X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

إقبال مميّز للأولياء وفرحة الأطفال كانت هي الاستثناء: تظاهرة “شرشال تقرأ” تصنع الحدث بمركز التكوين المهني هذا السبت 22 ديسمبر وثناء كبير للقائمين عليها

عاش مركز التكوين المهني بشرشال نهار هذا السبت 22 ديسمبر أجواء رائعة، صنعتها تظاهرة “شرشال تقرأ” لجمعية صناع الحياة للتنمية الاجتماعية والكشافة الإسلامية فوج عبد الحميد ابن باديس، وبالتنسيق مع المجموعة الوطنية “طفلي يقرأ” و مركز جاست خطوة بالمدينة، وسط حضور مميز للآباء والأمهات لاكتشاف برنامج بيداغوجي ثري سخّر بالمناسبة لفلذات أكبادهم، بل رسم الفرحة والبهجة في نفوسهم بعد فصل دراسي كلل بنتائج ايجابية، ويطمحون لمواصلة المشوار بكثير من الجهد والاجتهاد.

تظاهرة “شرشال تقرأ” خطفت الأضواء والأنظار، فكانت الاستثناء باعتبارها الطبعة الأولى من نوعها بولاية تيبازة، فحركت شرشال رأسها إعجابا بما قام به المشرفون عليها لإنجاحها بما يعود بالفائدة على الأبناء، من خلال ورشات ثقافية مزجت بين الرسم والمطالعة وكتابة القصص، ومنه تكريم المتفوقين الثلاثة الأوائل، بحضور السلطات المحلية ممثلة في أعضاء المجلس الشعبي البلدي “خالد عبدي”، “محمد خروبي”، “سيد احمد نوراية” و “سليم أوقوشيح”، مرورا بمرحلة الطرافة والمزاح مع احترافيي البهلوان “حبيب” و “لبيب”، وكذا محاضرة للأساتذة ولأصحاب الاختصاص في تحريك العقول وتنويرها بالنصائح والإرشادات، استفاد منها الأولياء المستنتجين لكيفية التعامل مع الأبناء وحثهم على القراءة.

البداية كانت باستقبال التلاميذ والأطفال بمركز التكوين المهني وتقسيمهم إلى أفواج النسور، الفهود، العصافير و النمور، فلا صوت يعلو فوق صوت استجابة كبيرة للتلاميذ لتظاهرة، لم يكن بعض المدراء على مستوى المدارس الابتدائية بشرشال عند حسن ضنها، لعدم إخبار تلاميذهم بضرورة التقرب إلى دار الشباب والتسجيل للتواجد ضمن قائمة المعنيين بهذا النشاط، تاركين الخبر يصل متأخرا للآباء والأمهات، والذين وجدوا أنفسهم خارج أسوار المركز بداعي نقص التزويد بالمعلومة، ليتم بعدها توزيع التلاميذ إلى الأقسام التي احتضنت مجمل الورشات المعروضة، أين تنافس فيها الجميع باياد بريئة رسمت ، لوّنت، طالعت، لخصت واستخلصت مختلف الدروس والمواعظ، مفادها أن بناء أمة لن يكون إلا بالعلم والمطالعة باعتبارها غذاء للعقل والفكر،  وفق إجراءات تنظيمية محكمة لعناصر جمعيات صناع الحياة، الكشافة الإسلامية، مركز جاست خطوة و المجموعة الوطنية “طفلي يقرأ”.

حبيب ولبيب يصنعان الفرجة والمتعة ويرسمان البهجة والسرور لدى التلاميذ والأطفال

البهلوانيان “حبيب” و “لبيب” (شريف جودار و سماح نوالي) وكالعادة لا يفوتان فرصة رسم الفرحة والبسمة في وجوه البراعم والأطفال، استعراض فكاهي خطفا به الأضواء وسط تشجيعات كبيرة للتلاميذ، الذين استمتعوا وتعلموا من حدث أثنت عليه السلطات المحلية واكتشفت بعض المواهب الاستثنائية عن قرب، أما الأولياء أثبتوا من خلال حضورهم المميز اهتمامهم البالغ بمستقبل أبنائهم، مع تسجيل وعود بتكرار هذه التظاهرة بمدينة شرشال شهريا وبأفكار جديدة.

محاضرة لفائدة الآباء والأمهات وتدخلات في المستوى تؤكد واقع الالتفاف حول الطفل من باب القراءة

محاضرة مميزة احتضنتها قاعة المحاضرات بمركز التكوين المهني والتمهين، افتتحتها المتألقة والمنشطة عن مركز جاست خطوة “عصماء غزال”، بمقدمة خاطتها مقالا لطبيعة المقام وبلسان يحترف نطق اللغة العربية بسلاسة، فراحت ترحب بالحاضرين تباعا وتفسح المجال لتدخلات باشرها قائد الفوج الكشفي عبد الحميد ابن باديس”سعدي عبد القادر”، الذي أبدى سعادة كبيرة لنجاح تظاهرة “شرشال تقرأ”، وهو يرى أجمل الصور بمركز التكوين المهني …شاكرا كل من ساهم في إنجاح الحدث من سلطات محلية و جمعية صناع الحياة والمجموعة الوطنية “طفلي يقرا”، مركز جاست خطوة ومركز التكوين المهني نظير فتحه للأبواب قصد احتضانها، كما ألقى نائب رئيس البلدية “خالد عبدي” كلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة للأجواء التي سادت تظاهرة “شرشال تقرأ”، للنهوض بفكر الأطفال ودفعهم ليكونوا قدوة وإطارات للدولة الجزائرية مستقبلا، وأن السلطات المحلية ستأخذ بعين الاعتبار دعم الجمعيات الهادفة لترقية هذه الأفكار (جمعية صناع الحياة للتنمية الاجتماعية)، داعيا المولى سبحانه وتعالى أن يديم على الجزائر الأمن والاستقرار بمزيد من الازدهار.

رئيس جمعية صناع الحياة للتنمية الاجتماعية والمدرب في الحساب الذهني “موسى حمداني”، ترأس تظاهرة “شرشال تقرا” وكان بمثابة المحرّك الأول لها بالتنسيق مع مختلف الجهات لتجسيدها بشرشال لنهار اليوم، أين أبدى هو الآخر سعادته للإقبال المميز للعائلات الشرشالية الملتفة حول أبنائها، والحريصة على تعلمهم للقراءة والمطالعة وهو القائل “لا يمكن بناء أمة متطورة من قراءة، مجتمعنا يحتاج للتنمية الثقافية والاجتماعية بشعار “حياتنا من صنع أفكارنا”، داعيا السلطات المحلية للالتفاف حول جمعيته لتحقيق الأهداف المنشودة، فاسحا المجال لرئيس المجموعة الوطنية “طفلي يقرأ” “عادل” بمحاضرة علمية أكاديمية، وضع بها النقاط على الحروف وتحدث بلغة التعامل الصحيح مع الأبناء في مجال العلم والقراءة، مثنيا كثيرا على شخص رئيس جمعية صناع الحياة للتنمية الاجتماعية “موسى حمداني”، ومستعرضا أبرز أهداف مجموعته الوطنية لغرس القراءة في الطفل وخلق ورشات جوارية مستقبلا، إضافة إلى تشكيل نوادي للقراءة حسب الفئات العمرية لتحقيق مبدأ الوعي القيادي والوطني والحس الثقافي والاجتماعي وغيرها، لتنتهي التظاهرة وسط أجواء من الاحتفال بتكريم المتفوّقين بالمسابقة… ذكورا وإناثا.

سيدعلي هرواس