X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

وتيرة الانجاز غير التي أرادها الوالي والوضع بات متعفنا: عمّال شركة “إنير” بستاد شرشال (واد الحمام) يطالبون بمستحقاتهم… يشكون أوضاعهم اللانسانية بالورشة وفتح تحقيق أكثر من ضرورة

 

لا يزال الملعب النصف أولمبي في واد الحمام بشرشال يصنع الحدث بوتيرة أشغاله السلحفاتية، بعدما استنفذ المدة المحدّدة للانجاز  (نهاية 2015) ودخوله رسميا وقته البدل الضائع منذ عام ونصف كأقصى تقدير، وكل المعطيات و المؤشرات توحي بانجاز لن يكون خروجه إلى النور قريبا، ما دام عمال شركة أنير المكلفة بتجسيد هذا الصرح، يؤكدون ذلك نتيجة التأخر الرهيب لمسؤولي المؤسسة في دفع مستحقاتهم المالية العالقة، والتي قدروها بثلاثة أشهر كاملة زائد شهرين عطلة لعامي 2015/2016 وكذا 6 أشهر كاملة متعلقة بتكاليف النقل، وسط أجواء جددوا فيها رفع شعار “المعاناة” بعيدا عن الإنسانية وهم يسردون لشرشال نيوز واقع حياتهم المهنية هناك، واصفين إياها بالجحيم ومحمّلين بالدرجة الأولى جميع المصالح المعنية (مؤسسة أنير، نقابة العمال، مديرية الشبيبة و الرياضة…)، ومطالبين في الوقت ذاته بتدخل عاجل ومستعجل لإيجاد حلول ميدانية تقضي برد الاعتبار، لعمّال يعيشون عيش “الحيوان” بالأدغال، فلا أطعمة مناسبة (البطاطا المقلية وخضراوات خضراء يطلبونها من الفلاحين)، ولا أفرشة ولا مكان صالح للمبيت، في مشهد يستحق أن تفتح فيه اللجان المختصة بالوزارة الوصية أو بالولاية تحقيقا، يقضي بمحاسبة الفاعلين لتحسين ظروف المقهورين.

هو الملعب الذي تفقده والي تيبازة “موسى غلاي” في 10 نوفمبر الماضي، عندما نزل ضيفا في أول زيارة له لدائرة شرشال بعد تعيينه على رأس الولاية، لتشهد أشغاله يومها حركة غير عادية لذر الرماد في العيون، وإيهام الجميع أن الأمور تسير على ما يرام بوعود وجّهت للعمال، خاصة ما تعلّق بالأجور و مستحقاتهم المالية العالقة، تفاديا لأي احتجاج من شأنه أن يعرقل زيارته الأولى من نوعها بالمنطقة، والحقيقة ضمانات وأحلام تبخّرت بمغادرة الوالي لعين المكان، مثنيا على هذا الملعب التحفة الذي يحتاج لوقت أكثر و أموال كبيرة حسب رأيه (قدرة استيعابه أكثر من 10 آلاف مناصر)، تاركا ورائه عمّالا تمنّوا آنذاك التفاتة طيبة منه وسؤالا حول أوضاعهم المهنية، لتزداد سوء في الفترة الأخيرة وهم يشاهدون عن قرب وبكثير من التحسر، واقع التلاعب بحقوقهم المهضومة منذ أشهر في غياب واضح للمسؤولين بشركة أنير (الشلف) حسب تصريحاتهم، مؤكدين أن الأشغال شبه متوقفة نتيجة الإهمال… اللامبالاة و سوء المعاملة التي يتلقونها يوميا، فحتى لباس بعضهم و افتقادهم للأحذية المناسبة يوحي بحالة يرثى لها، وتحت درجة حرارة عالية …ناهيك عن التكاليف الباهضة (5000 دج شهريا)  التي يدفعونها أثناء التنقل في زيارة عائلية لمسقط رأسهم (الشلف 100 كلم) (ثلاثة أيام راحة)، بعد 10 أيام يتنفسون فيها هواء المعاناة بورشة الملعب.

أجواء مشحونة ومكهربة رصدناها في ورشة الأشغال بستاد شرشال المنتظر صبيحة هذا الثلاثاء 25 جويلية، صنعها عمال شركة ” أنير” الساخطون على التأخر الرهيب في صب أموالهم لأسباب يجهلونها، منددين بالغياب المفضوح للمسؤولين بالشركة عن الميدان والاكتفاء بتسيير أمور الملعب عن بعد، أين وقف أحد أعوان الأمن هناك حاجزا و سدا منيعا أمام كاميرا شرشال نيوز، ومنعها من تصوير أماكن مبيتهم التي قالوا عنها أنها لا تصلح حتى لمبيت الحيوانات (يفترشون الكرتون و أفرشة قديمة)، رغم إصرارهم الكبير معه لفسح المجال لنا بإلقاء نظرة، لتجتمع كل هذه الظروف في عامل واحد دخله لا يزال منتظرا لأجل غير مسمى، وسط تخوفات إقصائهم دون علمهم من الضمان الاجتماعي، ليتفقوا جميعا ومنذ أسبوع على العمل لساعتين في اليوم (8:00 إلى 10:00 صباحا فقط)، كاحتجاج مبدئي إلى حين تدخل المعنيين.

ستاد شرشال صرح رياضي يعيش مؤخرا أزمة حقيقية تبدّدت فيها سبل الحوار و التشاور بين العمال و المسؤولين، ليتواصل بذلك مسلسل التلاعب بملعب بإمكانه بعث الرياضة بالمنطقة، ومشاكله التقنية والإدارية ستقف حائلا أمام استكماله، وهو يدخل عامه الثامن تواليا منذ بداية الأشغال سنة 2009، ليبقى أمل العمال هو الاستجابة لمطالبهم المشروعة، مع تسجيل إمكانية تجديد إضرابهم في حالة صرف النظر عن ذلك، داعين نقابتهم (الغائبة كليا حسبهم) لنفض الغبار عن وضعهم المتعفن وتسهيل مهمة احتجاجهم بشكل قانوني، لإيصال صرختهم للرأي العام والخاص…

سيدعلي.هـ