X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

هذه هي قصّة الشابين على حدود مسجد الرحمن بشرشال: إعاقة ذهنية… والد وُضِع غدرا في دار العجزة… ظروف معيشية صعبة.. ومستقبلهما المجهول مرتبط بنفقات المحسنين

هي قصة شابين أخوين في العشرينيات من عمرهما، دفعتهما الظروف المعيشية الصعبة وإعاقتهما الذهنية لمغادرة مقاعد الدراسة مبكرا (السنة الأولى متوسط)، ليسطرا هدف التوجه للشارع تسولا وطلبا لنفقات المحسنين بعيدا عن مسقط رأسيهما “بلدية المحمل” (ولاية خنشلة)، قبل أن تقوم العائلة بتحويل مكان الإقامة إلى بلدية شرشال، ليحتضنهم حي مزرعة بلحسن (بيت قصديري) في غياب والد فضل البقاء هناك.. فكان مصيره الموت مؤخرا، متأثرا بعصيان ابن أخيه الذي قاده غدرا لدار العجزة أو بالأحرى لمكان لا يتعرف بصلة الأرحام..حسب تصريحاتهما.

خروجهما من المنزل يكون في الصباح الباكر مرورا بحي 18 فيفري (المهام)، على أن يستقر حالهما بساحة مسجد الرحمن بشرشال، طمعا في نفقات المواطنين المواظبين على صلاة الجماعة بالمسجد، على أمل جمع أموال تسهل عليهما مهمة التكفل بعائلة تعاني في صمت خاصة ما تعلق بمصاريف أختهما الكبرى المشلولة منذ سنوات، أما الصغرى …فقد استسلمت لإعاقتها الذهنية.

شرشال نيوز اقتربت من أحدهما المدعو م.هشام واستمعت إلى قصة أبناء راحوا ضحية مجتمع لم يكن رحيما بطموحاتهما، وبنظرات حملت معها الكثير من التحسر على واقعهما الممزوج بالمعاناة، فلم يجد الكلمات لوصف حالته الاستثنائية قائلا “نحن هنا لطلب يد المساعدة فعائلتنا كلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، أختنا الكبرى مشلولة وقدرتنا المعيشية صعبة للغاية، فلم نجد سوى هذه الطريقة لجمع الأموال اللازمة لعلاجها، ونأمل لإيجاد عمل يغنينا عناء الجلوس على حدود المسجد”، داعين السلطات المحلية لشرشال إلى النظر في وضعيتهما، حتى وان تطلب الأمر إدماجهما ضمن قائمة عمال النظافة بالمدينة، بعد حوالي شهرين سجلا خلالهما حضورا دائما وتواجدا عند مدخل مسجد الرحمن.

السّكان منقسمون بين متحسّر لوضعية شباب احتضنهم الشارع ضحية، وبين متذمّر للطريقة التي ينتهجونها لجني الأموال، وبينهما إعاقة ذهنية وقفت حائلا أمام كل بصيص أمل يفتح لهما باب الشغل، ليواصلا بذلك الصراع ضد مستقبلهما المجهول…

                                                                                                        سيدعلي.هـ