X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

في اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة: “صالح قادير” ابن مدينة عين تقورايت مثال للتحدي والإرادة يناشد والي تيبازة مساعدته لتجسيد مشروعه السياحي

فَقدَ كلتا رجليه وهو في الـ16 من عمره إثر انفجار لغم عندما كان متوجها للدراسة وذلك 05 سنوات بعد وفاة شقيقه في انفجار قنبلة عندما كان يدافع عن الوطن بالنفس والنفيس عقب التحاقه بصفوف الجيش الوطني الشعبي كمتعاقد.

إنه الشاب صالح قادير صاحب الـ36 عاما، من ذوي الاحتياجات الخاصة… لم يحظ باهتمام المسؤولين المتعاقبين على كرسي بلدية عين تقورايت وعلى ولاية تيبازة ولم يصل صوته الذي بحّ إلى آذان أصحاب الحل والربط لمساعدته من أجل تجسيد مشروعه السياحي البسيط من خلال توصيل الكهرباء ووضع ألعاب للأطفال وتهيئة حديقة الشلالات المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط قبالة جبل شنوة.

ففي الوقت الذي احتضنت القاعة المتعددة الرياضات بتيبازة، حفل إحياء اليوم الوطني لذوي الإحتياجات الخاصة، كان في الجهة المقابلة بأعالي بلدية عين تقورايت الشاب صالح يتساءل عن عدم دعوته لحضور الحفل المصادف لـ14 مارس من كل سنة من أجل تسليمه دراجته النارية التي طلبها من مديرية النشاط الاجتماعي لتسهيل تنقلاته.

الشاب صالح صادفناه عند ارتيادنا لحديقة الشلالات وهو منهمك في تلبية رغبات مرتادي هذا الموقع السياحي الخلاب رغم النقائص التي تشوبه كما أنه كان يتنقل في حيوية بين الشجيرات التي قام بغرسها بنفسه لسقيها وتنظيف المكان والسهر على راحة الزوار مفضلا التشمير عن ساعديه رغم كل الصعاب بدل مذلة السؤال.

ويرغب الشاب صالح في إسماع صوته إلى الوصاية ليلتمس منها التخلي عن نظرة الشفقة و تقييم أعماله و انجازاته بدل نسبة إعاقاته و عجزه، لا سيما وأنه لاعب سابق لكرة السلة.

فصالح رفع التحدي وحطّم حاجز الإعاقة و الصمت و زرع رسائل أمل و تحد رغم إهمال المسؤولين له رغم فقدانه لكلتا رجليه إثر انفجار لغم عليه عندما كان متوجها إلى المتوسطة للدراسة في العام 2000، وذلك بعد 5 سنوات بالتحديد عن استشهاد شقيقه في انفجار قنبلة.

ولم تجد نداءات الشاب الذي كان لاعبا سابقا لفريق كرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة ببوفاريك صدى بعد إيداعه طلبا لاستفادة من دراجة نارية ثلاثية لتسهيل تنقلاته من منزله وأعالي شلالات عين تقورايت التي اتخذها مصدرا للكسب الحلال من خلال كراء طاولات وكراسي للباحثين عن الهدوء والسكينة قبالة حوض البحر الأبيض المتوسط وجبل شنوة، دون أن يتلقى أية مساعدات من البلدية.

وروى لنا الشاب، مأساته مع حادث انفجار اللغم الذي تسبب له في بتر كلتا رجليه وقبلها وفاة شقيقه بنفس الطريقة وبعدها وفاة والده ، ليجد نفسه أمام خيار كسب لقمة عيشه بالحلال وبأبسط الإمكانيات في مكان سياحي بامتياز يفتقر إلى كل شيء ، من تيار كهربائي وألعاب للأطفال وتهيئة للموقع الذي يسحر الألباب.

وناشد محدثنا والي تيبازة مده يد العون لتهيئة الموقع من أجل أن يكون أكثر راحة للعائلات المتوافدة عليه على مدار السنة وخاصة في السهرات الرمضانية وصيفا وفي الأيام الربيعية بحثا عن راحة البال والهروب من ضوضاء المدينة وضغوط الحياة والعمل.

بلال لحول