X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بحضور مواطني شرشال وشخصيات دولة: جنازة الأديبة العالمية أسيا جبار تشيع وسط أجواء مهيبة بمقبرة شرشال

assia-djebar-la-une

“كلّ نفس ذائقة الموت” لكن شرشال لم تذق طعم جنازة مماثلة لجنازة الراحلة آسيا جبار التي وارى جثمانها التراب هذا الجمعة 13 فيفري… جنازة أعادت رسم خريطة التاريخ في مُخَيّلة المدينة. ابنة “الطاهر إملحاين” أو عمي “الطاهر أوملحا” كما يُعرّف لدى كبار السن العارفين بأنساب أهل شرشال، سليل قائد ثورة بني مناصر.. ابنته هذه عادت للمرة الأخيرة في النّعش لكنّها منحت نَفَسا جديدا لمدينة، وفتحت مجالات واسعة للنقاد ودارسي الأدب في العالم للاهتمام بها مجدّدا..

التحرير

benamer

عندما دقت الساعة العاشرة صباحا شاء الله سبحانه و تعالى أن تبكي السماء أمطارا، معلنة بذلك الحزن على فراق الروائية ” أسيا جبار “، فرفع الجميع اكفهم إليها راجين من المولى عز وجل أن يتغمدها رحمته الواسعة و أن يسكنها فسيح جنانه … أجواء مهيبة عاشتها شرشال منذ وصول جثمان الفقيدة أمسية الخميس 12 فيفري ليُستقبل في مكتبة البلدية بحضور السلطات المحلية ووزيرة الثقافة ومدير الثقافة وعدد كبير من مثقفي المدينة وأفراد عائلتها ومواطنون. أما أمها البالغة من العمر 99 عاما ، فكان التعب باديا عليها الذي امتزج بحسرة فقدان الابنة العزيزة ولكنها رافقت جثمان ابنتها فراحت تستقبل التعازي من  جموع الحاضرين.

جمعة النعي والتعازي بحضور  شخصيات بارزة والحكومة ممثّلة في شخص وزير الإعلام

grine

في مكتبة البلدية اجتمعت حشود من المواطنين والشخصيات التي وصلت مدينة شرشال حيث وجدت السلطات المحلية في استقبالها، فكان حضورا مُلفتا للروائي محمد ساري، والوزير الأسبق كمال بوشمع  ابني المدينة، كما كان حضر الوزير السابق والأديب عزالدين ميهوبي رفقة مدير الأخبار السابق بالتلفزيون الجزائري الشاعر ابراهيم صديقي، كما التحق بالمقبرة عدد من الشخصيات كالوزير الأسبق بوعلام بن حمودة، ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.

حضور وزير الإعلام  والاتصال السيد حميد قرين مثّل الحضور الرسمي للحكومة، حيث قدّم التعازي لوالدة الفقيدة وعائلتها، وقدّم عدّة تصريحات لمختلف  وسائل الإعلام .

 اهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام بمراسيم تشيع جنازة الفقيدة أسيا جبار

kamel-bouchama

 وفاة الكاتبة العالمية ” أسيا جبار ” لم يمر مرور الكرام على وسائل الإعلام، فتحركت الوطنية منها و الأجنبية لإيصال رسالة مفادها أن ابنة شرشال هي من رموز  الأدب المعاصر، فصوبت عدسات كاميراتهم نحو جثمانها منذ وصوله إلى مدينتها، العديد من الصحفيين اقتربوا من أمها التي لم تهضم خبر وفاة ابنتها فكان عزائها الصبر و البكاء ليكون رسم الدموع باديا في عينيها، فتحملت و كان تحملها كبيرا إلا أنها كانت تستقبل الأسئلة بصدر رحب و تحدث الجميع عن خصال الفقيدة .

والي ولاية تيبازة من التحضير إلى  تشييع الجنازة 

walipapc

حل والي ولاية تيبازة السيد ” مصطفى لعياضي ” بمكتبة شرشال صبيحة هذا الجمعة 13 فيفري، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أيقونة الأدب المعاصر ” أسيا جبار “، قبل أن يعزي أم الفقيدة بهذا المصاب متمنيا لها الرحمة الواسعة، ليتنقل بعدها رفقة الوفد الحاضر إلى المقبرة . طلبة من تيزي وزو جاءوا خصيصا لحضور الجنازة صحيح أن الروائية أسيا جبار رحلت، لكنها أخذت معها العقول و القلوب التي عشقتها حتى النخاع، طلبة جامعيون من تيزي وزو جسدوا حبهم لقدوتهم في الكتابة و الرواية بتحمل مشقة الطريق، والهدف هو إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحلة، فكان لهم ما أرادوا و كأنهم يريدون أن يقولوا لها لن ننساك أسيا جبار فأنتي التي علمتنا فن الأدب .

سكان شرشال كانوا في الموعد و شيعوا جنازة ابنة مدينتهم

samir

سكان شرشال كعادتهم لبوا نداء جنازة الأديبة ” إملحاين فاطمة الزهراء “، رغم الأمطار التي كانت تتساقط على المدينة صباحا، إلا أنهم أبوا إلا أن يشيعوا جثمان ابنة بلدتهم ابنة المرحوم “الطاهر أوملحا” الذي لم يفوّت العديد من أبناء المدينة الحديث عن خصاله وكرمه، كما حضر مواطنون من البلديات المجاورة، العديد منهم عبر لشرشال نيوز عن تحسره الكبير للمصاب الذي حل بالأدب و الرواية اثر فقدان ” أسيا جبار “، مؤكدين على ضرورة تعريف الجيل الحالي خاصة الشباب منهم على هذه الكاتبة العالمية .

هـ.سيدعلي

تنظيم محكم وسير حسن لمراسيم الجنازة

dafida

للإشارة، عرف تنظيم مراسيم جنازة الفقيدة تنظيما محكما، حيث جُهّزت مكتبة البلدية بكلّ مستلزمات مثل هذه المناسبات، وكانت لجنة الحفلات  برئاسة السيد امحمد بوعبد الله قد سهرت على هذه العملية، رفقة مديرة المكتبة المرأة الحديدية تفيدة سبتي عضو المجلس الشعبي الولائي، التي لم تتوارى عن متابعة كلّ صغيرة وكبيرة لتجنّب أي خلل في سير العملية.

التحرير