X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

في مبادرة غاب عنها المجتمع المدني ونال فيها عمّال النظافة الثناء والتقدير: بلدية شرشال تستهدف الواجهة البحرية بحملة تنظيف واسعة…العملية حضرها المفتش العام بولاية تيبازة “زڨان مناد”..وستمسّ بعدها باقي أحياء المدينة

نظّمت بلدية شرشال هذا السبت 27 جانفي 2018 حملة تنظيف مسّت الواجهة البحرية بشرشال التي طالما كانت واحدة من النقاط السوداء بالمدينة، جراء التجاوزات التي تحدث بها يوميا ونهارا جهارا من طرف رواد الساحة العمومية، والمنتهكين لحرمة البيئة والمحيط رميا عشوائيا للنفايات، حينها استغاثت الطبيعة بصرختها البريئة السلطات المحلية طيلة أشهر مضت للقيام بحملة إخراجها من الظلمات إلى النور !، فكان لها ما أرادت وبعد طول انتظار…يوم وقف له عمّال النظافة للبلدية، محافظة الغابات، الكشافة وجمعية الإحسان، مقاولين اثنين، وقفة رجل واحد أملا في رد الاعتبار لمساحة سياحية بامتياز، وتكمن أهميتها في موقعها الاستراتيجي المطل على الميناء، ما يعني ضرورة الاعتناء بمظهرها بعيدا عن صرف النظر عنها وفق برنامج يقضي بتهيئتها من طرف المصالح المعنية.

الساعة كانت تشير إلى الثامنة صباحا حين سطر الجمع المعني بجملة تنظيف الواجهة البحرية هدف التوجه لعين المكان، مسلحين بمختلف الإمكانيات والوسائل اليدوية المستعملة لإعادة صورتها الحقيقية للعيان، وقبلها إعلانات للحدث استقر نشرها للمواطنين بمساجد المدينة..أما الاستجابة فلم تصل حتى حدود الاحتشام، بل غاب عنه السكان المدعوون لتقديم الإضافة دعما لشريحة قضت ليلها تنظيفا لحاويات القمامة، وأصبح صباحها على وقع حملة أخرى بواجهة تشتكي حالتها المؤسفة ووضعيتها المتعفنة باياد صديقة وأخرى دخيلة، في وقت أكتفت فيه عديد الوجوه بالتفرج بعيدا عن الأضواء..وهو ما تحسرت له السلطات المحلية التي لم تجد تفسيرا لعزوف المواطنين.

الحدث عرف حضور المفتش العام بولاية تيبازة السيد “زڨان مناد” لتفقد أجواء حملة رد الاعتبار لواجهة شرشال، مكتشفا عن قرب واقع مساحة استراتيجية تشهد سنويا نفس التدخلات دون الاستفادة منها كمدخل من مداخيل البلدية، أو تهيئتها حفاظا على صورة المدينة، مطمئنا رئيس البلدية “جمال أوزغلة” الذي كان سبّاقا إلى الميدان و شارك الجميع قولا وفعلا، بدعم مشاريع تهيئتها عبر الأشغال العمومية ومديرية الري، فالأمر يتعلق بينابيع تفيض عشوائيا و تحتاج إلى دراسة توجيه مياهها نحو الميناء بشكل يجنّب تعفّن محيط الطريق، وصولا لربط الساحة العمومية والميناء بسلالم… كمشروع تم اقتراحه منذ مدة فكان هاجسه التقشف، أين تحسر ممثل الوالي لغياب الجمعيات عن المبادرة واقتصار ذلك فقط على الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج عبد الحميد ابن باديس و جمعية الإحسان تحت إشراف رئيسها “بوعبد الله محمد”.

صور رائعة جسدها براعم الفوج الكشفي بشرشال ذكورا وإناثا استجابة لتعليمات القائد “عليوي محمد”، أين راحوا يرفعون بأياديهم التي افتقدت لقفازات تليق بطبيعة المقام النفايات البلاستيكية، والمتواجدة بمحيط الميناء المتعفّن مؤخرا جراء التجاوزات التي استحسنها مستعملو السيارات في غياب الرقابة، بغسلهم لمركباتهم بالمكان الممنوع…تاركين وراءهم ابشع المشاهد في حق البيئة والمحيط، وتحت أنظار رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف” الذي كان هو الآخر حاضرا وتابع مجريات الحملة رفقة المفتش العام بولاية تيبازة “زڨان مناد”.

المبادرة تحرك لها بعض نواب رئيس البلدية و طاقمه الإداري ممثلين في النائب الأول “فيصل عزاز”، المكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية “محمد خروبي”، المكلف بالصحة والنظافة وحماية البيئة “خالد عبدي”، الأمين العام “هواجي مولود”، المكلف بالاستقبال والتوجيه “حسين بحير”، رئيس المصلحة التقنية “بطاش إبراهيم”، وكذا مقاولين اثنين دعّما العملية بشاحنة من الوزن الثقيل وآلة للحفر والرفع، نهايك عن الشاحنة التي وفرتها الولاية رفقة بعض الوجوه العاملة لدفع وتيرة أشغال، يجب أن تكرّر وتتكرّر بواجهة بدأت تستعيد شيئا فشيئا نظرتها الجمالية، وعلى لسان رئيس البلدية “جمال أوزغلة” سيتم تجسيد حملات أخرى (كل يوم سبت)، لإنهاء حملة تنظيفها من جهة والتوجّه إلى الأحياء من جهة أخرى، مع تسجيل تكريم عمّال النظافة في 18 فيفري المقبل المصادف لليوم الوطني للشهيد بلباس كامل يليق “بأسياد الرّجال” !، يسهّل مهمتهم النبيلة في رفع النفايات ويحمي أجسادهم من الأخطار التي قد يتعرضون لها أثناء ذلك…..

مواطنة من ولاية غليزان تحدثت لشرشال نيوز على هامش حملة التنظيف التي قامت بها بلدية شرشال بالواجهة البحرية، محمّلة السياح وزوار المدينة مسؤولية حالتها الكارثية لافتقاد هؤلاء الثقافة البيئية، ما يجعلها عرضة لرمي القمامة خاصة  مع حلول موسم الاصطياف، متحسرة لغياب المجتمع المدني عن المبادرة واقتصار ذلك فقط على عمّال النظافة، مثنية كثيرا لمجهوداتهم المبذولة دفاعا عن الطبيعة ومكوّناتها، لتبقى نظافة المدينة……مسؤولية الجميع.

سيدعلي.هـ