X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

سبعة وُلّاة في أقل من خمس سنوات: تيبازة ولاية عبور ومركز استراحة إطارات الجمهورية

شهدت ولاية تيبازة تعيين سبعة 07 ولاة لتولّي شؤون ساكنَتها في ظرف يَقِلّ عن خمس 05 سنوات، فلم تلبث أيّة حركة تُجريها رئاسة الجمهورية إلا مسّتها بتغيير رأس الجهاز التنفيذي للولاية، الأمر الذي كرّس فيها الركود وتراكم الملفات المتوارثة  واليا عن وال.

فعلى الصعيد الاقتصادي لا تزال الكثير من ملفات الاستثمار على مكتب الوالي وبعضها في الأدراج منذ أكثر من 5 سنوات، سواء ما تعلّق بتسوية العقار الصناعي، أو تحويل طبيعة النشاط بالنسبة لبعض المستثمرين الذين تقدّموا بطلبات لهذا الغرض، فعدم اتخاذ القرارات في هذا الشأن عرقل حركية التنمية بشكل كبير، وأضرّ بمصالح المستثمرين والعمال على حدّ سواء.

كما عملت هذه التحويلات السريعة لولّاة تيبازة، وعدم استقرارهم على رأس الولاية على خلق أجواء اجتماعية تُنمّي الشحناء وعدم المساواة في التعامل مع مصالح المواطنين بسبب تَباين الرؤى في اتّخاذ القرارات، ففي مجال الإسكان وإعادة الإسكان على سبيل المثال، لم يستفد المواطنون المعنيون سنة 2021 بما استفاد به قرناؤهم سنة 2017 ، حيث تسامحت السلطات العمومية آنذاك مع سقف الراتب المشترط للاستفادة من السكن العمومي الإيجاري، فعند توزيع حصة 452 مسكن بباكورة بشرشال تم رفع هذا السقف من 24 ألف دينار إلى غاية 28 و29 ألف بالنسبة للحالات التي كانت تعيش ظروفا سكنية قاهرة، بينما تشدّد الوالي المُغادر نحو العاصمة أحمد معبد وحرم متضررين من أزمة السكن بمحاسبتهم على دنانير معدودات استفادوا منها بعد إلغاء الدولة للضريبة على الدخل الإجمالي IRG من رواتب الفئات الهشّة، أو بسبب المنحة العائلية بعد ازدياد مولود جديد…

وضلّت ملفات سكن أخرى تُقذَف من والي إلى آخر دون الحسم فيها، كما هو الشأن لمقصيي قائمة 260  مسكن بسيدي غيلاس، بالرغم من موافقة كل الولاة المتعاقبين على تيبازة منذ سنة 2019 تاريخ توزيع هذه الحصة، إلا أن لا أحد من الولاة الأربعة منذ ذلك الحين عالج الملف بصفة نهائية، فعُلّقت 55 عائلة بعد إضافة 23 من الحالات الحرجة إلى قائمة المقصيين. وكذا ملف دوار معمر بلعيد بحجوط الذي لا يزال سبب التماطل في توزيع السكنات بحجوط رغم جاهزيتها منذ سنوات، ما زاد من تعقيد الوضع بتكاثر المتوافدين على هذا الدوار وارتفاع احتياجاته من السكنات التي ستؤثّر سلبا على طالبي السكن من أبناء مدينة حجوط التي تعتبر إحدى أكبر مدن الولاية.

وأصبح متتبعو الشأن المحلي بتيبازة يعتبرون الولاية نقطة عبور ومركز استراحة لإطارات الجمهورية، فما يلبث والي على التعرّف على الولاية ومشاكلها والشروع في معالجة ملفاتها العالقة إلا وتمّ تحويله في أول حركة تقوم بها رئاسة الجمهورية في سلك الولاة، الأمر الذي وضع الولاية في حالة ركود تام منذ سنوات، خصوصا في مجال النشاط الاقتصادي الذي من شأنه أن يدفع بالتنمية أماما ويخلق حركية اجتماعية من خلال خلق الثروة وتوفير مناصب شغل جديدة.

وتعتبر هذه المرحلة فرصة سانحة لاستدراك الأمر بمواكبة الإرادة السياسية للسلطات العليا التي منحت كل الصلاحيات للولاة و ذلّلت أمامهم كل العقبات بما فيها العقوبات الناجمة عن الأخطاء الإدارية وأخطاء التسيير، وبعث الولاية مجدّدا باعتبارها امتدادا جغرافيا واجتماعيا لعاصمة البلاد، بعدما كانت بين سنوات 2010 و 2018 مرتعا لفساد كبير انكشف في أروقة المحاكم بسجن الولاة الثلاثة الذين تعاقبوا على الولاية في هاته الفترة، إلى جانب مسؤولين كبار اقترفوا جرائمهم بإقليم الولاية.

وللتذكير، توّلى رئاسة الجهاز التنفيذي لتيبازة الوزير الأسبق عبد القادر قاضي الذي عُيّن في 23 جويلية سنة 2015 خلفا لمصطفى العياضي، وبعد 15 شهرا، عُيّن موسى غلاي على رأس الولاية لمدة 23 شهرا، ليخلفه، لمدة 15 شهرا، محمد بوشمة من 27 سبتمبر 2018 إلى 25 جانفي 2020 تاريخ تعيين عمر حاج موسى الذي أُنهيت مهامه بعد 07 أشهر، ليُستخلف بلبيبة ويناز في 31 أوت 2020، التي حوّلت إلى ولاية خنشلة بتاريخ 25 أوت 2021 أي بعد 12 شهرا على رأس ولاية تيبازة، ليعبر أحمد معبد نحو العاصمة بعد ثلاثة أشهر حينما تمّ تعيين الوالي الحالي أبو بكر الصديق بوستة بتاريخ 17 نوفمبر 2021.

حسان خروبي