X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

الدكتور “فضيل عبد القادر” ينزل ضيفا على مسجد الرحمن بشرشال بمناسبة يوم العلم و يحاضر”مسيرة عبد الحميد بن باديس في التربية”

masdjid01

“كنت أظن أني ذاهب إلى أحد أقسام جمعية العلماء المسلمين شعبة شرشال، لإلقاء محاضرة و يكون النقاش جماعي حتى وجدت نفسي في مسجد الرحمن، كنت قديما آتي إلى الأكاديمية العسكرية لتعليم الطلبة أما محاضراتي في المساجد فلم يكن يحضرها سوى 30 أو 40 شخص، اليوم في شرشال أنا مندهش لهذا الحضور و الاهتمام الكبير بالندوة”.

هكذا نزل الأستاذ و الدكتور “فضيل عبد القادر” أمسية هذا الجمعة 10 أفريل ضيفا عزيزا على عمار مسجد الرحمن رفقة بعض زملائه، لمن لا يعرفه هو إطار سابق بوزارة التربية الوطنية كان له نشاط بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف بالتحديد في مجلة “العصر” و حاليا مستشار بجمعية العلماء المسلمين من مؤلفاته “إمام الجزائر” و “معركة الهوية”.

 إمام مسجد الرحمن بشرشال الشيخ بن عامر بوعمرة و بعد الاستماع لآيات بينات من تلاوة القارئ “الياس الجزائري”، ليفتح المجال لضيف الحلقة بإلقاء المحاضرة التي كانت بعنوان “مسيرة عبد الحميد بن باديس في التربية” التي جاءت بمناسبة يوم العلم المصادف لـ16 افريل من كل عام و الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام قلائل.

masdjid02

بدأ الأستاذ حديثه عن العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس قائلا “عندما كان بن باديس في تونس فكر بأن الجزائر بحاجة إلى نهضة فرجع إلى الجزائر واستقبلته في المطار والدته فقال لها يا أم عبد الحميد افرحي فان ابنك عاد إلينا عالما يقول:فزغردت أمه فرحا بعودته، كان يرى أن المسجد هو مكان لإيقاظ الوعي والنهضة و التدريس، الاستعمار الفرنسي رفض ذلك بحجة انه ليست لديه رخصة، فذهب الى مكة للحج فالتقى اح الهنود هناك فقال له “أن بلادك بحاجة إليك فقرر العودة إلى الجزائر في عام 1913، العلم هو الذي يتصل بالفكر و العقل و المجتمع و الحياة التي يحياها الناس، حيث يصبح العلم أداة للتغيير و الإنسان هو الذي يغيره”.

واصل منشط ندوة الجمعة بمسجد الرحمن حديثه للجميع وسط اهتمام كبير من طرف المواطنين، “كان يجول في المدن الجزائرية و يتصل بالشيوخ و الزوايا و يطلب منهم ارسال ابنائهم للتعلم و لم يكن يشترط السن بالنظر إلى الظروف التي كانت تعيشها البلاد تحت ضغط الاستعمار، فكان يقول “أعيش للإسلام و للوطن، الدين و الوطن ثم الإنسان و محيطه، عندما نربيه يربي المحيط الذي يعيش فيه فهذه هي الجوانب التي ركز عليها في منهجه، عدد دروسه بلغت 13 درسا في اليوم من الفجر إلى العشاء، خصص وقتا للصلاة و الإجابة على الأسئلة التي تصله مع التركيز على تعليم الطلبة، فجسد هيئة الصحافة لنقل التصحيح العقيدي و الوعي و كيف ينبغي أن ننظر إلى الاستعمار، ثم خصص نوادي للشباب أيام العطل”.

الدكتور “فضيل عبد القادر” اخذ عقول الحاضرين بعيدا بكلامه حول الظروف الاستثنائية التي كانت تعيشها الجزائر “البعض كان يقول اعتقد و لا تنتقد فأسس بن باديس جريدة “المنتقد” و صحح بعض المفاهيم حول الاستعمار بأنه قضاء و ابتلاء رباني ، طريقة بن باديس تخاطب العقل و الروح و العواطف لان الإنسان مكون من الفكر و الروح و العقيدة و العمل لذلك يجب أن تربي هذه العناصر، ولم ينسى قضية تعليم المرأة كان ذلك في قسنطينة واقنع العائلات من تفهم الوضع و السماح للبنات مزاولة الدراسة فاتصل بأحد حفيدات الأمير عبد القادر في سوريا، لتسهيل مهمة تدريس البنات مع العلم أنها تمتلك مدرسة فدعاها لاستقبال هؤلاء الطالبات عام 1939، فتوقفت هذه الرحلة بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية تطوف في الأفق إلا أن الفكرة لا تزال قائمة، الوطن بالنسبة إليه ليس الجزائر، الوطن الكبير هي الأمة العربية و الوطن الأكبر هو الإنسانية و هذه الأخيرة الغاية التي يهدف إليها”

masdjid03

الشيخ “عبد الحميد بن باديس” كان يهتم بالحداثة و المعاصرة، العلم مقدم عن العمل و عائلته مبدئيا كانت غنية رغم ذلك لم يبقى مع العائلة من خلال التفرغ للطلبة كليا، من بين كلماته المخلدة”الجزائر ليست فرنسا ولا تريد أن تصبح فرنسا ولو أرادت”، بن باديس لم يرفض اللغة الفرنسية وإنما فرض تعلمها و بعد وفاته تم إنشاء معهد باسمه”.

“نحن لا نحتفل بيوم العلم بذكر بن باديس فقط و لكن نحتفل بكل العلماء، لأنه هو رمز من رموز العلم وفي الأخير اشكر الشيخ بن عامر على الدعوة و كل الحضور على هذا الاهتمام البالغ و حقيقة لم أكن انتظر أن أرى هذا الجمع الهائل من الحضور”

هكذا ختم الأستاذ و الدكتور “فضيل عبد القادر” محاضرته بعد تفرغه للإجابة على الأسئلة التي تنوعت خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية “عبد الحميد بن باديس”، ليقوم في الأخير الشيخ بن عامر بوعمرة بتكريم الضيف بهدية رمزية، شرشال نيوز اقتربت من ضيوف مسجد الرحمن و أمنيتهم أن تكون هناك فرصة أخرى للعودة”.

                                                                                                      هـ.سيدعلي