X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

هل عدم الاقتناع بالاحتباس الحراري جهل أم موقف علمي؟ الإجابة في خمس نقاط

  • هل الاحتباس الحراري مبني على أساس علمي صلب؟

كلا لأن المتهم الأول هو الكربون الأحفوري الذي لم يزد تركيزه في طبقات الجو العليا عن أربعة ميكروغرامات في الكيلومتر المربع خلال قرن كامل عوض ثلاثة و نصف ميكروغرام ، و هذا التركيز الذي لم ينزل حرارة الجو العليا التي تفوق 50 درجة تحت الصفر جعل الخلاف شديدا ما بين المؤيدين و المعارضين للاحتباس الحراري، ما يعني أن القول بأن المسألة محتملة هو العلم فيما التأكيد بأن الأمر مؤكد و محسوم قد يرقى إلى بعض الجهل و التعصب.

 

  • هل هناك فرق ما بين الطقس و المناخ؟

الجواب من قسمين، أما الأول فإن المؤكد علميا أن هناك تناوبا ما بين حالات الجفاف و الرطوبة كل خمس و ثلاثين أو خمس و أربعين سنة يدل على هذا مستحثات خشبية و طينية و جليدية منتشرة في كامل الكرة الأرضية ، أما القسم الثاني فهو صعوبة الإجابة على أسئلة من قبيل لماذا جفت الصحراء الكبرى التي كانت بحرا عرمرما ؟و لماذا جفت مصر التي بنيت فيها الأهرامات وسط طقس ربيعي و شتوي رائع؟  لأن الأمر يتعلق بالمناخ و تغيراته التي قد تكون ضخمة كما هو حال الصحراء الكبرى، فيجب التفريق ما بين الطقس و المناخ قبل الحديث عن الاحتباس الحراري الذي لا ينفك مؤيدوه عن الحديث عن تغير مناخي في حين أن الطقس شيء آخر، بل و بما أن التنبؤ بحال الطقس بعد عشرة أيام مستحيل فكيف يمكننا التنبؤ بحال المناخ خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة؟

 

  • هل هناك اتفاق على أن الإنسان هو السبب في تغير المناخ؟

 هذا هو لب المسألة فكل من عارض الاحتباس الحراري منع من الظهور في وسائل الإعلام أو ضيق عليه لأن الاتفاق على تأثير الإنسان على المناخ غير موجود رغم أن هناك اتفاقا على يد الإنسان في تلوث الأرض و الماء و الهواء  و احتراق الغابات و فساد المحيطات، لكن ليس هناك اتفاق حول تأثيره في نزول المطر و الثلج، و مع ما يظهر من صور مريعة للأعاصير و الأمطار الطوفانية و درجات الحرارة العالية كان مشاهدا منذ آلاف السنين فقد مرت على الأرض حالة جفاف في القرون الوسطى أي ما بين عهدي هارون الرشيد و صلاح الدين الأيوبي و سجلها الأوربيون تزيد عن حرارة اليوم بكثير لدرجة أن سكان بلجيكا الحالية زرعوا العنب، كما مرت عليها أعاصير ثلجية و طوفانات تشبه أو نزيد على ما نعرفه اليوم.

 

  • هل حالة القطبين تنبئ بالخطر و نحن نرى ذوبان الجليد كل يوم؟

 نعم ذاب جليد كبير في القطب الشمالي في جزيرة غرينلاند التابعة للدانمرك لكن زاد الجليد بشكل هائل في الناحية الغربية المتجهة إلى شمال خليج هدسون و ألاسكا و مؤيدو الاحتباس الحراري يستدلون بذوبان الجليد في غرينلاند فيما المعارضون يستدلون بحال شمال خليج هدسون، أما القطب الجنوبي فهو الدليل الأكبر لمعارضي الاحتباس الحراري بما أن مساحة القطب الجنوبي قد زادت و أضحت أربعة عشر مليون كيلومتر مربع خلافا للعشرة السابقة، هذا بالإضافة إلى أن الجليد يذوب ربيعا و صيفا و هذا هو الوقت المفضل للقنوات التلفزيونية لتصور المشهد الضخم و عوض القول بأن هذا الأمر طبيعي يقال بأن هذا نتيجة الاحتباس الحراري من دون دليل علمي دامغ.

 

  • هل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حق عندما خرج من اتفاق باريس؟

من الناحية العلمية الصرفة و بما أنه ليس هناك دليل قاطع نعم ترامب على حق، و لكن السبب الذي قدمه اقتصادي و هو رفضه غلق مصانع الفحم الأمريكية و عدم الإضرار بصناعة النفط و الغاز في بلده، و هنا مربط الفرس فعندما يتهم الكربون بأنه السبب وراء الاحتباس الحراري فلماذا لا يتوقف استعمال الطاقة الأحفورية التي تشمل الفحم و البترول و الغاز بل تزيد و التوقعات أنها ستزيد في السنوات الثلاثين القادمة بسبب ازدياد عدد البشر و ارتفاع وتيرة الاستهلاك؟ و عوض التخلص من سبب الكوارث و الأعاصير تلجأ الحكومات المؤيدة و المدافعة عن الاحتباس الحراري إلى فرض الضرائب على الاستهلاك الذي لم ينقص، إذا نحن كبشر في حاجة إلى المزيد من البحث العلمي لفهم المناخ و الطقس من دون تعصب و لا فرض فكرة أو رأي، مصداقا لقوله تعالى: ”   إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”

 

هيثم رباني