في نقاشٍ مفتوحٍ حول التّنمية المحلية: المرصد الوطني للمجتمع المدني لولاية تيبازة يُنظّم لقاءً تشاوريًا وتشاركيًا مع الهيئة التّنفيذية تحت إشراف الوالي “أبوبكر الصديق بوستة”

احتضنت قاعة المحاضرات لولاية تيبازة نهار هذا السبت 18 نوفمبر، لقاء تشاوريا وتشاركيا لفعاليات المجتمع المدني مع الهيئة التنفيذية، وذلك تحت إشراف والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، وبحضور لرئيس المجلس الشعبي الولائي “جلول حاج حميش”، وسيط الجمهورية، ممثل عن المرصد الوطني للمجتمع المدني، المدراء التنفذيين عن مختلف القطاعات، رؤساء الدوائر، المنسق الولائي لمنتدى المجتمع المدني للحوار والمواطنة والتنمية المحلية” عمر برايكية”، ممثلين عن أبرز الجمعيات النشطة والفاعلة في الميدان عبر إقليم الولاية، في لقاء كان بشعار “المقاربة التشاركية.. للمساهمة في التنمية المحلية”…

والي تيبازة” أبوبكر الصديق بوستة”: “هذا اللّقاء يأتي مواصلة لسلسة اللّقاءات التي نقوم بها مع مستثمرين وفلاحين ورياضيين وممثلي المجتمع المدني”

اللقاء التشاوري التشاركي لفعاليات المجتمع المدني مع الهيئة التنفيذية لولاية تيبازة، افتتح بآيات بيّنات من الذكر الحكيم والوقوف استماعا للنشيد الوطني وترحما على أرواح شهداء فلسطين، قبل أن يلقي والي ولاية تيبازة” أبوبكر الصديق بوستة” كلمة، رحب فيها بالحاضرين، معتبرا هذا اللقاء استكمالا لسلسلة اللّقاءات التي قام ويقوم بها بشكل دوري مع ممثلي المجتمع المدني، المستثمرين، الفلاحين، الرياضيين وجموع المواطنين، والتي مكّنت حسبه من حل العديد من المشاكل، معتبرا ذلك شيئا إيجابيا، مشيرا إلى أنّ هذا اللّقاء يأتي بعد الإتفاقية التي أُبرمت بين المرصد الزطني للمجتمع المدني ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، منوها بولاية تيبازة كنموذج في تبني مثل هكذا سلسلة لقاءات تشاورية مع فعاليات المجتمع المدني.

ممثل المرصد الوطني للمجتمع المدني: “المجتمع المدني شريك في دفع التنمية المحلية وتحقيق الإقتصاد الوطني”

وعبّر ممثل عن المرصد الوطني للمجتمع المدني عن سعادته الكبيرة لتواجده بولاية تيبازة، ولهذه المبادرة التشاورية والتشاركية مع الهيئة التنفيذية لولاية تيبازة، معتبرا هو الآخر هذا اللقاء تجسيدا لأهداف تأسيس المرصد الوطني وتعليمات رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، ودوره في دفع التنمية المحلية والإقتصاد الوطني، من خلال سلسلة اللقاءات التي تأتي في صيغة المنتدى الولائي للمواطنة والتنمية المحلية، مشيرا لدور الحوار في التكفّل الحقيقي بانشغلات المواطنين، وتجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية القاضية بإشراك المجتمع المدني كشريك مساهم في التنمية، وصد المؤامرات الخارجية، منوّها بضرورة إيجاد آليات لتكوين إطارات جمعوية فعالة.

ممثلو منتدى المجتمع المدني للحوار والمواطنة والتنمية المحلية لولاية تيبازة يطرحون جملة من الإنشغالات والهيئة التنفيذية تجيب”

وتمّ الشروع بعدها في طرح جملة من الإنشغالات الهامة عبر مختلف القطاعات ببلديات الولاية، والتي تكفل بعرضها تباعا ممثلي منتدى المجتمع المدني للحوار والمواطنة والتنمية المحلية لولاية تيبازة، فمن السّكن والإشارة إلى أهمية توزيع الحصص السكنية الجاهزة ودعم البلديات ذات الكثافة السكانية ببرامج جديدة، الإعانات الريفية وترحيل العائلات المغبونة، إضافة إلى تخصيص أوعية عقارية لتجسيد سكنات بمختلف الصيغ لفائدة مواطني الولاية، إلى قطاع التربية ومشاكل الإكتظاظ، الترميم وتوسعة الأقسام والنقل المدرسي والدعوة لبناء مؤسسات تعليمية أخرى وغيرها، مرارا بقطاع الشبيبة والرياضة، والتنويه بإنجاز الملاعب الجوارية على مستوى الأحياء والتجمعات السكانية وتهيئة الملاعب وفضاءات التسلية والترفيه، أما قطاع الإدارة المحلية، فكانت الإنارة العمومية، وشبكة الطرقات والنقل المدرسي والتهيئة الحضرية للأحياء وبناء وحدات للحماية المدنية ومقرات للأمن، أبرز انشغالات فعاليات المجتمع المدني لولاية تيبازة.

“تهيئة شبكة الطرقات، توسيع الكهرباء الرّيفية ودعم قطاع الصحة مطلب ملح”

وفي قطاع الأشغال العمومية، شكّلت الطرقات وضرورة فك العزلة عن القرى والمداشر وتهيئة التصدّعات حيّزا هاما في اللقاء التشاوري التشاركي لفعاليات المجتمع المدني، فيما كان لقطاع الفلاحة تدخّلات فيما يتعلق بتقديم قروض مصغرة للفلاحين الصغار خاصّة بالمناطق التي تفتقد للآبار، وكذا توسيع شبكات الربط بالكهرباء الريفية، مرورا بقطاع الصحة كواحد من القطاعات الهامة، والتي سلّط ممثلوا المجتمع المدني الضوء عليه، بالإشارة إلى افتقاد بعض المناطق لمصالح للإستعجالات والظروف الصعبة التي تشتغل عليها بعض العيادات والمؤسّسات الإستشفائية، خاصة مصلحة الأمومة والطفولة، تواجد جهاز سكانير بمستشفى سيدي غيلاس خارج الخدمة والدعوة لإعادة فتح بنكه للدم، اهتراء سيارات الإسعاف وغيرها.

وتمّ تسليط الضوء أيضا على قطاعات أخرى والتي لها علاقة مباشرة بالمواطن خلال هذا اللقاء، على غرار قطاع الموارد المائية في ظل أزمة جفاف تعصف بالولاية، النشاط الإجتماعي والتضامن، الطاقة والغاز، التكوين المهني، البريد والمواصلات، النقل، البيئة والثقافة، الصيد البحري، الصناعة والشؤون الدينية، عبر طرح جملة من المشاكل التي تبقى عالقة وبحاجة إلى حلول ميدانية وجهودٍ مضاعفة لتجاوزها.

والي تيبازة: لا يشترط عقد الملكية لمنح الإعانات الريفية..استلمنا عدد معتبر من الهياكل التربوية وقطاع الشبيبة والرياضة في تطوّر”

وباشرت الهيئة التنفيذية لولاية تيبازة ممثلة في مدرائها عن مختلف القطاعات، بالإجابة على الأسئلة المطروحة بالمناسبة، وبتدخلات توضيحية أكثر لوالي الولاية “أبوبكر الصديق بوستة”، المؤكّد حول قطاع السّكن، ضرورة توزيع الحصص السكنية الجاهزة وربطها بالشبكات الضرورية، وأنّ الأوعية العقارية لم تكون يوما حائلا أمام بناء برامج سكنية جديدة، داعيا إلى تسهيل منح الإعانات الريفية لطالبيها حتى دون امتلاكهم لعقود الملكية، متحدثا فيما يخص قطاع التربية، عن الجهود المبذولة لدخول مدرسي ناجح، من خلال العدد المعتبر للمؤسّسات التعليمية المنجزة وأشغال التوسعة التي سبقت الدخول الجديد، مع توفير النقل المدرسي والوجبة الساخنة، منوها بسنة 2024 التي ستشهد حسبه بناء مؤسّسات تربوية أخرى (ما يقارب 18 أو 19 مؤسسة)، للتقليل من الإكتظاظ، مشيرا لقطاع الرياضة الذي يشهد هو الآخر قفزة نوعية، من خلال الملاعب التي تجسّد في مقدمتها ملعب 10 الاف مناصر بشرشال.

” بناء مقرّات للهيئات الأمنية أو الحماية المدنية يخضع لشروط”

وبالنسبة لبناء مقرّات للأمن أو للدرك الوطني أو للحماية المدنية، فقد أشار والي تيبازة إلى أن ذلك يخضع لشروط، من بينها المساحة وعدد المستخدمين، الكثافة السكانية، حوادث المرور، أما بالنسبة للمنشآت الجاهزة وغير المستغلة والمقترحة على لسان ممثلي المجتمع المدني لاستغلالها في هذا الشأن، فأوضح أن افتقادها للسكنات الوظيفية يقف حائلا أمام ذلك، ما يستدعي بنائها للسماح لأي هيئة من الهيئات باستغلالها.

“ضرورة ربط كل طرقات البلدية والولائية بالولايات المجاورة لتسهيل حركية تنقّل المواطنين”

ومع الحيوية التي تشهدها أشغال شبكة الطرقات خاصة بمناطق الظل، نوّه والي الولاية، بأهمية ربط ولاية تيبازة بالولايات المجاورة عبر هذه الطرقات (سيدي سميان، أغبال ومسلمون)، ورفع التجميد عن الدراسة الخاصة باستكمال أشغال الطريق السريع شرشال-الداموس، وربط تيبازة بالطريق السيار شرق-غرب، انجاز طريق مزدوج سيدي راشد اتجاه العفرون، الطريق الإجتنابي لمدينة تيبازة، كما أجاب والي ولاية تيبازة والمدراء التنفذيين عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمختلف القطاعات على غرار الموارد المائية، النقل، الصحة، وغيرها، والتي سنتطرق لها في مقالات لاحقة، فيما تبقى مثل هكذا لقاءات دورية وتشاورية مهمّة لتقريب الإدارة أكثر من المواطن، والعمل بجدّية على إيجاد حلول للمشاكل العالقة.

سيدعلي هرواس