بعدما حوّلت إلى مفرغة عمومية:مسلسل نافورة شرشال لا يزال متواصلا و السياحة بالمدينة تُضرب في الصميم

لا يزال مسلسل نافورة شرشال متواصلا بحلقاته الاستثنائية، حلقات صاحبها عنصر التشويق و الدهشة و بينهما تاريخ عريق في مهب الريح، بعدما حوّلت لؤلؤة المدينة إلى مفرغة عمومية بامتياز ترمى فيها مختلف أنواع القمامة في سابقة هي الأولى من نوعها، السياحة في شرشال ضربت في الصميم و بنيران قيل عنها أنها صديقة، ليكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موروث تاريخي أهمل من طرف المسؤولين عن القطاع، دون أية حراك يذكر لإنقاذه و إعطائه على الأقل الصورة التي كان عليها سابقا.
هي الصورة التي أصبحت عليها النافورة صبيحة هذا الخميس 23 جويلية، حلّّة اقل ما يمكن أن نقول عنها أنها كارثية بالمقارنة بين ماضيها المليء بالورود على حدودها رفقة مائها الرشاش، و بين حاضرها الذي عصف به الجفاف و كان الأمر يتعلق بظاهرة للتصحّر فماتت الأعشاب الخضراء و أتلفت الزهور الحمراء، لتستقر في الأخير على وضعية الأرض الجرداء في موسم الصيف ، لتستنجد النافورة بأضعف الإيمان بانتظار ما يخبئه لها القدر و القضاء.
هي سهرات ليلية شوالية بعدما كانت رمضانية، يقضيها مواطنون بالساحة العمومية بشرشال، أين يتخذون من الفوارة مكان لعقد جلساتهم تفتتح بالمأكولات و المشروبات و المثلجات، على أن ترفع بترك نفاياتهم في عين المكان مشوهين صورة الساحة و مؤكدين في الوقت ذاته افتقادهم للثقافة البيئية، أما السكون فكان باديا على تدخلات البلدية التي وصفت بالغير الموفقة، ليجر تاريخ شرشال عنوة وعلامة جرّه الزوال……باختصار ظهر الفساد في البر و البحر ….. حتى كراسي الساحة العمومية و الأشجار لم تسلم و شرشال إلى اين… ؟
غابت الحضارة في أوساط العديد من المواطنين بشرشال…فحظر المحظور بديلا عنها، من خلال استهداف كراسي الساحة العمومية ، تكلّل بوضع الأقدام في آماكن الجلوس فيها ما يساهم بشكل مباشر في اتساخها، البعض يسكبون القهوة ويبصقون فيها و البعض الآخر يتركون زجاجات المياه مرمية على حدودها، أشجار البالومبرا الاستثنائية بساحة المدينة هي الأخرى تشهد نفس السيناريو بعد تحويلها إلى أماكن لوضع القمامة.
عمال النظافة مستاؤون من السلوكيات غير الحضارية لبعض المواطنين
عمال النظافة بشرشال هم كذلك أصبحوا يعانون جراء الرمي العشوائي للقمامة من طرف المواطنين، شرشال نيوز اقتربت من العامل المكلّف بتنظيف الساحة العمومية بما فيها النافورة، أين عبّر عن تحسّره الشديد من الوضعية التي آل إليها المكان الذي يرتاده الزوار بكثرة، في وقت غاب فيه الإحساس بالذنب، “منذ الصباح الباكر و انأ أنظف لحد الساعة لم أكمل (كانت تشير إلى التاسعة و النصف صباحا) النفايات كثيرة منتشرة بطريقة عشوائية للأسف مع من تتحدث”، هكذا حمل العامل البسيط المواطنين مسؤولية ما يحدث في الواجهة و الساحة العمومية من تجاوزات بيئية، جاعلين صورة المدينة على المحك، باختصار… “ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس“.
هـ.سيدعلي