X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

محل للشعوذة في قلب شرشال: نشاط مشبوه منذ سنوات على مرأى السلطات والمواطنين

moicha3wish-1

 

في أحد الشوارع الأكثر حركية في مدينة شرشال، ومقابل مسجد النور، بالضبط في شارع باستور على مرأى من مئات المارين من مريدي المسجد، ومصالح الأمن ومواطنين من سكان ومتجولين ، محلّ لبيع الأعشاب، يتخيّل المصاب بالزكام انّه سيجد الزعتر أو اللويزة للتخفيف من إصابته.. لكن في الحقيقة ورقة طلاسم  و”لبخور” و”لهباله” ” صماغ العربي” و”المناس” هي وصفة المشعوذ الذي استطاع استقطاب النساء والفتيات خصوصا، بحيث يمتلئ المحل باللواتي يعتقدن أنّ التخلّص من العنوسة أو أنهن مصابات بالسحر.. صحفية شرشال نيوز زارت المحل في خطة أعدّتها مع هيئة التحرير، بقلب جريء وإيمان بـ ” لا يفلح الساحر حيث أتى” تمكّنت من لعب دور سمح لها بالكشف عن خبايا هذا المحل…

moicha3wish-4

(حديث قدسي مشطوب ، معلّق في قاعة الانتظار)

في الصبيحة كان المحل غارقا بالنساء كأية عيادة طبية، فعادت الصحفية  عند منتصف النهار لتتمكن من أخذ مكانا لها.  طبعا التعامل لا يمكن مباشرة حيث هناك سكريتيرة مكلّفة باستقبال الزبائن والتعامل معهم. في انتظار الدور استطاعت الصحفية أن تتجاذب الحديث مع إحدى الزبونات وهي امرأة يبدو أنّها من نساء المدينة التي أخبرتها أنّها تزور هذا “الشيخ” للمرة الثالثة، في المرة الأولى أعطاها حروز والمرة الثانية أعطاها ماء ترشّ به بيتها، وفي هذه المرة سيعطيها الرصاص الذائب.. هذه المرأة يبدو أنها تعاني في علاقتها بزوجها.

زبونات المحل لم يقتصر على الأميات ومحدودات المستوى، فحتى الجامعيات يترددن على هذا المحل متوقعات أنّ هذا الشيخ سيحلّ لهن جميع مشاكلهن.

سعر زيارة هذا المشعوذ ليست باهظة، يكون حسب نيّة كل واحد، فقط تؤكد السكريتيراه أن 100دج “ما تدير والو” إلا أنّ الفاتورة النهائية تتجاوز دوما الـ 500دج وذلك بفرض بعض الأعشاب والعقاقير التي تحملها الوصفة خصوصا تلك التي لا يعرفها عامة الناس مثل “صمغ العربي” و “الهباله” التي ترافق كلّ الوصفات.

moicha3wish-2

(شمع ملفوف بطلاسم)

صحفية شرشال نيوز ادّعت أنّها على علاقة بشاب منذ أربع سنوات ولكن لم يبدِ نيّته في الزواج منها، فأرادت أن يتدخل هذا الشيخ بطرقه من أجل الظفر بـ “فارس أحلامها” الوهمي. أعطت للسكريتيره اسما مستعارا واسم خاطئا عن أمّها وادّعت عدم معرفتها باسم أم صديقها، لكن هذا المشعوذ لم ستطع أن يكتشف أن كل شيء مبني على الخطأ ، وما بُنيَّ على خطأ فهو خطأ..

فأحضرت لها شمعتين صغيرتين ملفوفتين بورق مخطوط بطلاسم، وطلبت منها أن تحرق كل ليلة واحدة قبالة المرآة بعد أن تقوم برشهما ببعض العقاقير التي وصفها لها والتي كلّفتها مبلغ يتجاوز الـ 500دج.

moicha3wish-3

(صورة طبق الأصل لورقة طلاسم)

بعد ذلك طلبت الصحفية من السكريتيره أن تستشير “الشيخ” في أمر صديقتها وهي لا وجود لها أصلا بحيث أعطت لها اسما مستعارا واسما خاطئا عن أمها فكان لها ذلك بعد أن دفعت له مبلغا من المال.

والحيلة التي يستعملها هذا المشعوذ هو ارغام زبوناته على المجيء باستمرار ، فقد أعطت السكريتيره لصحفية شرشال نيوز ورقة بها رقم تسلسلي وطلبت منها الحضور كل سبت بعد أن علمت أن يوم السبت هو يوم راحة، حتى تحسّ الزبونة وكأنها في عيادة تحاليل طبية تحتاج إلى متابعة مستمرة من أجل الشفاء من مرضها..

زبونات المحل يقعن في ورطة الارتباط بهذا المشعوذ والاعتقاد بأن الخلاص من مشاكلهن سيكون على يديه خصوصا اذا حدث تطوّر في حالة الواحدة منهن ما يجعلها تعتقد أنّه من مفعول “لحروز” التي قدمها “الشيخ”

moicha3wish-5

(وصفة المشعوذ يطلب إحضار الصور للموعد القادم)

في تسجيل تحوزه شرشال نيوز والذي يقارب الساعة فضحٌ لكلّ أساليب الخداع التي يستعملها هذا المشعوذ باستعمال هذه المرأة المتواطئة معه إن لم تكن هي أولى ضحاياه. فأول ما يبدو هو أنّ هذا النشاط لا يخضع لأي سند قانوني يسمح بفتح محل واستقبال المواطنين فيه، ثم من جهة أخرى فقد يكون سببا للعشرات من المشاكل العائلية خصوصا وأن كل من تدخل إليه تأتي خُفية عن زوجها وأهلها وحتى من بلديات عديدة. فهل يُعقل أن تكون السلطات المختصة عن غفلة عن هذا الأمر أم هو غضّ للطّرْف لأسباب نحن نجهلها؟؟؟

وهيبة.د/التحرير