X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

مديرية التربية لولاية تيبازة مطالبة بفتح تحقيق: المدارس الابتدائية بشرشال تشتكي تأخر تزويدها بمواد التنظيف والمستلزمات المكتبية… لا حراسة نهارية ولا عمال نظافة بأغلب المؤسسات… والتلاميذ يرتدون ثوب الضحية

ككل سنة دراسية جديدة يجدّد فيها تلاميذ المدارس الابتدائية بشرشال، ارتدائهم لثوب الضحية في غياب حارس نهاري يجسد مبدأ الأمان والاطمئنان بنفوس الأولياء، في مشهد عاد ليخيّم بمختلف المؤسسات التربوية ولسان حال أسرتها، يتحدّث بكثير من التحسّر لواقع مؤسسات تقع تحت وصاية البلدية، استفاقت مع دخولها الدراسي لسنة 2017/2018، على وقع اللامبالاة وصرف النظر عنها… حينها وضعت سلامة التلميذ جانبا بشعار “استر يا ستار”.

أولياء التلاميذ دقوا ناقوس الخطر وعينهم على استجابة سريعة للسلطات المحلية، قصد التدخل وإنهاء مهزلة تعيين حراس لا يتجاوز دخلهم الشهري 5000 دج، والأكثر من ذلك يطالبون مصالح مديرية التربية لولاية تيبازة بإلقاء نظرة تفقدية لقطاع حساس بالمنطقة، أصيب مؤخرا بسرطان الإهمال.. ليصبح بحاجة ماسة إلى إسعاف، خاصة عندما يجد التلاميذ أنفسهم مضطرون لقضاء حاجاتهم البيولوجية، بدورات مياه اقل ما يقال عنها قذرة.. متعفنة في غياب من يسهر على نظافتها.

خبر تناقلته سريعا ألسن الأولياء بمدرسة “ابراهيم عوداي” بحي الديانسي، كأحسن نموذج لمعاني صرف النظر عن مؤسسة تربوية فاحت منها رائحة القذارة، ما جعل الأسرة التربوية هناك تتخلى لدقائق عن مهمتها النبيلة بتعليم الجيل الصاعد، وصولا للقيام بحملة تنظيف لاستقبال المتمدرسين في ظروف مريحة، وما أخفي بين الطاولات والكراسي داخل الأقسام كان عظيما…تلاميذ يدرسون وسط القمامة والأوساخ، وأساتذة خانتهم الكلمات حتى لوصف حقيقة ما يحدث، وبينهما…مديرة التربية “طلحي صورية” مدعوة لاكتشاف مدرسة من دون لافتة اسمية ومحيطها الخارجي أشبه بالمفرغة العمومية، بعدما اكتسته النفايات وكأن الأمر يتعلق بمركز للردم غير التقني !، لتعيش مع هؤلاء الأطفال لحظة فتحهم للباب بأياد بريئة، لم تحسن الكتابة بعد ولكنها استطاعت قراءة الوضع تفسيرا له بافتقادها في سن مبكر للاهتمام.

دورة المياه بمدرسة “ابراهيم عوداي” تشهد حاليا وتيرة تهيئة قيل عنها “أشغال مناسبة في الوقت غير المناسب”، نظرا لحاجة التلاميذ لها وافتقاد المؤسسة لعامل النظافة منذ شهر ماي من العام الماضي وللحارس منذ ديسمبر 2016، ظروف اجتمعت بصرح تربوي واحد يحتاج لتهيئة داخلية وحملة تنظيف خارجية ، ترد الاعتبار للأسرة التربوية بشكل عام و للمدرسة و التلميذ بشكل خاص.

إرهاب الطرقات يهدد تلاميذ مدرسة “أحمد ملحاني” بحي 17 أكتوبر 1961 و الأولياء يطالبون بالحلول

مدرسة احمد ملحاني بحي 17 أكتوبر 1961 بشرشال هي الأخرى، جدد تلاميذها العهد مع خطر الوصول إلى بابها الرئيسي، عبر الطريق الوطني رقم 11 في غياب حارس نهاري يقف على سلامتهم المرورية أثناء قطعهم للطريق، مرورا بجسر غير محمي ولو بحاجز حديدي (التلاميذ القاطنون بدوار اقربوشن)، في وقت اكتفت فيه السلطات المحلية بأضعف الإيمان رسما “لممر الراجلين”، أما الأولياء فلطالما طالبوا بممهلات بمقاييسها المطلوبة تضمن الحركة العادية للسيارات و تقلل من سرعتها عند مزاولة التلاميذ لمقاعدهم دراستهم.

المتمدرسون بهذه المؤسسة يصطدمون يوميا بإرهاب الطرقات، وعادة ما يظفرون باهتمام الكبار أثناء مرورهم بمسلك لطالما حصد الكثير من الأرواح، أما الكلاب المتشردة فتصنع الحدث بنباحها عند مدخل المدرسة، مثيرة الهلع و الخوف لدى المعنيين وسط أجواء يغلب عليها الحذر، ناهيك عن تذبذب الماء الشروب …ما جعلهم يدخلون مبكرا في رحلة البحث عن قطرة تشفي الغليل، حتى وان اقتضى الأمر الدخول إلى اقرب مقهى ذكورا و إناثا !، أما صورتها الجمالية فراحت ضحية جدران افتقدت لألوانها منذ سنوات، وأرضية ملعبها الترابية تؤكد أن الساقط فيها سيوجّه مباشرة لقسم العلاج.

الجدار الخارجي لمدرسة المجاهد المتوفي “أوسعيد علي” بالمهام مهدد بالسقوط نتيجة انجراف التربة 

يشهد الجدار الخارجي بالناحية الجنوبية لمدرسة المجاهد المتوفي “أوسعيد علي” بحي المهام، وضعية مؤسفة نتيجة الانجراف الخطير للتربة، ما جعله يدق ناقوس سقوطه بتشقّقات رهيبة على مستواه، موضوع شكل حيزا مهما لدى الأسرة التربوية هناك منذ الموسم الماضي، حين ظهرت عليه ملامح انهياره عاجلا أم آجلا، جراء التأخر في اتخاذ قرار وقف انجراف مرشح للامتداد أكثر مع حلول فصل الشتاء، ما يستدعي تدخلا عاجلا يقضي بتجسيد حاجز إسمنتي أو صخري يحفظ المؤسسة وتلاميذها.

 

الهواء لا يزال غير صالح للتنفس بمدرسة “بن مقدم دزيري” !…تفتقد لعامل النظافة… و الأسرة التربوية تعاني في سكون

المدرسة الابتدائية “بن مقدم دزيري” بتيزيرين لا يزال هوائها غير صالح للتنفس، رغم الشكاوي العديدة للأسرة التربوية على رأسها السيدة المديرة للمصالح المعنية، إلا أن الاستجابة لم ترقى إلى المستوى المطلوب، لتتوافق حالتها المزرية هذه السنة مع افتقاد المؤسسة لعامل نظافة، أين يتحمل الأساتذة و الإداريون مسؤولية تنظيف القاعات، في وقت تأخرت فيه السلطات المحلية تزويد المؤسسات التربوية بمواد التنظيف و المستلزمات المكتبية، أين تشتكي الأسرة التربوية من دخول مدرسي كان فيه جيب الأستاذ مصدرا رئيسيا لاقتناء الأقلام …الدفاتر والطباشير وغيرها من اللوازم الضرورية.

مدارس الأحياء البعيدة أكثر عرضة للإهمال في غياب أية إطلالة للسلطات

المدارس الواقعة بالأحياء النائية والبعيدة أكثر عرضة للإهمال هذا الموسم الذي يصادف نهاية العهدة الانتخابية، سواء مدرسة مولود أوزغلى ببني حبيبة (تلاندرويش) أو ابتدائية الحاميدية والحمدانية أما مدرسة شهيدا احمد بركان بباكورة التي استقبلت سكانها الجدد بدءا من هذا الأسبوع فلا حراسة ولا نظافة، الثقل تتحمله الأسرة التربوية والإدارية دون أية التفاتة للسلطات المحلية.

أما مدرسة “جمّال جلول” بحي القمة الحمراء، فقد قام أولياء التلاميذ بالتوقيع على عريضة قصد تسليمها إلى مديرة التربية مشتكين فيها من ذات المشكل المتمثل في انعدام الحراسة النهارية وعامل النظافة الذي لم تعرفه المؤسسة منذ تدشينها.

وضعية مؤسفة تعيشها مختلف المدارس الابتدائية بشرشال حين وصفتها الأسرة التربوية بالكارثية، فصرف النظر عن الحراسة النهارية والاهتمام فقط بالحراسة الليلية، (وهي النقطة مطروحة كذلك بمدرسة “قرامي امحمد” حسب شكاوي الأولياء)، طاولات بحاجة إلى صيانة مرمية بطريقة عشوائية دون استغلالها، تلوث المحيط..الروائح الكريهة..وعمّال النظافة الغائب الأبرز، جدران بحاجة إلى طلاء مثلها مثل باقي المؤسسات (مدرسة محمد حفاظ نموذج)، مساحاتها الخضراء أصبحت غابة والاعتناء بأشجارها في خبر كان…ليبقى التلميذ شاهدا بذاكرته الحية على واقع طور ابتدائي.. طال بطول حلقاته المزرية، وتأخر إصلاح الوضع…يعني هروبا من المسؤولية…

                                                                                                 سيد علي هرواس