X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

يتنفسون المعاناة ليل نهار و يوجّهون صرختهم للسلطات: سكان البيوت القصديرية ببلدية مسلمون يشتكون أوضاعهم المزرية…يترقبون بفارغ الصبر قائمة السكن الاجتماعي.. والمرضى بحاجة ماسة إلى إسعاف

يشتكي سكان البيوت القصديرية ببلدية مسلمون مؤخرا أوضاعهم المزرية التي لامست منذ سنوات سقف المعاناة، وكلهم ترقب و انتظار لقائمة سكنية تقضي بترحيلهم عاجلا لبيوتهم الجديدة تحت رداء القضاء على السكن الهش، وهنا…كان لابد من زيارة تفقدية نسلط فيها الضوء على ابرز المشاكل التي يعاني منها القاطنون هناك، وكل المؤشرات و المعطيات توحي بظروف صعبة لا تصلح لعيش الإنسان، فاستحت أن تعنون بامتياز “الحياة في صلب المعاناة”، فسكان هاته البيوت باتوا يتنفسونها ليل نهار و ما اخفي بداخلها من أصحاب الأمراض المزمنة كان عظيما، لتبقى صرختهم واستغاثتهم بين أربع جدران هشة قابلة للسقوط في أية لحظة.

شرشال نيوز نزلت إلى الحي القصديري المسمى باب الواد استجابة لشكاوي المواطنين، والحقيقة طرقات لا تصلح تماما للسير فيها وتزداد وضعيتها سوء بفعل تساقط الأمطار، فالأغلبية هناك يقطنون بين الحشائش و الأحواش و بينهما.. الوصول إلى المنزل يمر عبر مسالك صعبة ووعرة في غياب الإنارة ليلا، أما سيارة الإسعاف ..فقد رفعت شعار “المستحيل” لإجلاء مرضاها من سكنات تقع بالكهوف و المنحدرات !، فالمصابون بالأمراض المزمنة ازدادت صحتهم حسب مصادر مقربة منهم تدهورا، وتجاوزهم لمرحلة العلاج مرهون باختصار الطريق نحو الشفاء، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بالعيش في سكن هوائه الحياة.

بعيدا عن الطرقات التي لا تصلح حتى للزراعة !…فالإنارة لطالما كانت ولازالت مطلوبة بهذه البنايات، ورغم المساعي و الجهود المادية و البشرية المبذولة لبعض المواطنين قصد ربطها بالكهرباء، إلا أن المصالح المعنية وقفت سدا منيعا تجاه ذلك حسب تصريحات الكثيرين، أما شبكتي الماء الشروب و قنوات الصرف الصحي فتأكد وجودها العشوائي بالمسالك، مثلها مثل النفايات التي ترمى بين الحشائش و القصب في مشهد ازداد تعفنا، بروائحه القذرة المقتحمة للبيوت دون استئذان.. ما دام وصول شاحنة رفع القمامة إليها أمر صنّفوه في خانة المستحيل، أما شبكة غاز المدينة فهي حلم يبقى غير قابل للتحقيق.. !!.

هي بيوت قصديرية بعضها بني من الطوب و القصب ومرشح للانهيار بفعل العوامل المناخية، فقاطنوها ينتظرون الإفراج سريعا عن قائمة السكن الاجتماعي لبلدية مسلمون، والتي من المنتظر ان تشمل عددا كبيرا منهم تمهيدا لمباشرة عملية الهدم و استعادة أملاك الدولة، ومنه اتخاذ قرار يضرب بعصا من حديد كل من تخول له نفسه البناء فيها، واستغلال هاته الأجواء لتغليط الإدارة أملا في الحصول مستقبلا على سكن بمثابة حق من حقوق الآخرين، فالقضاء على هذه البنايات يعني وضع حد لواحدة من النقاط السوداء بالمدينة.

150 وحدة سكنية جاهزة بما فيها التهيئة الخارجية، ينظر إليها مستحقوها بمسلمون بترقب و انتظار طويلين، وما زادهم إثارة ودهشة هو المحلات التي تم فتحها منذ حوالي سنتين، مطالبين السلطات المحلية على رأسها رئيس دائرة قوراية، بإطلاق سراح الأسماء المعنية بالاستفادة قبل تفاقم الوضع بحلول فصل الأمطار، ومنه الشروع في عملية الترحيل إذانا بنهاية مسلسل معاناتهم …حدث رشحته كل التوقعات ليمتد إلى ما بعد الانتخابات المحلية المقبلة، مثلها مثل بلدية سيدي غيلاس…ما يجعلهم يعيشون هاته الفترة على الأعصاب، مقارنة بشرشال التي عاش سكانها أجواء نشر قائمة الأسماء المعنية بالحصة الأولى، إلى حين ذلك يبقى كل شيء وارد…

سيدعلي.هـ