X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

فيما يُلوّح متصدّر قائمة الأرندي بشرشال وكذا بعض منتخبي الأفلان بالاستقالة: مناورات لخلق انشقاقات في صفوف قوائم الأحزاب لإيصال  المير السابق لمنصب نائب رئيس البلدية واستياء كبير في أوساط المواطنين

سيتمّ خلال الأيام القليلة القادمة تنصيب متصدر قائمة الأمبيا جمال أوزغلى رئيسا للمجلس الشعبي لبلدية شرشال كما ينصّ عليه القانون صراحة، ليصبح مطالبا بدوره بتنصيب نوابه وهيئته التنفيذية في غضون الخمسة عشرة يوما الموالية لتاريخ تنصيبه، غير أنّ هذه المأمورية ليست بالسهلة نظرا للحراك الذي تعيشه بلدية شرشال جرّاء النتائج التي أفرزتها صناديق اقتراع الـ23 نوفمبر الجاري، حيث فاجأت جميع الأطراف التي كانت تُجمِع على أنّ متصدر قائمة الأفلان خالد عبدي هو رئيس البلدية للعهدة الجديدة، بالرغم من الحظوظ التي كانت تتمتّع بها الأمبيا وكذا قائمة الأرندي.

لكن الوضع القائم يحتّم على جمال أوزغلى البحث عن تحالفات لبلوغ الأغلبية المطلقة الممثّلة في 10 مقاعد، فهو في حاجة إلى 3 آخرين من تشكيلات أخرى لبلوغ النصاب بعد حصده لـ 7 مقاعد، وهذا لن يكون إلا بالاتفاق إما مع الأفلان ذات الـ 5 مقاعد أو الأرندي الحاصل على 5 مقاعد هو أيضا.

لكن التخوّف الذي يُبديه الشارع السياسي في شرشال وكذا الهيئات المحلية للأحزاب الفائزة بمقاعد هو المناورة لاستقطاب الثلاثة مقاعد خارج اللعبة السياسية المبنية على التفاوض مع الكتل، ما سيؤدي إلى انشقاقات وتصدّعات تؤثّر سلبا على أداء المجلس الشعبي البلدي طيلة العهدة الجديدة.

وبالفعل، فقد بدأت هذه المناورات من طرف رئيس البلدية المنتهية عهدته والمقحم في قائمة الأفلان، حيث يحاول أن يضمن إلى صفّه منتخبَيْن (02) آخرين ليدخل البلدية من جديد كنائب رئيس تحت سلطة نائبه السابق، حيث يحاول موسى جمّال بصفة فردية الاستقطاب حتى من أحزاب أخرى، إذ تأكّد أنّه حاول ذلك مع متصدر قائمة الأرندي المحامي رضوان الطيب وكذا منتخبين آخرين من ذات الحزب، رغم أنّ موسى جمّال كان قد أقسم أمام أعضاء قائمة الأفلان أنه لن يخدعهم، ما جعلهم يرفضون الآن أن يتقدّم إلى البلدية باسم حزب جبهة التحرير الوطني باعتباره سببا رئيسيا في هزيمة الحزب مستدلين بالأرقام، حيث حصدت قائمتهم للمجلس الشعبي الولائي على مستوى بلدية شرشال على نسبة فارق أعلى بكثير على ملاحقها، مقارنة بما تحصّلت عليه قائمة المجلس الشعبي البلدي أي بنسبة أدنى بكثير عن سابقها، ما اعتبروه عقابا واضحا من الوعاء الانتخابي للأفلان على قبولهم بإقحام الرئيس المنتهية عهدته. ومن جهته اتّصل الرئيس الجديد جمال أوزغلى بالعديد من المنتخبين –الذين أكّدوا ذلك وتحفظوا على الإفصاح عن أسماءهم- محاولا جلبهم لصفّه لاستكمال نصاب الأغلبية المطلقة، كما أنّه اقترح على الأفلان منصبي نائب رئيس و ثلاث لجان وكذا ملحقتين شريطة عدم التخلي عن موسى جمّال.

هذا الأخير يحاول إبرام صفقة للوصول إلى منصب نائب رئيس، غير متناس الطريقة التي وصل بها إلى قائمة الأفلان، حيث لا يزال يراهن على تلك الأطراف التي أقحمته في الانتخابات للعودة إلى الرئاسة مجدّدا، فالعملية التي كانت ستحاك ضد خالد عبدي يمكن تنفيذها مع جمال أوزغلى بأقل الأضرار حسب تحليلات متتبعي الشأن المحلي. هذا الوضع الذي فرضه التدخّل في قائمة الأفلان يلوّح باستقالة جماعية للعديد من منتخبي هذا الحزب ما سيجعل البلدية تعيش وضعا سيكون المواطن الشرشالي هو الخاسر الأكبر، كما أكّده الأستاذ رضوان الطيب الذي صرّح هو أيضا باحتمال استقالته من المجلس الشعبي البلدي، حيث أضاف في تصريحه لشرشال نيوز أنّ أي تحالف لا يمكن أن يكون خارج هيئات الأحزاب المعنية وبطريقة شفافة وقانونية يثبتها محضّر قضائي بشكل رسمي، ما سيسمح بتشكيل هيئة بلدية متجانسة ومتعاونة يكون المواطن الشرشالي هو الفائز الأكبر، فهو لا يقبل بأي تحالف لا يهدف لحماية المواطن وخدمته ما جعله يذهب إلى خيار الاستقالة بنسبة 99 بالمائة في ظلّ الظرف الراهن الذي يشهده الوضع الذي أفرزته الانتخابات المحلية في بلدية شرشال، والذي خلق استياء كبيرا في أوساط شرائح واسعة من السكان.

حسان خروبي