مقبرة المسيحيين بسيدي غيلاس تتحوّل إلى مزبلة عمومية…انتهاك حقيقي لحرمة الأموات والوضع مرشح للتعفن أكثر بداخلها
لطالما دعت العقيدة الإسلامية لعدم العبث بالذات الإنسانية واحترام القبور بعيدا عن تخريبها ونبشها، هاهي هذه القوانين تنتهك نهارا جهارا بمقبرة المسيحيين بسيدي غيلاس ومنذ سنوات، دون أي تدخل يرد الاعتبار لها من باب الرعاية والاهتمام، بل تمّ صرف النظر عنها لتواجدها بالجهة الشمالية لمدخل المدينة، وعلى بعد أمتار معدودات من حي “بوخيران احمد” وبيت الشباب بالمدينة، لتكتسي مؤخرا أبشع صورها في مشهد تحسّر له الكثيرون، وهم يشاهدون ملامح مفرغة عمومية فاحت منها رائحة القذارة.
ظاهرة نبش قبور المسيحيين انتشرت في الآونة الأخيرة لتمس عديد المقابر بولاية تيبازة، فمقبرة الناظور كانت شاهدة على وقع تحويلها هي الأخرى إلى ملعب لممارسة كرة القدم، وقبلها تجاوزات بالجملة مست قبور النصارى نبشا وفتحا لها، بل أصبحت واحدة من النقاط السوداء بالمنطقة جراء تحويلها لأوكار للمنحرفين ولمختلف الآفات الاجتماعية.
مزبلة حقيقية اكتستها مقبرة النصارى بسيدي غيلاس، كيف لا وحاويات القمامة أرادتها السلطات المحلية أن تكون غير بعيدة عنها، فبين حيوانات ضالة ساهمت بشكل مباشر في تطاير النفايات بداخلها، وبين أياد الإنسان التي تجاوزت المكان المخصّص بالرمي العشوائي داخل القبور، وبينهما…صور رصدناها من قلب المقبرة وكل المؤشرات والمعطيات توحي، بأن الأمور مرشحة للتفاقم أكثر ان لم يكن هناك تدخل ميداني للمصالح المعنية، إلى حين ذلك يبقى كل شيء وارد…
سيدعلي.هـ