مسجد الرحمن يطلق ندوته الجمعة: الأستاذ محمد الشيخ أول الضيوف ويحاضر: “لكلّ غادر لواء”
بعد أن كانت ندوة الجمعة عبارة عن اقتراحات ذهنية و فكرية ، هاهو مسجد الرحمن بشرشال يجسدها في الواقع و تحت إشراف إمام المسجد الشيخ بن عامر بوعمرة ، بدعوته للأستاذ الفاضل ” الشيخ محمد الشيخ ” ابن المدينة والمتعوّد على زيارتها ، إلا أن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها ، لأنها تتعلق بأول ندوة تعقد في مسجد الرحمن ، و هو أول ضيف ينشطها في انتظار مشايخ آخرين و مثقفين كل خمسة عشرة يوما ، الندوة و إن كانت في بدايتها إلا أنها حضيت باهتمام كبير من طرف عمار مسجد الرحمن ، الذين أبوا إلا أن يتابعوا المداخلة التي كانت تحت عنوان ” لكل غادر لواء ” في رسالة واضحة أنهم متفائلون بهذا المشروع و يريدون مشاريع خيرية أخرى لان دور المسجد لا يقتصر على الوازع الديني بل يعالج شتى مجالات الحياة .
الشيخ بن عامر بوعمرة يشكر الأستاذ ” محمد الشيخ ” و يعطيه الكلمة
بداية المداخلة تكفل بها إمام مسجد الرحمن و رئيس المجلس العلمي لولاية تيبازة الشيخ بن عامر بوعمرة ، الذي شكر كثيرا الأستاذ الفاضل ” محمد الشيخ ” على قبول الدعوة قائلا ” باسمي و بسمكم جميعا نرحب بالأستاذ و الشيخ محمد الشيخ وهو إطار بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، نشاطاته كثيرة من اجل الدعوة إلى الله ، صال و جال في مساجد الجزائر و جامعاتها ، بارك الله فيك و في سعيك “
الأستاذ محمد الشيخ لم يفوت هو الآخر الفرصة و شكر إمام المسجد و القائمين عليه و جميع الحضور قائلا ” شكرا على هذه الدعوة في هذه الليلة المباركة لأتذاكر معكم في بعض المعاني التي نحن بحاجة إليها في حياتنا اليومية و الاجتماعية ” .
ضيف ندوة الجمعة بمسجد الرحمن دخل مباشرة في الموضوع ” البشر باعتبارهم موضوع رسالة النبي صلى الله عليه و سلم ، الذي أوفد إليهم رسلا آخرهم محمد عليه الصلاة و السلام ، و الهدف من هذا الإرسال هو صنع البشر على الطريقة التي أرادها الله “.
تفاعـــــلنا مـــع القـــران تفـــاعـــل ضعيـــف
تابع الأستاذ ” محمد الشيخ ” محاضرته معرجا على أمر مهم في حياة البشر ” تفاعلنا مع القران الكريم تفاعل ضعيف و عندما كان ضعيفا أصبح الدين بالنسبة إلينا ثقافة ، و عندما أصبح ثقافة و قعت التناقضات اليومية بحيث لا نستطيع أن نفهم هذا الإنسان المتدين ، نجده من ناحية الدين ما شاء الله لكن من ناحية أخرى العكس “
كما عرج فضيلة الأستاذ في كلامه على طبيعة البشر التي بقيت على حالها منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، و أن الناس هم الذين تغيروا في تعاملاتهم و الإنسان غير من حياته و لم يستطع التأقلم مع هذه المعاني الجديدة و عاجز عن صنع الآليات التي يتحرك بها .
” العرض و الحساب ” أتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة
هكذا نقل الأستاذ و الشيخ محمد الشيخ أذهان الحاضرين ، إلى التأمل في مشهد من مشاهد يوم القيامة و هو العرض و الحساب ، ” عندما ننتقل جميعا إلى الآخرة …لنتصور ذلك المشهد العظيم ، هو أمر مسلم به لابد أن نقف في يوم ما بين يدي الله و لنا أن نتصور هذا الموقف من خلال معلوماتنا ، صحيح هو مشهد يوم القيامة لكنه مرتبط بما في هذه الدنيا و لا يجب وضع حاجز بين الدنيا و الآخرة ” .
الاهتمام و الإنصات بلغ ذروته بمجرد أن دخل الشيخ ” محمد الشيخ ” الموضوع المتعلق بالآخرة و هو العرض و الحساب ، عندما يقوم الناس من قبورهم و هم مفزوعون و يعلمون أن الأمر عظيم ، لان فيه أجساد تقوم معناه حياة جديدة ، مستدلا في كلامه بآيات من الذكر الحكيم ، لينتقل بعدها إلى شرح بعض نعيم الجنة و جحيم النار ، و أن حساب الله لعباده يكون على شكل فريقين ، فريق يحاسب علنا و فريق يحاسب سرا و هل هناك أفضل من أن يحاسبك الله سرا ؟
تحــــدث عـــن الغــدر الــذي انتشر كثيرا في مجتمعاتنا
” الغدر قد يقوم به الإنسان في حياته دون أن يشعر ” هكذا بدا حديثه فضيلة و الأستاذ و الشيخ ” محمد الشيخ ” عن الغدر ، لان فهم الناس لهذه الخصلة أصبح فهما خاطئا ” الغدر لا نفهمه كفهمنا نحن ، شخص قدم لي عهدا ثم خانه ، هذا صنف من الأصناف ، العلماء يعرفونه كما يلي ” الغدر هو الإخلال بالشيء و تركه ” يعني اخل بالشيء لم يقم به على ما يرام ، هو الرجوع على ما يبذله الإنسان من نفسه و يضمن فيه ” ، و الغدر يأخذ ألوانا كثيرة تنطبق في واقعنا الذي نعيش فيه ، و ضرب أمثلة عديدة عن الغدر أنصت إليها الجميع ، متحسرا على تغير صورة العربي المسلم الذي كان يعرف قديما بإخلاصه للعمل و جودة منتوجاته بحكم انتمائه لأمة محمد عليه الصلاة و السلام ، لكن اليوم صورته امتزجت بالخداع و المكر و الغش ، و في آخر كلامه تكلم عن التربية التي نفتقدها في مجتمعنا ، و كيف للمسلم أن يكون مؤثرا و نموذجا يقتدى به كل في مؤسسته ، ليفتح المجال للنقاش .
أسئلة متنوعة طرحت و سؤال شرشال نيوز يختم المداخلة
كما كان منتظرا و بعد أن أنهى الأستاذ و الشيخ ” محمد الشيخ ” مداخلته حول موضوع ” لكل غادر لواء” ، حتى فتح إمام مسجد الرحمن الشيخ بن عامر بوعمرة المجال للنقاش و تبادل الأفكار ، ليقوم مجموعة من المتدخلين بطرح بعض الأسئلة المحورية للتعمق أكثر في الموضوع ، شرشال نيوز اغتنمت الفرصة و طرحت سؤالا في محله ، تمحور حول تحول القران الكريم في واقعنا إلى ثقافة في وقت نحن بأمس الحاجة إليه ، و لولا ضيق الوقت لشرح أكثر للحضور ، ليتلقى الشكر في الاخير من طرف العديد من المصلين على المداخلة الطيبة .
هـ.سيدعلي
