وزير الرّي يُدشّن الشّطر الأوّل لمشروع تحويل مياه سد كاف الدير بالداموس ويُعاين أشغال محطّة تحلية مياه البحر لفوكة 2

قام وزير الري “طه دربال” نهار هذا الإثنين 27 نوفمبر، بزيارة عمل وتفقّد إلى قطاعه بولاية تيبازة، أين استُقبل في بداية زيارته من طرف والي الولاية “أبوبكر الصديق بوستة” بمحطة تحلية مياه البحر فوكة 2، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي “جلول حاج حميش” وإطارات قطاع الموارد المائية ومؤسّسة سيال وكوسيدار، ليتابع بعدها وزير الري عرضا حول القطاع ووضعية التزويد بالماء الشّروب على مستوى ولاية تيبازة، والذي جاء على لسان مدير الموارد المائية للولاية رفقة مدير مؤسّسة سيال، إضافة إلى تقديم شروحاتٍ حول أشغال مشروع محطة تحلية مياه البحر لفوكة 2، على لسان مدير مركزي للتحويلات والجر رفقة ممثل عن شركة كوسيدار قنوات…
“محطّات تحلية مياه البحر الخيار الإستراتيجي لرئيس الجمهورية لتأمين ودعم التموين بالمياه الصالحة للشّرب”
وتأتي محطة تحلية مياه البحر لفوكة 2 في ظروف مناخية استثنائية تعيشها بلدان البحر المتوسط في السنوات الأخيرة لشح الأمطار، كمشروع حيوي واستراتيجي هام، والذي وضع حجر أساس انطلاق أشغاله قبل أشهر رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” (بتاريخ 5 جويلية 2023)، والذي من شأنه تأمين ودعم عملية التموين بالمياه الصالحة للشّرب، خاصّة الولايات المجاورة البليدة والجزائر العاصمة، لتصبح محطة فوكة 1 تزوّد ساكنة الولاية بـ120 ألف لتر مكعب يوميا عوض 60 ألف متر مكعب، وهو ما أشار إليه وزير الموارد المائية “طه دربال”، في تعليقه على العرض المتعلق بالقطاع ووضعية تزويد المواطنين بالمياه، داعيا إلى مواصلة الجهد والرفع من وتيرة الأشغال ليكون استلام هذه المحطة على مراحل في أقرب الآجال (43%)، وفق مقاييس عالمية تضمن تقديم خدمة عمومية في مستوى تطلعات المواطنين وكما يريدها رئيس الجمهورية” عبد المجيد تبون”، المتابع عن قرب لهذه المشاريع الإستراتيجية يضيف “طه دربال”.
” وزير الرّي يثني على وتيرة أشغال مشروع محطة تحلية مياه البحر فوكة 2 ويشدد على النوعية وتحسين الخدمة العمومية للمواطنين”
وتابع وزير الري والموارد المائية مختلف الفيديوهات المتعلقة بأشغال هذه المحطة، متعرّفا أكثر على ورشاتها والمشاريع المنطلقة بها ونظام العمل الخاص بإنجازها 3×8 (ليل- نهار)، لأجل تسليم المشروع في آجاله المحدّدة، والذي سيسمح عند دخوله حيّز الخدمة بتحويل 300 متر مكعب يوميا لفائدة ولايات الجزائر العاصمة، البليدة وتيبازة، أين سيتم إنجازه على مرحلتين، أولاها ذو طابع استعجالي تحت إشراف مؤسسة كوسيدار قنوات، والتي تعكف على إنجاز قناتي جر على مسافة 10 كلم مكوّنة من الفولاذ، إضافة إلى خزّانين للمياه بسعة 50 ألف لتر مكعب، مع إدراج نظام التسيير عن بعد، ما سيزوّد ساكنة العاصمة والبليدة من جهة وتيبازة عبر محطة فوكة 1 بـ60 ألف لتر مكعب يوميا من جهة أخرى.
” طه دربال”: إعادة استغلال المياه المستعملة في السقي الفلاحي من أهداف السلطات العمومية عبر محطات للتصفية”
وفي تدخّله حول ميدان الري الفلاحي والصعوبة التي يتلقاها الفلاحون اليوم لسقي الأراضي الفلاحية مع شح الأمطار، أشار وزير الموارد المائية إلى ضرورة تجسيد محطات للتصفية ببلديات الجهة الغربية لولاية تيبازة وإعادة استغلال المياه المصفّاة في السقي الفلاحي، كأحد الأهداف السامية للسلطات العمومية، باعتبار أن تيبازة إحدى الولايات الفلاحية بامتياز، وكحل بديل للمياه السطحية والجوفية التي تأثّرت بالجفاف (مياه السدود والآبار).
“تعليمات لإعداد بطاقات تقنية لإنجاز محطات للتصفية بالجهة الغربية حسب الأولوية”
وأسدى وزير القطاع تعليمات لمدير الموارد المائية لولاية تيبازة، قصد إعداد بطاقات تقنية حسب الأولوية والكثافة السّكانية، للمحافظة على الجانب البيئي والصحي، مشيرا إلى إجتماع مجلس الوزراء قبل الأخير، والذي وافق فيه رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، على برنامج دعم هذه المنشآت لأجل التكفّل بهذا الجانب المهم والذي له علاقة مباشرة بالتطهير والصحة، وكذا إعادة تثمين هذه المياه، خاصّة في ظل الظروف التي يعيشها حوض البحر المتوسط والتغيّرات المناخية، ما جعل رئيس الجمهورية بنظرته الإستشرافية، يضع حيّز الإنجاز البرنامج الوطني لتعميم تحلية مياه البحر على طول الشريط الساحلي حتى المناطق الداخلية بعمق 150 كلم، كما عاين” طه دربال” بفوكة، أشغال إنجاز قناة الجر في شطرها الأول من محطة فوكة 2 نحو خزان الساحل.
“النزول بسد كاف الدير بالداموس ووضع شطره الأوّل حيّز الخدمة لتزويد بلديات الداموس وڨوراية والأرهاط”
ونزل بعدها وزير الري والموارد المائية “طه دربال” بسد كف الدير بالداموس، وكان في استقباله المدير العام للوكالة الوطنية للسدود و التحويلات “مسعود معطار”، رفقة إطارات كوسيدار والسلطات المحلية ، مستمعا في البداية لعرضٍ مفصل حول هذا المشروع الإستراتيجي والحيوي الهام بالنسبة لبلديات الجهة الغربية لولاية تيبازة، والذي سلّط الضوء على أشغاله ومعدّاته وهياكله العملاقة، من قنواتٍ ومحطّات ضخّ وخزّانات، ضمن مشروع بلغت نسبة إنجازه اليوم 85% ونسب متفاوتة من بلدية إلى أخرى فيما يتعلق بشبكة الربط بالقنوات أو أشغال محطات الضخ والخزّانات ، ليشرف بعدها وزير الري” طه دربال” على وضع حيز الخدمة للشطر الأول من مشروع تحويل مياه سد كف الدير بالداموس، المزوّد لساكنة بلديات الداموس والأرهاط وقوراية كمرحلة أولى ، في انتظار استكمال ربط باقي البلديات الغربية للولاية على مراحل (8 بلديات).
“تحديد نهاية مارس 2024 لاستلام المشروع وبلدية شرشال الإستثناء”
ونوّه مدير مؤسّسة سيال لولاية تيبازة، بأهمية وضع الشطر الأول من مشروع تحويل مياه سد كاف الدير لتزويد بلديات الداموس وڨوراية والأرهاط، وأنهاء أزمة المواطنين تجاه الملوحة لانخفاض منسوب مياه الآبار، وإنهاء أزمة جميع ساكنة بلديات الجهة الغربية مع استلامه بشكل نهائي، فيما أشار والي تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة” إلى بلدية شرشال كواحدة من البلديات الأكثر تضرّرا من الأزمة في الوقت الحالي، ويستحيل على مسؤولي قطاع الموارد المائية مسايرتها إلى غاية جوان 2024 المقبل، كتاريخ حدّد من طرف مسؤولي المشروع للشروع في تزويدها رفقة بلدية سيدي سميان وأغبال، بالنظر لوضعية سد بوكردان مع الإنخفاض الرهيب لمنسوب مياهه (3 ملاين متر مكعب)، واستحالة تزويد ساكنة بلدية شرشال بالصهاريج، كحالة طوارئ جعلت وزير الري والموارد المائية، يدعو المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات ومسؤولي كوسيدار، للرفع من وتيرة الأشغال أكثر وتسليم المشروع نهاية مارس المقبل 2024 كأقصى تقدير (اليوم العالمي للمياه 22 مارس).
لتحقّق بذلك ولاية تيبازة بحرص من السلطات العمومية على رأسها رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، التوازن في التزوّد بالماء الشّروب، عبر محطة فوكة لتحلية مياه البحر بالنسبة لبلديات الجهة الشرقية، وعبر مشروع تحويل مياه سد كاف الدير بالداموس بالنسبة لبلديات الجهة الغربية.
سيدعلي هرواس
عبد الرحمن طالب