X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

المهمة الإعلامية خارج القلب

 

بعض المهن تفرض على ممارسيها وضع (القلب داخل ثلاجة) كأن يظطرّ رجل الأمن للقبض على أقرب الناس، إذا اقتضى القانون ذلك. كذلك هي مهنة الإعلام، لا تضع حدودا في كشف الحقائق، وتعرية الأوضاع إلا حدود ما تمليه الأخلاق والأعراف والقانون.. أما خارج هذه الحدود فتصبح الممارسة الإعلامية واجبا يتعيّن القيام به على وجهه الحقيقي، بعيدا عن كل صفح ذي صلة بالقرابة والحميمية والعشائرية وغيرها من الروابط التي تحتّم على الواحد بعض التنازل. وإلا أصبح رجل الإعلام ككاتم الشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).

وبالرغم من أننا نتعامل بقاعدة (ما كل يعرف يقال) إعدادا لما ما نصبو اليه من تحسين الأوضاع الاجتماعية للسكان، والتزاما بالانخراط في مشاريع التنمية الموجّهة إلى عموم المواطنين، وهذا الالتزام لا يدفعنا أبدا بالتواطؤ أو التستّر على الفساد. إلا أنّنا نحمل عبءاً كبيرا في الممارسة نتيجة عدم إدراك المواطنين بما فيهم الفاعلين الاجتماعيين لمهمة الإعلام المحلي.

بالرغم من هذه الانطلاقة المتواضعة والمتريّثة إلا أنّ العديد أصبح يضعنا في خانة الأعداء، وقد نعاني أكثر إذا ما استمر هذا التصوّر الذي لم يستوعب بعد مهمة الإعلام، والذي قد يجعل مختلف الأطراف تتحالف مع خصومها لاسقاط الإعلام… والإعلام يعمل على إسقاط الفساد، إنها فرصة سانحة لتجذّر الفساد أكثر رغم أنّه ينخر كافة المجالات، سنعطيه الفرصة ليُعمّر عمرا طويلا.. وسيبقى المواطن الضعيف الضحية الأولى والأخيرة…

حسان.خ