في وقت تطالب فيه مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال بتسييجه: مواطنون يعبثون بالنصب التذكاري لبلدية سيدي غيلاس والسلطات المحلية تتفرج
تجاوزات بالجملة تحدث نهارا جهارا وليلا خلسة أعين الناس بالساحة العمومية لسيدي غيلاس، والتي راحت ضحيتها صورة نصب تذكاري مخلد لأسماء شهداء المدينة الأبرار، في مشهد غابت عنه الرقابة و بمكان لا يبعد عن مقر البلدية سوى أمتار معدودات، وسط تحسّر كبير للأسرة الثورية المستفيقة على وقع تشويهه بأيادي صديقة و تحويله لمساحة مخصصة للجلوس واحتساء القهوة ..المشروبات ، الراحة والتمتع بمختلف أنواع المأكولات وبينهما سلوكات حمراء حطمت العلاقة بين جيل فضّل الاستشهاد لأجل أن تحيى الجزائر، وجيل رفع راية الاستسلام رضوخا لأفكار أصلها الاستعمار.
يحدث هذا في وقت شدّدت فيه مندوبية المجاهدين بدائرة شرشال بمناسبة انعقاد جمعيتها العامة مؤخرا، لمناقشة نشاطاتها الميدانية للسداسي الأول لعام 2017، أين حمل تقريرها انتقادا واسعا للسلطات المحلية التي تأخرت في الاستجابة لمطلبها، القاضي بتسييج النصب التذكاري الذي أصبح وجهة مميزة للمتطفلين، ويحتاج لالتفاتة ترد له الاعتبار وعدم الاكتفاء فقط بتنظيفه عند اقتراب المناسبات الوطنية، للوقوف وقفة بروتوكولية لذر الرماد في العيون بوضع إكليل من الزهور، يكون بمثابة مقدمة لإهماله ونسيانه إلى حين قدوم مناسبة أخرى، والحقيقة صور رصدناها دليلا قاطعا لملامح إجحاف في حق من صنعوا مجد هاته الأمة.
السلطات المحلية لبلدية سيدي غيلاس مطالبة بتدخل لوضع حد لتصرفات مرشحة للامتداد ليلا مع حلول شهر رمضان المبارك، أين يعتبر الكثير من الشباب النصب التذكاري المخلد لأسماء شهداء المدينة موقعا استراتيجيا، للجلوس بحدوده لأطول فترة ممكنة على أن يغادروها تاركين ورائهم مشاهد مؤسفة بقلب المدينة، وبمساحة عمومية تعرف حركة نوعية للراجلين…فالتاريخ بالنسبة إليهم أحداث و شهادات لا يجب أن يتجاوز الكتب والمحاضرات، ليبقى الحفاظ على رمز من رموزه مسؤولية الجميع، بعيدا عن كل سلوك تفوح منه رائحة الخيانة لأمانة أبطال قدموا أرواحهم رخيصة وثمنا، لتدنس أسمائهم بأقدام جزائرية خالصة….
سيدعلي.هـ