الدّورة العادية الثّالثة لسنة 2023 للمجلس الشّعبي الولائي لتيبازة تناقش ملفّات الرّبط بالغاز ووضعية المحلاّت وموانئ الصّيد ومركز العطل العائلي بالبلج

عقد المجلس الشّعبي الولائي لتيبازة نهار هذا الإثنين 20 نوفمبر دورته العادية الثالثة لسنة 2023، وذلك برئاسة رئيس المجلس “جلول حاج حميش” وبحضور والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، الأمينة العامة للولاية “كريمة مصنوعة”، المدراء التنفذيين، رؤساء الدوائر وأعضاء المجلس الشعبي الولائي، في دورةٍ استُأنفت أشغالها بعرض مدير الري والموارد المائية، مداخلةٍ حول الإجراءات المتخذة بشأن الري الفلاحي من مياه التصفية، وواقع هذا المجال الهام بالنسبة للفلاحين، في ظل دخول سدّي بوكردان وبورومي خارج الخدمة في مجال السقي الفلاحي، نظرا للإنخفاض الرهيب لمنسوب المياه فيهما، مشيرا إلى الدور الكبير لمحطات التصفية الأربعة الموجودة بالولاية (تيبازة، حجوط، بواسماعيل والقليعة)، والتي تنتج 5 مليون متر مكعب سنويا، إلا أن أزمة الفلاحين اليوم ازدادت كثيرا مع شح الأمطار، ما يستدعي تكثيف الجهود وإضافة محطات تصفية إضافية بالولاية.
” إضافة محطّات أخرى لتصفية المياه المستعملة ضرورة لاستغلال مياهها في السقي الفلاحي”
وفتح المجال بعدها لطرح الأسئلة حول ميدان السقي الفلاحي من طرف أعضاء المجلس الشعبي الولائي، والإجابة عنها على لسان مسؤولي قطاع الموارد المائية بالولاية، مع التأكيد على ضرورة تجاوز كل العراقيل التي من شأنها أن تزيد من أزمة الفلاحين والإسراع في إيجاد حلول لإنقاذ مختلف المحاصيل الزراعية عبر محطات التصفية ومعالجة المياه المستعملة، وبشكل صحّي يضمن صحّة المواطنين من جهة وسلامة الأشجار المثمرة من جهة أخرى.
“لجنة التعمير والسّكن بالمجلس الشعبي الولائي تستعرض واقع الربط بالقنوات الصاعدة للغاز”
وقام بعدها رئيس لجنة التّعمير والسّكن بالمجلس الشعبي الولائي لتيبازة “بدر الدين سرحان”، بعرض تقرير حول الرّبط بشبكة الغاز الخاص بالأعمدة الصاعدة وفق مقاييس توزيع الكهرباء والغاز، عبر مختلف البرامج السّكنية ببلديات مختلفة، فيما استعرض المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تيبازة بالإحصائيات والأرقام، واقع الربط بالأعمدة الصاعدة لمختلف السّكنات الإجتماعية، والعراقيل الموجودة بين مصالحه وسونلغاز لأجل إتمام العديد من العمليات، خاصّة ما تعلّق بنوعية الأعمدة النحاسية ذات المقاييس المطلوبة، وعدم توفّرها في السنوات الأخيرة، بغض النظر عن تعذّر تقييم وتخصيص مبالغ مالية أخرى لأجل إعادة وضع الأنابيب الصّاعدة التي تعرّضت للسرقة منذ سنوات، نظرا لتأخّر توزيعها، ما فتح بطريقة أو بأخرى باب سرقتها، ودخول المستفيدين منها في معاناة كبيرة تجاه التزوّد بالغاز.
المدير العام لمصالح الـOPGI بتيبازة: “جاهزون لربط جميع السّكنات الإجتماعية بشبكة القنوات الصاعدة للغاز والعملية متواصلة”
وحمّل المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري OPGI لولاية تيبازة، جانبا من المسؤولية لمصالح سونلغاز، مؤكّدا جاهزية مصالحه اليوم لربط جميع السّكنات الإجتماعية غير المزوّدة بالقنوات الصاعدة، في وجود الأموال اللازمة لمباشرة هذه المشاريع دون استثناء، حتى وإن كانت هذه السّكنات بأعداد محدودة 10 إلى 15 سكن، ويكفي فقط التبليغ عن السّكنات المفتقدة لهذه الشبكة الحيوية، مؤكدا أن العملية متواصلة لربط جميع السّكنات بما فيها حصة 170 بسيدي غيلاس و500 في بوهارون و50 في مسلمون وڨوراية وغيرها.
وفي حديثه عن هذا الموضوع المتعلق مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين، أشار والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة” إلى عدم تحميل المسؤولية كاملة لمصالح سونلغاز، باعتبارها مؤسسة بإطاراتها ولها من الخبرة ما لها في مجال الربط بالغاز، ويستحيل أن تكون نوعية الأعمدة النحاسية ومطابقتها للمقاييس المطلوبة، سببا في تأخر ربط مئات السّكنات بهذه الشبكة، مطمئنا الجميع بأن عملية الربط بشبكة الغاز متواصلة للمساس بجميع السّكنات الإجتماعية، تحت إشراف مصالح الOPGI وسونلغاز.
“والي تيبازة يحذّر رؤساء البلديات والدوائر من أي تقاعس في بعث نشاط المحلات المهملة”
وتواصلت أشغال الدورة العادية الثالثة لسنة 2023 للمجلس الشعبي الولائي لتيبازة، بعرض رئيس التنمية المحلية والتجهيز والإستثمار والتشغيل بالمجلس “إلياس عزيبي”، ليفتح بعدها باب النقاش في ظل الوضعية الكارثية لمئات المحلات وتحويل الكثير منها إلى سكنات وأوكار للدعارة وللمنحرفين، محمّلين المسؤولية لرؤساء البلديات، لتمنح الكلمة إلى رؤساء الدّوائر قصد تقديم مجمل التوضيحات المتعلقة بوضعية المحلات بكل بلدية، في وجود محلاّت تمّ استغلالها بالشكل الإيجابي على غرار بلدية سيدي غيلاس، التي حوّلت جزءً من محلاّتها إلى قاعة للعلاج وقاعة رياضية، فيما دعا والي تيبازة” أبوبكر الصديق بوستة” رؤساء الدوائر والبلديات، لتحمّل المسؤولية كاملة تجاه وضعية المحلات، معتبرا أيّ تقاعس في إعادة بعث نشاطها إهدارا للمال العام.
وقامت بعدها نائب رئيس المجلس “أزقاق فاطمة الزهراء”، بعرض تقرير حول وضعية مركز العطل العائلي بالبلج، والتي لا تشرّف تماما بلدية تيبازة السياحية وزوارها، في ظل افتقاده للتهيئة المطلوبة واهتراء وقِدَم الأثاث ومرافقه وانعدام نظافة الغرف، وعدم الإستغلال الأمثل لفضائه الخارجي، فيما أفضى النقاش الحاد بين رئيس المجلس الشعبي الولائي “جلول حاج حميش” والمدير العام للتسيير السياحي لتيبازة، إلى واجب دفع هذا الأخير للديون التي تبقى عالقة على عاتق المؤسسة، والمقدرة بحوالي 4 ملايير أو أكثر، في إطار تثمين ممتلكات الولاية، وهو ما شدّد عليه والي الولاية “أبوبكر الصديق بوستة”، بتحمّل مدير المركبات السياحية كامل المسؤولية، واحترام بنود عقد الإيجار في كل الظّروف.
” تسليط الضّوء على واقع موانئ الصيد البحري وضرورة دعم فئة الصّيادين”
واستعرض بعدها رئيس لجنة الإتصال وتكنلوجيات الإعلام بالمجلس” محمد يوسف يمناين”، تقرير حول تسيير موانئ الصيد البحري بولاية تيبازة، مسلطا الضوء على جملة من النقائص والمشاكل التي تعاني منها عديد الموانئ ومهنييها، خاصّة فئة الصّيادين، ليفسح المجال بعدها لمناقشة جملة من هذه المشاكل، فيما أسدى والي تيبازة تعليمات إلى مدير مؤسسة تسيير الموانئ لتجاوز كل العراقيل التي من شأنها أن تقف حائلا أمام تطوير قطاع الصيد البحري، واستغلال الهياكل الموجودة على مستوى الموانئ وتهيئتها، على غرار المسمكة الموجودة بميناء تيبازة. وكذا أهمية رفع التجميد على مرفأ الصيد البحري لحجرة النص، مثلما جاء في تدخّل عضو المجلس الشعبي الولائي”إلياس عزيبي”، فيما نوّه مدير القطاع بأبرز المشاريع القريبة الإنطلاق على مستوى مختلف الموانئ، على غرار مشروع تهيئة ميناء بوهارون وخميستي، على أن يكون الدور سنة 2024 حسبه على مينائي تيبازة وشرشال.
” نحو مباشرة الإجراءات الإدارية لإنجاز محرقة للنّفايات الطبّية بمركز الردم التقني لسيدي راشد”
واختُتمت الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2023، بعرض نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي”نبيل بلكاتب” تقرير حول مشروع إنجاز محرقة للنفايات الطّبية على مستوى مركز الردم التقني بسيدي راشد مشروع تثمين واسترجاع الرمال بمحطة إنتاج الطاقة، أين أسدى والي تيبازة تعليماتٍ إلى مدير البيئة ومؤسسة CET بتجاوز كل العراقيل ومباشرة الإجراءات الإدارية التي تسبق إنجاز هذه المحرقة وفق القوانين، والنظر من جهة أخرى في إمكانية تثمين واسترجاع الرمال بمحطة إنتاج الطاقة لحجرة النص من الناحية البيئية.
سيدعلي هرواس