X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

التسول…ظاهرة تزداد انتشارا في رمضان:المتسوّلون يَغزون شوارع ولاية تيبازة و أزقّة شرشال تتحوّل إلى مركز عبور

tassawol

التسول…ظاهرة اجتماعية سلبية لم تكن منتشرة بقوة في شوارع ولاية تيبازة قبل شهر رمضان المبارك، و بحلول الشهر الفضيل عادت لتنتشر كالنار في الهشيم في صورة احتلال للأرصفة و الأماكن العمومية، والهدف هو ضرب عاطفة المواطن بالدرجة الأولى في موسم الرحمة و المغفرة و العتق من النار، الأفارقة بدورهم عادوا ليرسموا جوا إفريقيا بولاية تيبازة هروبا من واقع اليم  بعد أن تم نقلهم في وقت سابق إلى بلدهم الأصلي، إلا أن ذلك لم يكن يوما عائقا لتوجه بعضهم للمساجد و أداء الصلوات المفروضة رفقة موطني المدينة، الأمر استعطف قلوبهم و جعلوهم مستهدفين بصداقتهم و هدفهم في رمضان من اجل رسم البسمة عليهم و على أبنائهم، و جعلهم يحسون و لو لفترة زمنية مؤقتة من خلال الإنفاق عليهم.

أزقة شرشال هي الأخرى أصبحت تعيش نفس الأجواء بحلول شهر الصيام، هم عجائز و رجال و نساء رفقة أطفال أبرياء، اختاروا أن يكون الرصيف مكانا لكسب ود و كرم المواطن المار من أمامهم كل حسب ظروفه الشخصية، مع استعمال لكلمات رنانة يرددونها بين الدقائق و الثواني مع الاختلاف في صيغة الطلب فضلا عن ابتكار أساليب جديدة في التسول.

سكان المدينة منقسمون بين متحسر لوضعية هؤلاء خاصة عندما تكون البطالة أو الفقر أو عقوق الابناء سببا في خروجهم إلى الشارع، و بين أشخاص يمتهنون و يحترفون هذه الحرفة احترافا أين يعملون لجهات معنية و مجهولة، تكلل بالصعود في سيارة فاخرة خلال السويعات الأخيرة من اليوم.

       متسولون قدموا من مدن مجاورة و أخرى بعيدة و ينتقلون من مكان لآخر

tassawol2

هي امرأة اختارت أن يكون الرصيف ملجأ لها رفقة أبنائها الصغار، شرشال نيوز اقتربت منها و تحدثت إليها، ففتحت قلبها للجريدة قائلة “أنا لست من مدينة شرشال و قد جئت من العاصمة رفقة أبنائي لظروفي المزرية، قفة رمضان اسمع عنها لكني لم استفد منها في وقت يأخذها أناس حالتهم الاجتماعية أفضل مني، واغتنم الفرصة لأفطر مع عابري السبيل في روضة الأطفال”، امرأة أخرى تحدثنا إليها وجدناها تطلب المساعدة، وقالت لنا بكل صراحة إنها غريبة عن المدينة و أن مكان إقامتها في بلدية الداموس، اختارت أن تكون شرشال مسرحا للتسول و التجول عبر أزقتها للحصول على نقود لا تسمن و لا تغني من جوع، هي وضعية يومية يعيشها المتسول متقلبا بين نظرات المواطنين، البعض منهم يستهدف عمار بيت الله و الجلوس أمام مداخل المساجد قبل و بعد أداء الفريضة، مدعمين موقفهم بوثائق يقال عنها أنها تثبت وضعيتهم الحقيقة تجاه المجتمع و الصحية كذلك، في رسالة واضحة إلى المنفقين “انتم المنفقون و نحن المحاسبون”، لتبقى الظاهرة تعرف حيوية كبيرة و نشاطا غير مسبوق حتى لو يكلفهم الأمر عناء التنقل بعيدا.

                                                                                                        هـ.سيدعلي