X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بمشاركة مختلف الشّركاء والفاعلين: المحافظة الوطنية للسّاحل بتيبازة تنظّم يوما إعلاميا حول الموروث الثقافي والطّبيعي لجبل شنوة

أحيت المحافظة الوطنية للساحل CNL بولاية تيبازة نهار هذا الأحد 27 فيفري، الذكرى ال20 لصدور قانون الساحل رقم 02-02، والمتعلّق بحماية الساحل وتثمينه، في حدث احتضنه وبامتياز المركب الثقافي “سليم عبد الوهاب” بشنوة في تيبازة، وبحضور مميّز لرئيسة المحافظة الوطنية للساحل “ابتسام آيت حمودة”، ولمختلف الشركاء الفاعلين والمهتمين بالتراث الثقافي للولاية، على غرار الحماية المدنية، مصالح الغابات، جمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته، جمعية السياحة وتبادل الشباب لبلدية حجرة النص، النادي الأخضر للبيئة وتنمية المحيط، المصالح الفلاحية، باحثين ومتخصّصين في الطبيعة ومكوّناتها، الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أسرة المركز الجامعي وكذا الأسرة الإعلامية ممثلة في إذاعة تيبازة وشرشال نيوز)، في لقاء ثري ناقش قضية جبل شنوة نقاشا بيئيا، أكاديميا وتقالديا بشعار “من أجل شراكة دائمة وفعالة للحفاظ على الساحل الجزائري وتثمينه”…

الذكرى ال20 لصدور قانون الساحل رقم 02-02 بالمركب الثقافي” سليم عبد الوهاب”، افتتحت بكلمة ترحيبية لمدير المركب “كريم زياد”، مع استعراض كذلك لدور المركب في تثمين ثقافة سكان شنوة، في يوم إعلامي تحسيسي أرادته المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة أن يكون بعنوان” تثمين الموروث الطبيعي والثقافي للمحمية الطبيعية جبل شنوة بفضل قانون الساحل 02-02، وهذا بهدف دعم استراتيجية وزارة البيئة في حماية الفضاءات الساحلية، والتي تضمّ مناظر طبيعية تحمل طابعا تاريخيا وثقافيا في إطار التنمية المستدامة، لقاء نشّطه ثلاثي الإختصاص بالتراث الطبيعي والشنوي والنباتي بولاية تيبازة، ويتعلق الأمر بكل من “السرحان عبد القادر” (عضو سابق في جمعية أصدقاء جبل شنوة ومرشد بيئي)، “اسماعيل بومعشوق” (مختص في النباتات والفطريات)، “عبد القادر بوشلاغم” (ابن منطقة شنوة والمختص في التراث الشنوي)، في مداخلات قيّمة دعت للحفاظ على جبل شنوة، وما يزخر، به من ثروات حيوانية ونباتية، بالنظر لارتباطاتها التاريخية وعلاقتها بعادات وتقاليد سكّان المنطقة، كما تخلّل الإلقاء كلمات إثراء لإطارات المحافظة في مقدمتهم المهندسة “رزيقة مباركي”.

جبل شنوة وإن كان على الورق كمحمية طبيعية، إلا أن واقعه مغاير تماما، بالنظر للمحاجر التي أسقطت في السنوات الأخيرة هيبته وجماله وثرواته الغابية والحيوانية، بغض النظر عن الحرائق والبنايات الفوضوية والرمي العشوائي للنفايات، كلها جرائم سُلّطت عليها الأضواء على أمل التحرّك يدا واحدة للدفاع عمّا تبقى من جبل شنوة، مثلما جاء على لسان رئيس جمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته لولاية تيبازة” حمزة بلعباس”، وقائد وحدة الحماية المدنية لشنوة، فيما علّقت الأستاذة “مناعي” عن المركز الجامعي لتيبازة، على السياحة الجبلية وأهميتها في التعريف بتراث المنطقة، وأهم ما يزخر به جبل شنوة، من خلال التوعية والتحسيس، وهو ما أشارت إليه ممثلة محافظة الغابات “نسرين فكراش”، ودور مصالحهم الخضراء في التعريف بالغطاء النباتي وضرورة الحفاظ عليه.

واختتم اليوم التحسيسي للمحافظة الوطنية للساحل حول المحمية الطبيعية جبل شنوة، بعرض جملة من التوصيات، وبمعرض لمختلف المنتجات التقليدية المستمدة من عمق المجتمع الشنوي بتيبازة، إضافة إلى صور حول التنوع البيولوجي والثروة النباتية والحيوانية هناك، على أن يتواصل هذا البرنامج التحسيسي، بجولة سيرا على الأقدام بجبل شنوة” randonnée pédestre”، ليبقى جبل شنوة بتيبازة يشتكي تجاوزات الإنسان فيه، وامتداد أيادي الفساد إليه طيلة سنوات حوّلته إلى حقل للتجارب، فتشوّه منظره الخلاّب للعيان بداعي المحاجر، واحترقت غاباته بفعل فاعل، وامتد الإسمنت المسلح إلى أشجاره وسط سكوت مفضوح للجهات المعنية، والمطالبة بتطبيق القانون ووقف هذه الجرائم بطريقة أو بأخرى، وإلاّ… فجبل شنوة وموارده البيولوجية بتيبازة… في طريق الزوال والإنقراض….

سيدعلي هرواس