X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

هكذا هي شوارع شرشال يوميا قبل مرور عمال النظافة: نفايات في كل مكان…أرصفة تغرق بالأوساخ..وأشغال رصيف متوسطة بن ضيف الله تشوّه المحيط

لا يزال موضوع البيئة والمحيط يصنع الحدث بشرشال، بل ازداد مؤخرا صداه محمّلا الجميع مسؤولية الصور المخزية التي تكسو شوارع المدينة صباحا قبل مرور عمّال النظافة، وعادة ما يتم صرف النظر عنها وصولا لتعفنها بفعل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، حينها يصبح المواطن يسير جنبا لجنب رفقة القمامة و الأوساخ، والتي ترمى عشوائيا بعد كثير من التبذير والإسراف، منتهكين حرمة طبيعة تعيش أسوء حالاتها بموسم اصطياف عنوانه القذارة بامتياز.

عمّال النظافة لبلدية شرشال أصبحوا لا يستوعبون الكم الهائل للنفايات، وهم يشاهدون انتشارها بالشوارع انتشار النار في الهشيم، و لسان حالهم يتحدث بمشاهد تتكرر يوميا في غياب الثقافة البيئية للمواطنين، فلا تكاد المصلحة التقنية أن تقضي على نقطة سوداء الا وتظهر نقاط أخرى أكثر تشويها للمدينة، أما زوارها المتوافدون عليها تباعا فيواصلون سلسلة التجاوزات التي تحدث بأيادي صديقة، تجسيدا ورسما لمفرغات عمومية عشوائية، ما يؤكد أن الخروج بنظافتها لبر الأمان وفي الوقت الحالي أشبح بالمستحيل.

نفايات بلاستيكية، كرتونية، قارورات بمختلف الأنواع و الأحجام تتزين بها يوميا أزقة مدينة قيل عنها سياحية، فقدت بريقها استجابة لسلوكات دخيلة استحسنها الصغير وصفّق لها الكبير وبينهما…عامل نظافة وجد نفسه يسابق الزمن (قبل طلوع الشمس) تنظيفا لما خلفته أيادي الفساد ليلا خلسة أعين الناس، وكل المؤشرات و المعطيات توحي بأن توقفه عن العمل ليوم كامل سيغرق شرشال حتما في أوساخها…

مشروع إعادة تهيئة الأرصفة بشرشال يحوّل حدود متوسطة بن ضيف الله إلى مفرغة للنفايات الصلبة

 

وفي سياق متصل، تشهد حدود متوسطة بن ضيف الله بشرشال وضعية مخزية، بعدما تركها القائمون على مشرع تهيئة أرصفة المدينة في حالة يرثى لها، مؤكدين واقع الإهمال و اللامبالاة بمكان عمومي يعرف حركة نوعية للراجلين، والخطأ فيه أكثر من ممنوع…ليستفيق السكان على وقع مشاهد مؤسفة بمحيط مؤسسة تربوية حوّلها اللاجئون الأفارقة سابقا لمساحة للمبيت، قبل أن تتدخل السلطات المحلية بتلوين ما رأته العيون و تحسرت له القلوب وبينهما … نفايات صلبة رميت بطريقة عشوائية وسط مدينة تضرب حاليا صورتها من كل النواحي.

صور رسمها القائمون على هذا الانجاز في غياب الرقابة، ومطالب للسّكان بضرورة رفع هاته النفايات التي شوهت المكان، وحطّمت العلاقة بين الجدران المطلية بالألوان والرصيف المعاد تهيئته مؤخرا، فحتى مجاري المياه لم تسلم … مشاهد أكدت على أشغال ميزتها السرعة في الانجاز ..فكان عنوانها “البريكولاج”… بامتياز.

سيدعلي.هـ