X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

لم تشملها قائمة 300 مسكن وَقوتُ يومها من نفقات المحسنين: الحاجة “بوجمعة شريفة” بأعالي بلدية سيدي اعمر تشكو أوضاعها اللاإنسانية …تبكي بحرقة وأملها في شفاء زوجها الأعمى

هي امرأة تشكو حالها وأوضاعها المزرية بعيدا عن الإنسانية، ليحتضنها المجتمع تراخيا بالعراء منذ أكثر من 14 سنة وسط الوحوش والغابات، فلا يزال لسانها يتحدث بواقعها الأليم أما عيونها فتدمع منها يوميا دموع الحسرة والمعاناة، واصفة حياتها رفقة أبنائها الصغار بالجحيم، كيف لا وقوت يومها مرتبط بنفقات المحسنين، فلا غاز و لا ماء ولا حمّام ولا حتى دورة مياه !!، مبيتا داخل أكواخ تليق بالحيوان بدلا من الإنسان، يحدث هذا بأعالي بلدية سيدي اعمر “دوار تيضاف”.

الحاجة بوجمعة شريفة صاحبة الـ49 عاما، اجتمعت عليها مصائب الدنيا ممثلة في إعاقة زوجها وفقدانه لبصره منذ شهرين، لتستفيق كذلك على وقع وفاة والدتها تاركة إياها تواصل رحلة معاناتها وكلها أمل في الحصول على “غرفة” و “كوزينة” استجابة لملف سكنها لدى السلطات المحلية، لتتبخر أحلامها صبيحة هذا الأحد 18 جوان بغياب اسمها عن قائمة المعنيين بالسكنات المقترحة للتوزيع، في مشهد مدّد مسلسل تنفسها للحياة و الموت.

شرشال نيوز كسرت حاجز صمتها وزارتها على بعد ثمانية كيلومترات عن الطريق الوطني رقم 11 وبمكان جبلي معزول، كنموذج حي لمختلف العائلات القاطنة بالمناطق النائية التي دائما ما يكون عنوانها الاستثناء، أين رصدنا لها صورا لا علاقة لها تماما بطعم الحياة، فكان فيها “الحمار” شاهدا على افتقادها لأدنى شروط العيش الكريم، فجيوبها المقطّعة ..قطّعتها أسعار شراء الماء (1200 دج للصهريج الواحد) وغاز البوتان (200 دج زائد تكاليف نقل القارورة بـ500 دج)، وصحتها باتت تقرع طبول إصابتها بالأمراض كالضغط الدموي و الروماتيزم، وهي حاليا تشكو حالة زوجها الأعمى الذي يحتاج في القريب العاجل، عملية جراحية قد تعيد له البصر و النظر ولن يكون ذلك إلا بجمع المال الكافي (20 او 40 مليون سنتيم حسب تصريحاتها)، للعلاج بتونس…فهل من مستجيب؟؟.

“لوكان عندي دراهم نبني قوربي ….أنا كرهت حياتي”…هو طموح الحاجة “بوجمعة شريفة” لتهيئة جو يحمي أبنائها الصغار، برقعة جغرافية لم تصلها يوما سيارة إسعاف أما قاعة العلاج فهي آخر الحلول لبعدها (7 كلم)، أطفال احدهم مصاب بإعاقة وصعوبة في الكلام واستحمامهم مقتصر داخل هاته الأكواخ الترابية، وسط الأوحال عند ابتلال الأرض بالماء …شربهم لهذه المادة الحيوية مستمد من صهاريج المياه، مكان الأكل هو كوخ مرشح للسقوط في أية لحظة ..يقطر ماء أثناء هطول الأمطار… تفوح منه رائحة القذارة و قضائهم للحاجة يكون في العراء…رافعين اكف الضراعة للمولى عز وجل قائلين “بأي حال من الأحوال عدت يا عيد”.

وضعية صعبة تعيشها عائلة لم تعرف استقرارها الاجتماعي و الصحي إلى يومنا هذا، وتحتاج مؤخرا لوقفة تضامنية يقف فيها المنفقون بولاية تيبازة ومختلف الجمعيات الخيرية وقفة رجل واحد دعما لها، وجعلها تحس بنوع من الاهتمام والرعاية ومنه إعادة البسمة لوجه فقدها منذ سنوات، وتركها تصارع مستقبلها المجهول يعتبر هروبا من المسؤولية، باختصار…”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

سيدعلي هرواس

للمحسنين الراغبين في المساعدة الاتصال بأحد أقارب هذه العائلة على الرقم:

0698888960