X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

يفترشون الأرض للمبيت بأكواخ مرشّحة للسقوط في أية لحظة: سكان حي “خزان المياه” بسيدي اعمر يشتكون ذروة المعاناة… والسلطات المحلية مطالبة بالتدخل

لا يزال سكان البيوت القصديرية بحي خزان المياه بسيدي اعمر يشتكون ذروة المعاناة، وسط أجواء لا تصلح حتى لعيش الحيوان فكيف بالإنسان، لتزداد وضعيتهم سوءُا مع حلول فصل الشتاء والانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، بأكواخ ماتت فيها الحياة منذ سنوات ..بل مرشحة اليوم للسقوط في أية لحظة، فالدخول إليها لا يكون إلا مرورا بالأوحال والبرك المائية، في مشهد رفع فيه قاطنوها صرختهم للسلطات المحلية والولائية، قصد الأخذ بعين الاعتبار حالتهم الاجتماعية المزرية والبعيدة عن الإنسانية.

لا طرقات صالحة للمشي ولا شبكتي غاز المدينة والماء الشروب، ولا حتى قنوات صرف للمياه…أما الكهرباء فيستمدها أربعة إلى خمسة عائلات من عداد واحد !، طيلة سنوات لطالما شملتهم موجة الحملات الانتخابية السابقة والممزوجة حسبهم بكثير من الوعود في غياب التجسيد. فلا صوت يعلو فوق صوت منطقة سكنية لم تصلها بعد مشاريع التنمية المحلية، أما تكنلوجيات الإعلام والاتصال فتوقفت عند حدود استعمال الحمير، كأقرب وأفضل وسيلة لنقل المياه للمنازل في صهاريج، رغم تواجدهم بمساحة تحتضن واحدا من أكبر السدود “سد بوكردان”.

وضعية صعبة تؤكد تقاعس الإدارة والسلطات المحلية عموما في توفير متطلبات العيش الكريم لهؤلاء، مع تسجيل ثناء وتقدير لرئيس دائرة سيدي اعمر “زرقاط شيخ”، نظير فتحه لأبواب الحوار معهم بمكتبه واستماعه لانشغالات مواطنين، أرقتهم الحياة البدائية ويحلمون بيوم يرحّلون فيه إلى سكنات لائقة، لتستثنيهم الحصة السكنية الماضية في وقت تمت مطالبتهم بعدم بناء بيوت من الاسمنت، ولأسباب قيل عنها منطقة تابعة لمقاطعة الغابات أو إمكانية استغلالها مستقبلا لبناء سكنات صيغ الـLPA، لتبقى أحلامهم اليوم حبيسة أنباء تتناقل هنا وهناك…بل تصارع مستقبلها المجهول بعيدا عن الحقيقة.

هي تلميذة لم تستطع الالتحاق بمقاعد دراستها لظروفها الصعبة، وعيناها تخاطب المسؤولين بالمدينة على رأسهم رئيس البلدية الجديد “احمد بلغدوش”، لإثبات وجوده بالاهتمام بالتلاميذ والمتمدرسين عموما، فواقعها الأليم دائما ما يقف حائلا أمام تقديم مردود دراسي جيد، ناهيك عن المستوى المعيشي المحدود لوالدها، ما يجعلها بحاجة ماسة لدعم مادي ومعنوي يخفف عنها نوعا ما معاناتها اليومية للوصول إلى مؤسستها التربوية، أما المرضى فيستحيل على سيارات الإسعاف أن تجليهم للعلاج بكل أريحية، فالطريق التي يسلكونها للبيوت غير صالحة تماما للمشي فيها، والأكثر من ذلك قضائهم لحاجاتهم البيولوجية يكون بمراحيض لا تصلح حتى للوحوش !، لتبقى المصالح المعنية مطالبة بإيجاد حلول ميدانية تجاه أناس يفترشون الأرض للمبيت، ويستحقون التفاتة تغنيهم عناء اقتناء صهاريج مياه بمبالغ خيالية، إلى حين ذلك يبقى كل شيء وارد.

سيدعلي.هـ