X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

يعيشون حياة بدائية في أكواخ من الطوب ومعاناتهم تزداد كل شتاء: سكان “القصدير” بحي الحامدية بالداموس يطالبون بترحيلهم في ظل جاهزية السكنات

لا يزال قاطنو السكنات الهشّة بحي الحامدية بالداموس يعيشون حياة بدائية بكل معانيها في عام 2017م و على بضع كيلومترات عن مقر المدينة، في صورة تعكس المعاناة التي يعيشها قاطنو هذه السكنات منذ عدة سنوات، فأزيد من 15 سنة و هؤولاء العائلات منسيون ينتظرون مع حلول كل سنة أو عهدة إنتخابية لعلها تفرج عنهم عناء الحياة التي يعيشونها، على الرغم من البرنامج الذي أقرّته الدولة في إطار القضاء على السكنات الهشة و التي تمسّ بالدرجة الأولى النازحين من الجبال و الهاربين من جحيم العشرية السودء، غير أن الإنتظار طال لتطول معه معاناة عدة عائلات.

شرشال نيوز نزلت للحي و تقصّت عن ظروف الحياة التي تعيشها هاته العائلات عن كثب، أين زارت بعض المنازل أو شبه منازل جلّها مبنية بالتراب و للوهلة الأولى يسترجعك الزمن لعصر الحياة البدائية و التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فالوصول لتلك المنازل يتطلب السير فوق الوحل وهو الطريق الوحيد المؤدي إليها .. منازل بدون أبواب تقطنها عائلات متكونة من عدة أفراد في غرف صغيرة و مطبخ فقط يصعب التجول بداخلها و الحديث عن حياة غير موجودة على أرض الواقع بالنسبة لهم.

إنعدام الماء الشروب، البرد و تسرب المياه للغرف و الأوساخ : مظاهر تترجم معاناة العائلات مع حلول فصل الشتاء أين تزداد معه معاناة العائلات القاطنة بالسكنات الهشة  خاصة مع تساقط الأمطار، أين تغمر المياه الغرف و يعيشون خلالها ليالي بيضاء في عز البرد الشديد، ناهيك عن أزمة المياه التي تعتبر أحد أهم المشاكل التي تعيشها تلك العائلات، فهم يقطعون يوميا مسافة معتبرة للحصول على الماء، ضف إلى ذلك مشكل الكهرباء فبعضهم من استطاع ربط منزله بشبكة الكهرباء بواسطة كابل من الأعمدة الكهربائية بالمنطقة في حين البعض الآخر لا يزالون يبيتون على وقع الظلام الدامس.

الأوساخ و انتشار الأمراض هو أيضا أحد أهم المشاكل و المخاطر التي تهدد حياة العائلات و خاصة الأطفال الصغار، فالروائح الكريهة المنبعثة جراء عدم وجود قنوات الصرف الصحي و تراكم الأوساخ و الحشرات يشكل تهديدا على صحة الأطفال و يبعث بالخوف لدى الأولياء.

محصيون منذ سنة 2007م … السكنات جاهزة .. والمعاناة مستمرة !!!

10 سنوات كاملة تمر على بداية إحصاء لأصحاب السكنات الهشة أي منذ سنة 2007م، ليبدأ معها مسلسل بعنوان ” إحصاء عائلات السكنات الهشة كل عهدة انتخابية جديدة “، فلا يزال تكرار سيناريو الإحصاء يؤرقهم، و هم ينتظرون بفارغ الصبر يوم ترحيلهم نحو سكنات جديدة.

فأزيد من 150 عائلة محصية شهر جوان الفارط على مستوى ثلاث مواقع بحي الحامدية تنتظر ترحيلهم نحو سكناتهم الجديدة بنفس الحي (196 مسكن) و التي كان من المفروض تسليمها شهر سبتمبر الفارط و هو ما أقره والي تيبازة ” موسى غلاي ” بعد زيارته للمجمع السكني شهر أوت الفارط، غير أن موعد التسليم لم يكن في الآجال المحددة و تعليمات الوالي مرة أخرى يضرب بها عرض الحائط تعكس من خلالها سياسة اللامبالاة و التماطل من قبل الشركة المكلفة بالإنجاز، مع العلم أن السكانت جاهزة و لم يتبقى منها سوى 5 بالمئة خاصة بالتهيئة الخارجية !!!.

العائلات القاطنة بالسكنات الهشة هي اليوم تطالب السلطات البلدية و الولائية بالإسراع في الترحيل نحو سكنات جديدة، و تخليصهم من الواقع الأليم الذي تعيش فيه كل يوم، و السكان بصوت واحد يرددون ” نحن جزائريون و كفانا ما عشناه جراء العشرية السوداء، نريد حياة بسيطة لأبنائنا “.

ط/عبد الرحمان