّين، في وجود مشكلة الوعاء العقاري بسيدي سميان، والتي تحول دون أن يشمل توزيع الإعانات الريفية كامل العائلات المغبونة هناك، لتتعالى صرخة هذه العائلات داعية الوالي “أبوبكر الصديق بوستة” ورئيس دائرة شرشال “احمد عيسى”، بالوقوف وقفة حفظ لكرامة هذه العائلات التي تعيش بالعراء وسط أجواء قاسية، ووعودٍ سابقة… تأبى التجسيد.

سيدعلي هرواس