X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

شاب سكران يعتدي على والده بعد خلافات حول مبلغ مالي في حي عوداي ابراهيم بشرشال

 

jeune-frappe

يقول ربنا سبحانه و تعالى في كتابه الكريم ” و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ” (الإسراء -24 ) ،هو شاب عاق لوالديه أدار ظهره كليا لهذه الآية الكريمة ناسيا من جهة أخرى حديث النبي صلى الله عليه و سلم عندما قال ” لا يدخل الجنة عاق لوالديه “، الحادثة تعود إلى نهاية الأسبوع المنصرم حيث تجرّأ شاب في السابعة عشرة من عمره في تجاوز الخط الأحمر المتعلق ببر الوالدين ، حين قام بالاعتداء على أب ذنبه الوحيد انه أعطى لابنه العاق مبلغا ماليا لشراء حذاء ، و لكنه قام بصرف هذا المال في شرب الخمر ، و أكدت مصادر شرشال نيوز أن الشاب العاق عند عودته إلى المنزل في حالة سكر علني ، نشبت ملاسنات كلامية بينه و بين والده حول هذا التصرّف، أسفرت عن اعتداء وحشي على هذا الأب و من طرف من ؟ من قبل فلدة كبده…

 

بــــــر الــــوالـــدين…. الــــواجب الغائب فــــي مجتعنا

هي الحقيقة التي نعيشها و للأسف الشديد في مجتمع أصبح فيه الوالد يرمى في دار العجزة ، أما الأم فترمى في الشارع و قوت يومها مرتبط بما يوجد في المزابل و العكس صحيح ، العجيب الغريب أن هذا يحدث في مجتمع يقال عنه انه مسلم ، مجتمع أصبحت فيه محاكمنا مسرحا للقتال بين الآباء و الأبناء على أشياء تافهة ، و هناك من يصل إلى درجة ذبح أو قتل أمه ، الحادثة التي حدثت في حي عوداي إبراهيم لم نتركها تمر مرور الكرام ، لان قضايا الاعتداء على الوالدين تعددت و تنوعت مع جيل استثنائي ، و كأنه يوجه رسالة مشفرة إلى الوالدين مفادها ، انتم تأخذونني في صغري إلى دار الطفولة و أنا بدوري سآخذكم إلى دار العجزة ، قبل أشهر توفي شيخ رحمه الله في مدينة شرشال عن عمر يناهز الثانية و التسعين عاما ، لديه من الأولاد ما لديه و لكنه عاش فقيرا و مات فقيرا ، ابنه الذي يسكن بجانبه احتقره هو و زوجته التي كانت تسرق ماله مغتنمة نقص نظره أو نومه لتفعل ما تشاء ، حتى وصل بها الأمر إلى منعه من دخول بيت الخلاء ، و تحت أنظار ابنه الذي كان يقفل باب غرفته عليه حتى لا يخرج ، فعندما تتحدث إليه يقول لك ليس لي أبناء و لا أحفاد و حسبي الله و نعم الوكيل ، و عند موته اجتمع جميع أبنائه على قلب رجل واحد ليقوموا بدفنه في مشهد مأساوي تحسر عليه الجميع ، ليقوم هذا الابن بعدها بإعادة تهيئة غرفته و جعلها مكانا لاستقبال الضيوف .

 هل نحن في مجتمع مسلم يعرف قيمة الوالدين ؟ ألا يدرك أمثال هؤلاء أن دعاء الوالد مستجاب ؟ أليست طاعة الله مقرونة بطاعة الوالدين ؟ الأم التي تعبت و أنجبت و ربت و سهرت و خافت لتفاجئ بطفل عاق يضربها عوض أن يصرف عنها و يرحمها كما رحمته صغيرا … نعم لازلنا نسمع عن قضايا تذهل العقل خاصة ما تعلق ببر الوالدين، هذا الواجب الرباني الذي أصبح غائبا في مجتمعاتنا و يزداد يوما بعد يوم تلاشيا

هـ.سيدعلي