الحدث عرف حضور أول امرأة صيادة على المستوى الوطني: النساء الماكثات في البيت يحتفلن بيومهنّ العالمي بمركز التكوين المهني والتمهين بشرشال ويُشاركنَ بمعرض للصناعات التقليدية

احتضن مركز التكوين المهني والتمهين بشرشال صبيحة هذا الثلاثاء 7 مارس، معرضا لمختلف الصناعات التقليدية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حدث أشرف عليه النساء الماكثات في البيت من خلال ما تحترفه أيديهن، أين أكدن بهذه المبادرة قدرتهن على رفع التحدي ومواصلة رحلة تألقهن بمجالات تختلف باختلاف تخصصاتها (الخياطة والطرز، صناعة الحلويات، العجينة الكيميائية..)، عكست مليا تمسكهن الكبير بعادات وتقاليد المجتمع الجزائري، باعتبارها جزء لا يتجزأ من موروثات ثقافية أردنها تكون موافقة لعيدهن العالمي 8 مارس.
الأستاذة بن عامر خيرة “نعيمة” نالت الثناء من طرف تلميذات تخرجن على يديها في تخصص صناعة الحلويات، وهي ترى عن قرب تجسيدهن لدروس ألقتها نظريا وتطبيقيا أثناء مرحلة تكوينهن، ليؤكدن وفائهن لكل ما هو تقليدي أصيل مثلما هو حال التلميذة “الحاج طاهر مليكة” صاحبة الـ50 عاما، والتي دخلت المعرض بكعك شرشالي تقليدي خالص، شاكرة بالمناسبة معلمتها بهذا الميدان بعدما تعلمت منها العديد من الكيفيات… فاستحقت بذلك الشكر والتقدير، في حضور أستاذ المهنة “عبد الرزاق عماني” كواحد من أبرز المتألقين بمجال الطبخ.
أستاذة العجينة الكيميائية السيدة “بلونجة نجاة” لا تزال تصنع الحدث بمنتجاتها المزخرفة والاستثنائية، وفي رصيدها نساء ماكثات في البيت علمتهن فن العجينة و إكسسواراتها بمركز التكوين المهني والتمهين بسيدي غيلاس، لتستفيق مجبرة على تقبل واقع عدم إدراج هذا التخصص بدورة فيفري 2017، في وقت تبحث فيه العديد من النسوة عن كيفية الوصول إليها لتعلّم هذه الفنون، أين ظهرت عليها ملامح التحسر بعدما كانت سابقا أسعد معلّمة ساهمت في تخرج نساء أبدعن طيلة فترة تربصهن.
الحرفيات في فنون الخياطة والطرز أثبتن تمسكهن بتاريخ المنطقة العريق، من خلال الأفرشة والألبسة التقليدية، جهاز العروسة، وبزخرفات عكست مليا جو حبهن لهذه الحرفة، وتحت أنظار مدير المركز “حمود لواكد”، مسيرة مكتبة بلدية شرشال السيدة “سبتي تفيدة”، التي تابعت المعرض وأثنت على مجهوداتهن الكبيرة لإثبات قدراتهن ومواهبهن بأرض الواقع.
مدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات بالمدينة هي الأخرى شاركت العارضات فرحة هذا اليوم، بهدف توجيه رسالة للمهتمات بدراسة التخصص الجديد على مستوى المؤسسة، ويتعلق الأمر بخياطة الشباك وتربية الأسماك، ومنه استقطاب أكبر عدد ممكن من النساء الماكثات بالبيت ودفعهن للحصول على شهادة، تثبت تكوينهم بميدان الصيد البحري وتربية المائيات تحت إشراف الأستاذة “صالح بشرى”.
“دايخي يمينة” …أول امرأة صيادة على المستوى الوطني…شهادات بالجملة وطموحات كبيرة للنهوض بقطاع الصيد البحري بولاية تيبازة
هي المرأة التي دفعتها ظروفها المعيشية الصعبة لاقتحام ميدان صعب على الكثير من الرجال، لتختار عن قناعة تامة تخصص الصيد البحري وتعلمه لمدة عام كامل، بمدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات بشرشال 2006/2007، قرار اتخذته بوفاة زوجها (بحار) الذي رحل غدرا أثناء العشرية السوداء (1994)، تاركا ورائه سفينة بحرية تمّ الاستيلاء عليها من طرف شركائه حسب تصريحها، دون أن تستفيد من حقها ظلما كزوجة وأم لأربعة أطفال ببوهارون…
“دايخي يمينة” أرادت أن تكون ضيفة شرف بمركز التكوين المهني والتمهين بشرشال، ومثالا لمعاني المروءة و الرجولة في إن واحد، فلم يخفها سكون البحر ولا أمواجه الهائجة ..بل اقتحمته صيدا وتحديا نزولا للميدان، وتنتظر إلى يومنا هذا التفاتة مستعجلة من طرف الوزارة الوصية، للنظر في ملف قدمته سنة 2003 قصد الاستفادة من الدعم الذي تقدّمه الدولة في هذا المجال.
شهادات بالجملة كلها تمحورت حول فنون الطبخ (خاصة طبخ الأسماك)، لتختتمها بتربص آخر بالمدرسة التي تخرجت منها لتعلم “خياطة الشباك”، لتصبح قادرة ومؤهلة لحمل لقب أول امرأة صيادة على المستوى الوطني عن عمر ناهز الـ51 عاما، أين استطاعت فرض نفسها في جو تطمح فيه للحصول على سفينة صيد تغنيها عناء تهميشها، فهل من مستجيب لحلم امرأة رفعت في يومها العالمي شعار التحدي…
سيدعلي.هـ