X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

لا يزال وفيا لعاداته النبيلة تجاه الغابة وكائناتها الحية: “صديق الطبيعة بشرشال “محمد عدالة” يدعو في حوار لشرشال نيوز للحفاظ على الغطاء النباتي ويكشف تعلّقه الشديد بالمخلوقات الحيوانية والنباتية

هو الرجل الذي وقع في حب الطبيعة إخلاصا، فكان لها الوفي اهتماما وتعلقا بنباتاتها …تربتها..حشائشها وحتى حيواناتها وحشراتها، بحثا حول أنواعها والتعمق في أسمائها وأسرارها وفوائدها التي خلقها الله سبحانه وتعالى لأجلها، وكلها تصب حسب رأيه خدمة لإنسان ضيع على نفسه العلاج الطبيعي، الذي دائما ما ينصح به الأطباء مرضاهم للوصول إلى الدواء، وقبلها شخصية فنية بأيادي وحنجرة ذهبية عزفت وتغنت على أنغام آلة العود، القيتار، الناي..وصولا لتأليف 33 قصيدة غنائية مستمدة من عمق تاريخ ولاية تيبازة الأصيل.

“عدالة محمد” صاحب الـ59 عاما والمقيم بدوار “اقربوشن” بشرشال بالناحية الشرقية لحي 17 أكتوبر 1961، لا يزال وفيا لعاداته النبيلة التي اكتسبها منذ الصغر، ويحرص على دائما على تجسيدها بالاحتكاك بالعام الأخضر، رافعا في خرجاته الميدانية شعار “كن جميلا ترى كل شيء جميل”، واضعا نصب عينيه اكتشاف الطبيعة بترتبتها وكائناتها الحية، مؤكدا أن “غابة اقربوشن” وحدها تحتوي حوالي 20 نبتة تؤكل طازجة، والأدوية الحالية مستخلصة بنسبة كبيرة من النباتات و الأعشاب، “الله سبحانه وتعالى ذكر النبات والحيوان في القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام يقول “إذا قامت الساعة وكانت في يد أحدكم فسيلة فليغرسها”، ويجب المحافظة على الغطاء النباتي فالغابة هي رئة شرشال ولدينا بغابة “اقربوشن” أكثر من 250 نبتة طبيعية، كالفليو، الحبق، البينتا، زعيترا، امزعثرين، الصنوبر والعرعار..والحشائش الصغيرة مكملة للكبيرة، لذلك لابد من إعطائها قيمتها الحقيقية”.

       “أبكي بحرقة عندما أرى الغابة تحترق ويجب معاقبة كل من يعبث بالأشجار”

كشف صديق الطبيعة “محمد عدالة” في حواره لشرشال نيوز عن تأثره الشديد عندما يشاهد غابات تحترق بفعل فاعل، معتبرا ذلك خسارة كبيرة لعناصر مهمة في تلطيف الجو وجلب الأمطار ناهيك عن الاستظلال تحتها صيفا، تأثر غالبا ما يقوده للبكاء تحسرا لغياب الضمير والإحساس بأهمية الشجرة، “ولاية تيبازة هي بمثابة عروس البحر المتوسط، والشجرة ليس لها يوم واحد يحتفل به بل تستحق الرعاية والاهتمام طيلة السنة، وقد تطرقت بالعديد من الحصص الإذاعية حول مواضيع الطبيعة وأؤكد لكم أنها في خطر”

 

 “كل المخلوقات خلقت لتقوم بدورها في الكون ورغم خطورة العقرب فإنها داء ودواء”

واصل ذات المتحدث حديثه داعيا المهتمين بمجال البيئة والمحيط لعدم قتل الحيوانات والحشرات بالغابة على اختلاف إشكالها وخطورتها دون أي سبب، مرجعا سبب ذلك لكونها مخلوقة لأداء دورها الذي خلقت لأجله، ولها حق الحياة مثلها مثل باقي المخلوقات مستعرضا أسماء حشرات فيها من الداء والدواء ما فيها، “الذباب، العقرب، الزواحف، “الذي يمتلك قلبا قاسيا لن يخدم لا البيئة ولا الطبيعة”.

اهتمامه بصنف الطيور جعله يحصي أزيد من 52 نوع بغابة “اقربوشن” بشرشال، ترقص فيها العصافير على أنغام زقزقتها (المقنين، الزعطوط، الجحموم، تملل وفّر…) “ككل سنة أحرص فيها على توفير الماء الشروب لهذه الكائنات خاصة مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، أين تجد الحيوانات نفسها مضطرة للبحث عن ينابيع جارية للشرب بما فيها الطيور والحشرات، وفرحتي لا توصف عندما أرى عصفورا يشرب من الماء الذي جلبته له خصيصا، وما أريد بذلك إلا نيل الأجر والثواب مع الله وأن يهتم شبابنا بمثل هذه الأمور، التي تساهم بطريقة أو بأخرى في الحفاظ على غطائنا النباتي، وأتمنى معاقبة كل من يعبث بالأشجار ويقطعها غدرا”

“إذا رأيت عصفورين أحدهما جميل …فاعلم أنّه ذكر !!”

هكذا يفرق صديق الغابة والموسوعة الثقافية “محمد عدالة” بين جنس الطيور قائلا “إذا رأيت عصفورين أحدهما جميل فاعلم انه ذكر”، مستدلا حديثه بمقارنة بين الديك والدجاجة …لترجح عنده كفّة الديك من ناحية الجمال والشموخ !، طريقة أكد أنها يمكن تطبّق بكامل المخلوقات لمعرفة جنسها ذكرا كانت أو أنثى، لتبقى الطبيعة متنفسه الوحيد واحتفاظه بموروثاته الثقافية دليل على تعلقه بتراث تيبازة الأصيل.                                                                                    

 “أرنب الغابة خلق سريعا من أجل البقاء ولو كان عكس ذلك لانقرض بين أيدي الإنسان”

هي جولة استكشافية ميدانية غابة “اقربوشن” أو “حي المنظر الجميل” رفقة الصحفي الصغير “محمد طه”، الذي أبى إلا أن يشاركنا منصتا و مركزا على الكلمات التي يتحدث بها صديق الطبيعة “محمد عدالة”، الذي أكد أنه العارف بخبايا الشجر والحجر وبينهما شرح وتفصيل لنباتات تختلف باختلاف أشكالها وألوانها، فراح يذكرها بأسمائها وفوائدها الجمّة واضعا نصب عينيه هدف تهيئة كل الظروف، ليجد الحيوان نفسه أمام جرعة ماء تشفي الغليل وتبعث فيه الحياة من جديد، مسلطا الضوء على السرعة التي يتميز بها أرنب الغابة مقتفيا آثاره قائلا “خلق سريعا من اجل البقاء ولو كان عكس ذلك لانقرض منذ سنوات، وعندما أدركت أن هذه الكائنات خلقت لخدمة الإنسان قررت أن أكون مدافعا للبيئة، ولن أقتل الحشرات الخطيرة حتى وان كانت عقربا فكل له دوره في الطبيعة”.

سيدعلي.هـ