X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

يلوّحون باحتجاجات قوية وشلّ مصالح مستشفى سيدي غيلاس: مواطنون وعمال ونقابيون يرفضون قرار مديرية الصحة لنقل جهاز السكانير إلى حجوط

irm_sidi-ghiles

تعيش المؤسسة الاستشفائية العمومية بسيدي غيلاس حالة غليان لا نظير لها، امتدّت آثارها إلى مواطني البلدية والبلديات المجاورة، حيث نزل قرار مديرية الصحة بتيبازة القاضي بتحويل جهاز السكانير إلى مستشفى حجوط كالصاعقة، فلا أحد استطاع أن يهضم هذا القرار أو أن يستوعب مبرّراته.

إذ كانت المؤسسة قد استفادت من جهازي السكانير والتصوير بالرنين المغناطيسي IRM  بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال منتصف سنة 2014، ومنذ ذاك اجتهدت إدارة المستشفى لاستقبال هذا المكسب الطبي الذي سيعود بفائدة كبيرة على كافة سكان الجهة الغربية للولاية، فقامت بتشييد بناية جديدة لتُخصّص كمركز للأشعة ما قد يجعلها مؤهلة لتلبية حاجيات كافة التخصّصات التي تتوفّر عليها، وحسب مصادر حسنة الاطلاع على شؤون مديرية الصحة فإن البناية شيّدت بميزانية المؤسسة العمومية الاستشفائية لسيدي غيلاس والتي كلّفتها مبالغ تُعدّ بعشرات الملايين من الدينارات.

irm_sidi-ghiles3

قاعة السكانير جاهزة

وعلمت شرشال نيوز من مصادر نقابية أنّ شركة “طوشيبا” المموّنة بالجهاز قامت بزيارة القاعة التي ستسقبل السكانير للتأكّد من جاهزيتها وضربت موعدا الأسبوع القادم للقيام بعملية التثبيت وبداية استغلاله. إلا أنّ مديرية الصحة، وخلال اجتماع بحر الأسبوع المنصرم اتّخذت قرارا لسحب الجهاز من مستشفى سيدي غيلاس ومنحه للمؤسسة العمومية الاستشفائية لحجوط رغم أنّها لا تتوفّر لا على هياكل ولا على أخصائيين في المجال.

مديرية الصحة بتيبازة تبرّر هذا القرار بتوازن الخريطة الصحية للولاية، بحكم أنّ الجهة الغربية تتوفّر على جهاز  سكانير بالمؤسسة الاستشفائية المتخصّصة “المجاهد المرحوم امحمد بويعيش” بحي المهام بشرشال، إلا أنّ الجدير بالإشارة أن هذه المؤسسة المتخصّصة في جراحة الأعصاب ذات بعد وطني يستفيد من خدماتها وإمكانياتها سكان كل ولايات الوطن دون استثناء ولا يمكنها استقبال كل حالات التخصّصات الأخرى التي يحتاج إليها سكان الجهة الغربية للولاية.

أمين الفرع النقابي بمستشفى سيدي غيلاس توفيق بوعمره:” نرفض هذا القرار رفضا قاطعا، وسنتّخذ إجراءات احتجاجية”

irm_sidi-ghiles_bouamra

عبّر العديد من المواطنين ومستخدمي مستشفى سيدي غيلاس عن رفضهم لهذا القرار بحكم أنّ الاستفادة الأولية كانت لصالح سيدي غيلاس، وقال بعضهم أنّ الأجدر بمديرية الصحة أن تعمل على توفير أجهزة أخرى لصالح مستشفى حجوط  وباقي المستشفيات لا أن تعمل على إعادة توزيع ما هو مكسب للولاية. كما عبّر أمين الفرع النقابي لمؤسسة سيدي غيلاس السيد توفيق بوعمره عن الرفض القاطع لهذه المبادرة، وصرّح أنّ الفرع النقابي قد أشعر الأمين العام للاتحاد المحلي للعمال الجزائريين لاحتمال اتّحاذ إجراءات احتجاجية لمنع تنفيذ هذا القرار، واعتبر أنّ هذا الجهاز مكسبا هاما لا يمكن الاستغناء عنه، خصوصا وأن إدارة المستشفى تعمل على رفع مصلحة الأشعة إلى مصلحة جامعية تعود بالفائدة على المنطقة بأكملها، كما أضاف أن القاعة المخصّصة لهذا الجهاز جاهزة مائة بالمائة فلم يبق إلا التثبيت وبداية الاستغلال الذي سيكون قريبا.

الأمين العام للاتحاد المحلي لـ UGTA مراد عاشور: ” نحن لن نسكت، ونُعلم مدير الصحة بأنّ قراره هذا ستترتب عنه مشاكل كبيرة”

irm_sidi-ghiles_achour

أما الاتحاد المحلي لـ UGTA فقد جاء موقفه على لسان أمينه العام السيد مراد عاشور بلغة شديدة اللهجة إذ أعلن رفض الاتحاد رفضا قاطعا لهذا القرار، ويطالب مدير الصحة بمراجعة الأمر وعدم المساس بهذا الجهاز الذي يُعتبر مكسبا لمنطقة غرب ولاية تيبازة، “فهو مكسب للسكان من بني ميلك إلى غاية الحاميدية والحمدانية ولا يحقّ لأحد أن يمسّ بمكتسباتنا فهذا الأمر غير قابل للنقاش” ويضيف المسؤول الأول للاتحاد العام للعمال الجزائريين بغرب ولاية تيبازة: “نحن لن نسكت عن هذه القضية، وندعّم كلّ حركة احتجاجية يقوم بها فرعنا داخل المؤسسة الاستشفائية العمومية بسيدي غيلاس، وقد أعطيت أمرا بشلّ كلّ المصالح في حالة محاولة نقل الجهاز، وأعلم مدير الصحة بأنّ قراره هذا ستترتب عنه مشاكل كبيرة في حالة محاولة تنفيذه”.

رئيس بلدية سيدي غيلاس جيلالي تغرينت: “لسنا ضد مواطني حجوط ، لكن هذا الجهاز هو ملك لسيدي غيلاس”

irm_sidi-ghiles-papc

اعتبر رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي غيلاس السيد “جيلالي تغرينت” هذا القرار بالمتسرّع، وصرّح أنّ ملف الصحة لولاية تيبازة يحدّد توفّر مستشفى سيدي غيلاس على هذا الجهاز، ” لذا نرفض هذا القرار، وسألتقي مدير الصحة لتوضيح الأمور”، ويضيف المسؤول الأول عن بلدية سيدي غيلاس: ” نحن لسنا ضد مواطني حجوط، لكن جهاز السكانير هذا استفادت منه المؤسسة الاستشفائية العمومية لسيدي غيلاس بقرار من الوزير الأول، فلا يحقّ لأحد تحويله، فالمنطقة التي يغطيها ذات كثافة سكانية تتجاوز المائة ألف مواطن”

irm_sidi-ghiles2

ولم يتوقّف الرفض القاطع لهذا القرار عند حدود المؤسسة الاستشفائية وقطاع الصحة ومسؤولي البلدية ، بل امتدّ إلى الشارع والمجتمع المدني، إذ عبّر مواطنون ونشطاء عن استعدادهم لصدّ تنفيذ هذا القرار بكل الوسائل المتاحة والالتحاق بالحركة التي قد يشنّها عمال القطاع، مذكرين بالمعاناة التي يتلقاها المرضى عند نقلهم لإجراء الفحوصات بواسطة السكانير، ومدة الانتظار التي فوّتت فرصة الشفاء على الكثير من المرضى..

ومن الواجب لفت الانتباه أنّه لا تزال أعين بعض المسؤلين ترى إلى غرب ولاية تيبازة بنظّارات خاصة تضعه في مرتبة ثانوية من اهتماماتها، ما جعل العديد من مناطقها تبدو كأنها معزولة أو نائية. فالبرغم من الطرح الجديد والتوجّهات الجديدة  التي أطلقها الوالي عبد القادر قاضي والتي تضع تنمية غرب الولاية ضمن الأولويات المستعجلة إلا أنّ بعضهم لم ينخرط في هذا المسعى، وتأتي هذه الحركة التي أفرزها قرار مديرية الصحة بنقل الجهاز نحو الشرق، لتبيّن مدى وعي مواطني هذه الجهة، واستعدادهم للدفاع عن مكاسبهم.

حسان خروبي