X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

وسط أجواء رائعة بمسجد النور بسيدي غيلاس: مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال تكرّم التلاميذ الفائزين في مسابقة أول نوفمبر… كلمات هادفة لشيوخ وأئمة المساجد بالمنطقة…والعلامة الكاملة للقائمين على المبادرة

احتضن مسجد النور بسيدي غيلاس أمسية هذا الاثنين 30 أكتوبر، حفل توزيع الجوائز لتلاميذ الطور المتوسط والسنة الخامسة ابتدائي، و المتعلقة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، مسابقة أعلنتها مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال تحت إشراف رئيسها “بريش احمد”، قصد مواصلة برنامجها القاضي بترسيخ مختلف التواريخ المخلدة لأبطال نوفمبر طيلة كفاحهم المسلح ضد الاستعمار الغاشم، وسط أجواء مميزة وقف لها المعنيون وقفة ترحم على أرواحهم الطاهرة، داعين المولى عز وجل أن يديم للجزائر أمنها و استقرارها.

الحدث حضره منتخبون سابقون ببلدية سيدي غيلاس، الأسرة الثورية ممثلة في رئيس مندوبية المجاهدين “بريش أحمد”، ممثل عن أبناء الشهداء، مواطنو المدينة بما فيهم المجاهدين، أئمة المساجد بالمنطقة، الشيخ بن عامر بوعمرة”، “جنادي محمد”، “الشيخ جلاوي”، إمام مسجد شهداء الناظور بالداموس “كمال”، رئيس جمعية محمد علي للرياضات القتالية و الفردية “محمد مليحي”، الأستاذ عبد المجيد خاوة، وشخصيات معروفة بالمنطقة رسمت وجودها دعما لفكرة تمنى فيها إمام مسجد النور بسيدي غيلاس “فضاي ألاين”، أن تتكرر تحت رداء تكريم المتفوقين بمختلف العلوم وكذا تكريم حفظة القرآن الكريم، مرحبا بدوره بالجميع وشاكرا القائمين على هذه المبادرة.

بداية الحفل كانت آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور إمام مسجد شهداء الناظور بالداموس الشيخ “كمال”، بصوت رنان ترك انطباعا و أثرا طيبا في نفوس المصلين الحاضرين، الذين تجاوبوا له بالاستماع و الإنصات، في وقت كانت فيه الفرحة تغمر نفوس التلاميذ المعنيين بالتكريم، أين صنعوا أجواء استثنائية بالمناسبة و لسان حالهم يتحدث بذكرى الفاتح من نوفمبر، التي دفعتهم للتنافس على افضل بحث حول الموضوع، فاستحقوا بذلك الثناء و التقدير نظير مشاركتهم استجابة لأسرتهم التربوية من جهة وحرص الأولياء من جهة أخرى.

الشيخ “بن عامر بوعمرة”: “نفتخر ونعتز بالتاريخ الحافل للجزائر وللجزائريين…شتّان بين شهيد مات يقاتل الصليبية وبين من مات يقاتل أخاه المسلم. وهذه هي الصفات التي تميز بها مفجرو الثورة…”

في كلمة ألقاها في الذكرى الثالثة و الستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، تحدث إمام مسجد الرحمن بشرشال الشيخ “بن عامر بوعمرة”، بعد شكره الجزيل لأسرة مسجد النور بسيدي غيلاس ومندوبية المجاهدين و لسكان المدينة عموما، على ضرورة الافتخار و الاعتزاز بالتاريخ الحافل للجزائر وللجزائريين، مقدما دلائل من واقعنا المعاش حول الذين يستحقون أن يطلق عليهم “شهداء”، “شتان بين شهيد مات يقاتل الصليبية و بين من مات يقاتل أخاه المسلم، شتان بين ثورة دامت 7 سنوات ونصف وبين ثورة يوم أو يومين (يقصد ثورات الربيع العربي بالبلدان المجاورة)، والسؤال المطروح هنا: ما هي الصفات التي كان يتميز بها مفجرو الثورة؟”، أين راح في تدخله يستعرض ابرز خصال أبطال كتب التاريخ أسماءهم بالدماء قائلا “لقد امنوا بان ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، الدقة في التنظيم و القوة في التعبئة (مظاهرات 17 أكتوبر 1961 خير دليل)، اختاروا ليلة الفاتح من نوفمبر لأنها صادفت ليلة الاثنين لبعدها الروحي لميلاد النبي عليه الصلاة و السلام فحتى كلمة السر فيها من الدلائل ما فيها “خالد (يمثل السلف) و عقبة “الفاتح” وهو من المغرب العربي، ناهيك عن المصطلحات المستعملة آنذاك خلال الثورة “الله أكبر”، “يالخاوة”، “المجاهدين”، مختتما كلمته داعيا المولى سبحانه أن يحفظ الجزائر و يديم عليها أمنها.

رئيس مندوبية المجاهدين بدائرة شرشال “بريش احمد” يقدم بالمناسبة تهانيه الخالصة لمدير “شرشال نيوز” “حسان خروبي” بعد حصوله على جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف

رئيس مندوبية المجاهدين بدائرة شرشال السيد “بريش احمد”، افتتح تدخله بمناسبة حفل تكريم التلاميذ المتفوقين بمسابقة أول نوفمبر لتلاميذ الابتدائي والمتوسط بسيدي غيلاس، بتهانيه الخالصة باسمه وباسم الأسرة الثورية. أسرة المسجد و سكان المدينة لمدير شرشال نيوز” حسان خروبي”، بعد حصوله على جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في اليوم الوطني للصحافة و حرية التعبير، معتبرا ذلك مفخرة حقيقية منوها بانتمائه للعائلة الثورية باعتباره ابن مجاهد، شاكرا جميع مدراء المدارس الابتدائية لبلدية سيدي غيلاس، الذين وقفوا جميعا لإنجاح مسابقة عرفت مشاركة مميزة للتلاميذ (فاقت الـ200 مشارك)، مؤكدا أن جميع المشاركين فائزين و سيتم نقلهم إلى متحف الجيش بالعاصمة خلال العطلة، من خلال الاتصال بهم و التنسيق مع السلطات المحلية قصد توفير حافلة خاصة، داعيا الذين لم يكتبوا أسماءهم و أرقام هواتفهم بالبحوث للاقتراب من المندوبية، للنظر في إمكانية تكريمهم بعد الاطلاع على أعمالهم التاريخية، مقدما في الأخير سؤالا مباشرا للحضور ما هي عدد المعارك التي وقعت في بلدية سيدي غيلاس؟ ومن هم الذين قادوها؟، فاسحا المجال لهم بالتفكير…

إمام المسجد الكبير بشرشال الشيخ “جنادي محمد”: الشهيد في الإسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ويجب غرس روح الانتماء لثورتنا المجيدة في نفوسنا”

لا يزال إمام المسجد الكبير بشرشال الشيخ “جنادي محمد” وفيا لتدخلاته الشافية والوافية، عند كل مناسبة دينية كانت أو وطنية ينزل فيها ضيفا قديرا وقادرا على خط كلماته مخاطا ومقاسا لطبيعة المقام، فذكرى الفاتح من نوفمبر جعلته يقف وقفة احترام لمن صنعوا مجد هاته الأمة مثنيا على ثورة جزائرية تدرس في الجامعات العالمية ولا تستحق أخرى حسبه أن تسمى بهذا الاسم، شاكرا في البداية أسرة مسجد النور بسيدي غيلاس ومنظمي المسابقة لأجل ترسيخ حب الوطن بأذهان أبنائنا.

“جنادي محمد” أراد لكلامه أن يكون له طعم خاص منطلقا من حديث النبي عليه الصلاة و السلام “عينان لا تسمهما النار..عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرس في سبيل الله”، “ما شيء أحب إلى الله من قطرتين و أخويها “قطرة دمع من خشية الله و قطرة دم في سبيل الله”، الشهيد في الإسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا…معرجا على مسألة الانتماء للتاريخ وضرورة إحياء هذا الشعور و غرسه في نفوسنا، ولا يوجد ثورة تستحق أن تسمى ثورة ما عدا الثورة الجزائرية، فهي ثمرة لجملة من الثورات التي انطلقت قبلها.. فنحن لدينا تاريخ يجب أن نعتز به”.

الشروع في توزيع الجوائز تباعا وسط فرحة كبيرة للتلاميذ

عملية توزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة التاريخية التي أعلنتها مندوبية المجاهدين حول ذكرى أول نوفمبر، تم الشروع فيها وسط أجواء رائعة التفت حولها الأسرة الثورية، التربوية، الدينية، والرياضية و كذا السلطات المحلية و شخصيات معروفة بالمدينة، حينها كان التلاميذ على موعد مع تتويجات ستبقى راسخة بأذهانهم، كيف لا والأمر بتاريخ أراد به المجاهدون الأبطال أن يخلد أسماءهم بأحرف من ذهب، فكانت النتيجة استقلال بعد سنوات رفعوا فيها شعار “الحرية بجزائر مستقلة”، لتعود هذه الذكرى أملا في إحيائها بنفوس أجيال لا يعرفونها إلا في كتب التاريخ المدرسية، فبقائها حبيسة ذلك يعني هروبا من المسؤولية …

سيدعلي.هـ