X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

لا طرقات و لا غاز والحمير لجلب المياه: المعاناة تبلغ ذروتها بحي خزان الماء بسيدي اعمر و السكان يناشدون والي الولاية بحل عاجل

sidi-amar1

هل هي سكنات يسكنها الإنسان؟ أم أنها بنايات هشة يقيم فيها الحيوان؟ كيف يمكن للحماية المدنية أن تجلي مريضا في طريق لا تصلح للمشي راجلا؟ لماذا لم يتغير واقع سكان حي خزان المياه بسيدي اعمر منذ 1995 إلى يومنا هذا؟ ألا يستحق هؤلاء قطرة ماء صالحة للشرب تصل حنفياتهم دون عناء؟ في وقت خزان مياه قريب بأمتار منهم أو بالأحرى سد بوكردان الذي يطلون عليه صباحا مساء؟ هل يستطيع شخص كُتب له أن يعيش معوقا في ارض ليس فيها أدنى شروط العيش؟ هي أسئلة إجاباتها متنوعة بتنوع المشاكل و المطالب، باختصار شديد “بدون تعليق”.

sid

سكان حي خزان المياه بسيدي اعمر علقوا آمالهم على المسؤول الأول عن البلدية، بهدف الاستجابة إلى مطالبهم المنطقية، إلا أن أحلامهم علقت لوقت لاحق بأجل غير مسمى و في شكل وعود طغى عليها السكون في التجسيد حسب رأيهم، ليبقى الأمل في رسالة مستعجلة تصل إلى والي الولاية مفادها تدخل عاجل و مستعجل و إيجاد الحلول لأناس أحياء يعيشون في حي مفخخ بقنابل اختلفت باختلاف مشاكلهم الاجتماعية و إعاقة البعض في صورة يقشعر لها البدن.

بيــوت قصـــديرية هشــــة و الصـــور غنية عـــن التعبـــير

sidi-amar6

شرشال نيوز اقتحمت حي خزان المياه بسيدي اعمر شرق مدينة شرشال، ورصدت حجم الكارثة التي حلّت بالسكان هناك في غياب لأدنى شروط الحياة، المنازل في شكل بيوت قصديرية بنيت جدرانها بالقصب و غلفت بالتراب في صورة لا توحي بأنك في عام 2015، هشاشة الأكواخ ظهرت مليا بداخلها أين انقسمت العديد من أجزائها بفعل انجراف التربة، وعدم قدرتها على تحمل الأمطار شتاء و الحرارة صيفا، ليستقروا على وضع أعمدة لوحية تجنبا لسقوط أسقفها، المعاناة تزداد في فصل الشتاء أما صيفا فالغبار يتناثر هنا و هناك متسببا في مضاعفة إصابة الكثيرين بالحساسية.

العديد من السكان الذين تحدثت إليهم شرشال نيوز أكدوا أن الحالة المزرية التي يعيشونها تعود لسنوات طويلة، إلا أن أذانهم لم تسمع الجديد قط سوى رحيل عام و دخول عام جديد، الكثيرون حسب رأيهم قدموا ملفاتهم السكنية عسى أن يحالفهم الحظ في الحصول على سكن يؤويهم، ليصطدموا بمسلسل حلقاته طويلة و عنوانه أطول “نحن نعدكم إذن نحن نفكر”.

صهريــج مياه أمام كل منزل و الحمير وسيلة نقل ضرورية هناك في 2015

sidi-amar9

الملفت للانتباه في حي خزان المياه، هو وجود صهريج لهذه المادة الحيوية بجانب كل منزل في صورة تعبر مدى المعاناة خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء جعل منه الله سبحانه و تعالى كل شيء حي، سكان الحي أكدوا أن كل واحد منهم يقتني صهريجا من الماء كل أسبوع بتكلفة تقدر بـ1000 دج، أين يزداد الأمر سوء مع فصل الصيف اثر امتزاجه بشهر رمضان المبارك.

sidi-amar7

الحمير لا تزال وسيلة نقل ضرورية هناك في عام 2015، في وقت يشهد العالم تطورا كبيرا في وسائل النقل، هي صورة حقيقة لواقع مزري أصبح فيه الحمار يتحسر على مجتمع لا طرقات فيه ولا ماء صالح للشرب، ولا غاز يحمي من برودة الطقس، في غياب إنارة تضيء لهم الطريق، شرشال نيوز التقت الشاب الذي كان بصدد قيادة حماره إلى مكان وجود الماء، أين عبر عن تحسره الكبير من الإهمال الذي طاله الحي، متمنيا في الوقت ذاته ان يتدخل المسؤولون عن القطاع و فك العزلة عنهم مادام الماء و الغاز غير بعيد عنهم.

مشـــكـــل الكــــهرباء و الغـــاز مطـــروحان بقــوة في الــحي

sidi-amar5

اضطر العديد من السكان في حي خزان المياه بسيدي اعمر إلى اقتناء أسلاك كهربائية بأمتار طويلة، وذلك لإيصال الإنارة لمنازلهم، أما الظلام فقد ساد بسواده أزقة حي يحلم بأعمدة كهربائية تسهل مهمة المرضى قبل الأصحاء في العبور من طريق جبلية وعرة، ولحسن الحظ شبكة المواصلات موجودة و إلا لوقعت الواقعة، الملفت للانتباه هو وجود عمودين كهربائيين حسب رأي احد المواطنين هناك، يزودان الحي بالطاقة الكهربائية و كل عمود فيه من العدادات ما فيه و أي صعقة كهرباء ستكون عواقبها وخيمة، الغاز بدوره يرتكز أساسا على قارورة غاز البوتان، في وقت الأنبوب الرئيسي لغاز المدينة غير بعيد عنهم، أين يتحمل المواطن عناء حملها على كتفيه أو دفع مبلغ بقيمة 200 دج  لكراء سيارة أجرة توصله إلى منزله و في مرات كثيرا يقابل طلبهم بالرفض من طرف سائقي سيارات الأجرة بالنظر للطريق المهترئة.

في غياب مزابل عمومية… نفايات ترمى بشكل عشوائي حولت الحي إلى مفرغة عمومية

sidi-amar4

النفايات هي الأخرى أصبحت تعيق سكان حي خزان المياه، الكثيرون يضطرون لرميها بمحاذاة منازلهم و تحويل المكان إلى أشبه بمفرغة عمومية لا تبعد كثيرا عن مدخل سكناتهم، بالنظر إلى غياب كلي لمزابل عمومية، هي مفرغة عمومية وجدناها في الحي عكست مليا و جليا معاناتهم البيئية اثر انبعاث روائح كريهة منها، تجعلك لا تستطيع الوقوف لخمس دقائق و ما بالك بشخص يقطن بجانبها؟

تجنبا لأي حالة سرقة كلاب للحراسة هي السلاح الوحيد   

sidi-amar2

تجنبا لأي محاولة سرقة أو اعتداء على المنازل، سخر سكان الحي هناك كلاب لحراسة المكان و تجسيد مبدأ الأمان و الاطمئنان، فأمام كل منزل كلب يحمي حدوده خاصة أثناء الليل أين تغيب الإنارة بشكل كلي يجعل من مهمة السارق أمرا سهلا، سيرا بمقولة “الوقاية خير من العلاج”              

             لأشــخــــاص المــعـــاقين هنـــاك …ربي معـــاهـــــم

sidi-amar

يقطن بالحي حوالي أربعة معاقين اثنين منهم إعاقة حركية لا تحتاج إلى تعليق، في منطقة لا يستطيع الصحيح سلك طرقاتها بشكل عادي، عائلاتهم تعاني الأمرين في سبيل التكفل بأشخاص فتح لهم باب الإعاقة دون أن يغلق، فحتى الكرسي المتحرك لا يجدي نفعا باختصار “ربي معاهم”.

                                                                                                      هـ.سيدعلي