X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

يطالبون بتغيير اسم ساحة بيبسي إلى “البطارية العثمانية”: أصدقاء برج شرشال ينظمون يوما دراسيا حول الحصن الشرشالي العريق بالمتحف العمومي الوطني للمدينة

مثلما تمّ الإعلان عنه سابقا، نظّم أصدقاء برج شرشال يوما دراسيا حول “الحصن العثماني” التاريخي صبيحة السبت 13 ماي، لقاء احتضنه المتحف العمومي الوطني بحضور للسلطات المحلية ممثلة في رئيسي دائرة وبلدية شرشال “السعيد أخروف” و “موسى جمّال”، مدير الثقافة لولاية تيبازة “جيلاني زبدة”، مديرة المتحف السيدة “نجوة حمزة”، أساتذة ودكاترة مختصون في الميدان منهم الأستاذة “مسيخ صفية” و الأستاذ  “بلقاسم باباسي”، كضيوف شرف  لبوا نداء الأصدقاء إحياء لشهر التراث بمدينة لا تزال تحتفظ بتاريخها العريق.

الحدث كذلك حضره الوزير الأسبق للشبيبة والرياضة “كمال بوشامة”، وشخصيات معروفة بالمنطقة منها ممثل جمعية بلومبرا “ياسين بن مخلوف”، “طالبي جلول”، “يوسف خوجه”، “عبد القادر بن صالح”، رفقة الدكتور حمزة محمد شريف (جامعة الجزائر 2)، الدكتور خلاف رفيق (المركز الجامعي تيبازة)، الأستاذ بحيري عبد القادر (جامعة البليدة)، الأستاذة عليش سميرة (جامعة البليدة)، المهندس المعماري “طكوش ناصر محمد”، الأستاذ “نزيم بن صالح” و”شناوي فتحي”، وكلهم أمل في إعادة ترسيخ ملامح الاهتمام بالموروثات الثقافية، التي تزخر بها المنطقة وهو ما أكده المؤسس و المنسق بهذا الفريق العامل والمجتهد الدكتور “رشيد بلحسن” لشرشال نيوز، أن هذا اليوم لم يأت بالصدفة بل كان التحضير له مسبقا ليوافق حسب تصريحه شهر التراث، “لقد قمنا بتنظيم هذه المبادرة للإشهار بالحصن الشرشالي في يوم دراسي لم يأت بالصدفة، وإنما شرعنا بالتحضير له بالبحث والاستكشاف عبر مختلف المكاتب، وصولا لانتقاء المعلومات من مكاتب بفرنسا للتعمق أكثر في تاريخ برج شرشال العريق، وللأسف كل ما تعلّق بالفترة الرومانية و المسيحية تم طمسه من طرف الاستعمار الفرنسي، إبان الثورة التحريرية لدهر الأرشيف”.

 السكان يطالبون بتغيير تسمية (ساحة بيبسي) إلى “ساحة البطارية العثماية”

واصل ذات المتحدث حديثه منوها بالطلب الملح لسكان مدينة شرشال، وهو إعادة النظر في التسمية الحالية “ساحة بيبسي” و تغيير اسمها إلى “البطارية العثمانية”، ووضع لافتة توضح أنها كانت مسرحا للحصن العثماني، لتزول مؤخرا مكانتها العريقة بين عجلات المركبات بتحويلها إلى موقف للسيارات parking، وسط تحسر كبير لاندثار واحد من أشهر الموروثات بالمدينة على الإطلاق، منوها بيوم دراسي آخر سيكون في الأيام المقبلة حول ذاكرة المعالم التاريخية الأخرى، والمنشآت المعمارية حتى وان كان لها علاقة بالاستعمار الفرنسي كـ”باب الغرب” و “برج النابوط”، وقبلها وجه عند افتتاحه لليوم الدراسي شكره الجزيل لكل من ساهم في إنجاح اللقاء، من سلطات محلية، مدير الثقافة لولاية تيبازة، مديرة المتحف، و أعضاء جمعية بلومبرا و ماري نوستروم.

مديرة المتحف العمومي الوطني بشرشال السيدة “حمزة نجوى”، لم تفوت الفرصة للتعبير عن سعادتها البالغة باحتضان الحدث، مثلها مثل مدير الثقافة لولاية تيبازة المعرج في كلمة ألقاها بالمناسبة بالموروثات الثقافية التي تزخر بها المدينة العريقة منذ عقود مضت، مثنيا كثيرا على مبادرة أصدقاء برج شرشال.

دكاترة …أساتذة و مهتمون بالتاريخ المجيد لشرشال ووسط أجواء رائعة أكدها المتدخلون بأسئلة مستمدة من عمق المجتمع الجزائري الأصيل، اختلفت في طرحها واتفقت حول هدف واحد “الاهتمام بالموروثات الثقافية والتعمّق في تاريخها”، أين عادوا بذاكرتهم للوراء للحديث عن برج شرشال 1518، مرورا بأبرز محطاته استنادا لبحوثات علمية دقيقة وبمسمياته المطلقة عليه آنذاك، “أثر قصر بناه بعض الملوك لابن له”، “القلعة” (الغرناطيون)، “بلاط الحكام”، ليتم التعريج على الكتابة المنحوتة بالخط الكوفي بهذا الصرح القديم، عن طريق الحفر البارز وقد وزعت هذه الكتابة على ستة اسطر متوازية، “بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد وآله، هذا برج شرشال أنشاءه القائد محمود، بن فارس الزكي في خلافة الأمير القائم بأمر الله، المجاهد في سبيل الله أروج /كذا/ بن يعقوب بإذنه، بتاريخ أربع وعشرين وتسعة مائة”، لتؤكد البحوث أن هذا الحصن يرجع إلى العصر البنزنطي، استنادا لما يقوله الباحث “هاينرش فون ملتيسان”.

أسئلة بالجملة طرحت بمحاضرة سلطت الضوء كذلك على الميناءين العسكري والتجاري قديما، ليشرع أصدقاء برج شرشال بتكريم المساهمين في تنوير العقول بمعلومات تسرد التاريخ المجيد لشرشال، في مشهد جمع جمعهم على قلب رجل واحد أسئلة واستفسارا لواقع مدينة، لا يجب أن تفرّط بطريقة أو بأخرى في موروثاتها….

                                                                                                       سيدعلي.هـ