X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

في وقت تبقى فيه عديد النقاط السوداء تُشوّه صورة المدينة: الجمعيات الخيرية بحجوط تقوم بحملة تنظيف واسعة بحديقة الشهيد “محمد خميستي” ..تعيد لها نظرتها الجمالية…والمواطنون مطالبون بروح المسؤولية

مجهودات كبيرة تلك التي تبذلها جمعية كافل اليتيم بحجوط خدمة للبيئة والمحيط بالمدينة، متجاوزة بذلك محطاتها الإنسانية لفائدة أطفالها اليتامى وفقراء المنطقة، عبر مختلف النشاطات والمبادرات التطوعية لإدخال البهجة والسرور في نفوسهم، لتصنع الحدث مؤخرا وضمن البرنامج المسطر تحت رداء الحملات التنظيفية الواسعة التي تشهدها حجوط كل يوم سبت، مستهدفة بطاقمها العامل بها حديقة “محمد خميستي” المتواجدة بأحد الشوارع الرئيسية، وبالتنسيق مع جمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته، سكان حي 309 مسكن وجمعية “بسمة الخير”.

أجواء رائعة رصدناها مطلع الأسبوع الجاري السبت 13 جانفي بحديقة “محمد خميستي” بحجوط، فلا صوت يعلو فوق صوت ضرورة رد الاعتبار لمدينة اكتست في الآونة الأخيرة حلة النفايات بالعديد من النقاط، التي باتت سوداء تحتاج لتدخل يقضي بتنظيفها ويعيد لها صورتها الحقيقية على لسان رئيسة الدائرة “ليلى عمور”، في كلمة ألقتها بالقاعة المتعددة النشاطات المجاهد المتوفي “بومدين محمد” بمناسبة احتفالات السنة الأمازيغية الجديدة 2968.

حديقة “محمد خميستي” عرفت حملة تنظيف بقيادة مختلف الجمعيات الخيرية التي أعادتها للواجهة، من خلال نزع حشائشها اليابسة والضارة بمحيطها الأخضر، طلاء جذوع الأشجار بالجير وكذا إصلاح البالوعات التي عرفت انسدادا حال دون حركية المياه الجارية، في مشهد بقي فيه الكثيرون من أبناء المنطقة متفرّجون لعملية عنوانها “الطبيعة”، دون مد يد المساعدة لهؤلاء قصد دفع عجلة النظافة …في وقت كانت فيه رائحة القذارة تفوح بامتياز من احد الشوارع الرئيسية، بل كاد الكم الهائل للقمامة والأوساخ يغلق الطريق أمام الراجلين ومستعملي السيارات.

غياب الثقافة البيئية لدى العديد من المواطنين من جهة وتقاعس الإدارة لسنوات من جهة أخرى، لن يصل بصورة المناطق المتعفنة بولاية تيبازة لبر الأمان، بل سيزيد من جراحها ويصبح حينها النشاط الجمعوي مجرد تواجد لا يسمن ولا يغني من جوع، فالعديد من الأماكن العمومية باتت تشتكي حالتها الكارثية (شرشال، سيدي راشد، مناصر، حجوط…)، فالوصول إلى مقام المدن النظيفة يستدعي إثبات الوجود وتضافر الجهود، والاكتفاء بالتفرج على الرمي العشوائي للنفايات …تعتبره الطبيعة هروبا من المسؤولية.

سيدعلي.هـ