المفرغة العمومية لبلدية شرشال بوادي الحمام: الإغتيال غير الرحيم للإنسان والطبيعة والحيوان

قام فريق شرشال نيوز بزيارة المفرغة العمومية بأعالي واد الحمام بالمخرج الغربي لشرشال تلبية للعديد من الرسائل والطلبات الملحّة للسكان قصد تسليط الضوء على الوضع الذي يعيشونه من آثار تفريغ قمامات أزيد من أربعين ألف مواطن قرب مئات السكان وبغابة عذراء الأجدر هو الحفاظ عليها لما تدرّ من نِعم على الإنسان والحيوان على حدّ سواء..
لكن الواقع عند زيارة موقع المفرغة هو أنّ الإنسان هناك ولو كان بعيدا عنها ببضع كيلومترات إلا أنّه يعيش حالة الموت البطيء، حيث يتسرب دخان حرق النفايات إلى غرف النوم مهما كانت محاولات صدّه، والرائحة الكريهة تخنق الرئتين.
الاقتراب من موقع المفرغة في حدّ ذاته يعتبر مغامرة بصحة الإنسان والأمرّ في ذلك أنّ بعض شاحنات التفريغ تقوم برمي محتوياتها من القاذورات على بعد أكثر من كيلومتر ونصف عن الموقع المخصّص لها ما جعل المفرغة تتوسّع شمالا باتجاه السكان، في غياب أية مراقبة من السلطات المعنية. والأخطر بحسب مصادر ذات صلة بالقطاع الصحي فإن المؤسسة الاستشفائية بسيدي غيلاس تقوم بحرق النفايات الخطيرة في هذه المفرغة عندما تتعطّل المحرقة المخصّصة لهذا الغرض داخل المستشفى؟؟
عبّر العديد من السكان عن تذمّرهم الشديد من الوضع الذي أصبح لا يطاق، حيث لم تعد تسلم ولا عائلة من الأمراض الناجمة عن تلوّث الهواء. كما أفصح أحد السكان وهو مربي النحل بأنّ الحيوانات هي أيضا بلغها ضرَر المفرغة، فالنحل الذي يربيه على سبيل المثال لم ينتج ولا قطرة عسل منذ سنوات، كما تعاني مختلف الحيوانات من معز وخرفان وغيرها ، كما أنّ الزراعة هي الأخرى تتضرّر من هذا الواقع البيئي.
كما أفصح آخرون أنّ أقاربهم أصبحوا يتهرّبون من المجيء إليهم أو المبيت عندهم لعدم قدرتهم على تحمّل الوضع ولو لليلة واحدة.
في محاولة لمعرفة مصير هذه المفرغة علمت شرشال نيوز أنّ رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق السيد عبد القادر بروان قد أكّد أنّ محضر إنشاء هذه المفرغة الذي وقّعه لا يذكر انّ هذه المفرغة مؤقتة كما يحاول الجميع أن يوهم السكان. فقد أنشئت كمفرغة عمومية دائمة على أن يتمّ تحويلها إلى مفرغة ردم تقني مستقبلا، لكن لا شيء ينبئ بهذا المسعى، فانجاز مفرغة ردم تقني تتعدى إمكانيات الجماعات المحلية ما يستدعي المطالبة بتسجيلها ضمن البرنامج القطاعي لمديرية البيئة بولاية تيبازة، وهذا ما يحتاج إلى مدة أطول من الوقت.
في ظلّ هذا الوضع البيئي الخطير الذي قد تمتد آثاره إلى أجيال قادمة خصوصا وأن الأطفال هم الأكثر عُرضة للأمراض، مما يجعلهم منذ طفولتهم حاملين لأمراض مزمنة قد ينقلونها بدورهم لأبنائهم، فإن إيجاد حلّ استعجالي وآني أصبح ضرورة ملحّة على السلطات المحلية أن تتكفّل بها، وأن تدرجها في مقدمة جدول أعمالها.
ش.ن