X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

أنابيب مياه ومضخات سقي أُحرقت ومحاصيل زراعية أُتلِفت: النيران تُفَحِّم الأراضي الفلاحية بتيفاس بسيدي سميان والسكان يشتكون أزمة عطش حادة

عاشت غابات منطقة تيفاس بأعالي سيدي سميان نهاية الأسبوع الماضي الجمعة 6 نوفمبر، حرائق رهيبة توافقت مع الحريق المهول الذي نشب بڨوراية، وإن كانت عدسات الكاميرات قد حولت كلها هناك ومعها مختلف المصالح والوحدات، إلا أن شرشال نيوز أبت إلا أن تقف على حجم الخسائر التي لحقت بمنطقة الظل تيفاس نهار هذا الإثنين 9 نوفمبر، وترصد صرخة فلاحين وعائلات قضوا ليلة حمراء بكثير من الخوف والهلع، رياح قوية ساهمت في انتشار وامتداد ألسنة اللهب على عشرات الهكتارات من الغابات والأدغال، صناديق نحل، أشجار مثمرة ومحاصيل زراعية أتلفت، أنابيب مياه ومضخات للسقي أتى عليها الحريق تباعا، في صور ومشاهد كارثية حولت الطبيعة الخضراء إلى مساحات سوداء…

الحريق الأخير عمق من جراح سكان منطقة تيفاس الفلاحية بأعالي سيدي سميان، خاصة بعد احتراق الأنابيب البلاستيكية التي تربط منازلهم بالماء الشروب عبر ينابيع “العناصر”، والتي تآكلت وذابت بفعل الحرارة وألسنة اللهب الحارقة، أزمة نيران خلقت أزمة عطش موافقة للجفاف الذي يعصف بالمنطقة، فيما تتعالى أصوات تطالب السلطات المحلية بالتحرك، من خلال توفير صهاريج مياه متنقلة للتقليل من حدة الوضع المرشح للتأزم، في ظل التكاليف الباهضة للأنابيب البلاستيكية وعلى مسافات طويلة، محاصيل زراعية أتلفتها الحرائق بما فيها التي هي بصدد الجني وأخرى مزروعة حديثا، ومضخات سقي في خبر كان، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أنه حريق مفتعل.. وجب ضبط فاعليه.

في ظل هذه الظروف التي أقحمت سكان تيفاس في رحم المعاناة، فلا ماء ينهي أزمة عطشهم باحتراق أنابيب تزودهم بهذه المادة الحيوية، ولا حتى أشجار مثمرة بقيت على حالها (الحمضيات، الزيتون، التين، الرمان، بيوت بلاستيكية…)، في وقت يطالب فيه الفلاحون المتضررون بتعويضات جراء الخسائر التي لحقت بمزروعاتهم، أين قامت مصالح القسم الفرعي الفلاحي لدائرة شرشال بزيارة تفقدية للمعنيين، والقيام بإحصاء هذه الأضرار أملا في تعويضهم، حرائق لم تترك لا الأخضر ولا اليابس بسيدي سميان الجريحة، في ليلة هربت فيها عديد العائلات من منازلها، وعاشت نفس أجواء حريق قوراية دون وقوع خسائر بشرية، أين ساهمت الرياح القوية بشكل كبير في توسعها، جاعلة الغطاء النباتي… يكتسي حلة السواد والرماد.

سيدعلي هرواس