فيما رئيس دائرة شرشال ومدير ديوان والي تيبازة يؤكّدان على تكفّل الدولة بمشاكلهم: سكان دوار بن صالح وترمليل في شنوة يقطعون الطريق السيار احتجاجا على الأوضاع

عاد سكان الدواوير العليا لباكورة في المدخل الشرقي لمدينة شرشال إلى الاحتجاج صبيحة هذا الثلاثاء 4 أكتوبر، حيث أقدم سكان دواري بن صالح وترمليل على غلق الطريق السريع الرابط بين شرشال والجزائر العاصمة ذهابا وإيابا، وكذا الجهة المقابلة له من الطريق الوطني رقم 11، منذ الساعات الأولى ما أدّى إلى عرقلة حركة المرور وتعطيلها تماما باتجاه تيبازة والعاصمة وشرشال، و عطّل العمال عن الالتحاق بمناصب عملهم، والطلبة عن مقاعد الدراسة .

شرشال نيوز حضرت منذ الوهلة الأولى واستمعت إلى انشغالات ومطالب السكان التي أدّت إلى هذا الاحتجاج، حيث تعدّدت نظرا للوضع المتدهور الذي تعيشه هذه الدواوير، وكان توقّف أشغال تهيئة الطريق الرئيسي المؤدي إلى دواري بن صالح وترمليل سببا رئيسيا، حيث توقّفت أشغال اتمام تهيئته، ما جعل السكان يتخوّفون من الحالة التي بقيت عليها خصوصا في هذه المرحلة من السنة، كما زادت الطرقات والمسالك الطين بلّة نظرا لوضعها الكارثي، حيث لا يمكن استعملها تماما وقد أكّد ممثلو السكان لشرشال نيوز أنه” حتى أصحاب سيارات الأجرة وغيرهم يرفضون التنقل إلى هذه الدواوير في غياب وسائل النقل الجماعي”.. ما جعل مشكل الطرقات واهتراء المسالك أهم أسباب هذا الاحتجاج.

كما يشكّل وضع الأطفال المتمدرسين في ابتدائية “قبلي محمد” ومتوسطة “عاشور محمد” سببا مهما في نظر السكان خصوصا الأولياء، فمعاناة أبناءهم مستمرة على مدار العام لانعدام النقل المدرسي، ما يحتّم على أبناءهم التنقّل يوميا لمسافات تتراوح بين 3 و 4 كيلومترات سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا، وفي كلّ الظروف المناخية، كما أنّ عبورهم للطريق السريع يضعهم عُرضة لخطر الموت، إضافة إلى عدم التكفّل بهم في فترة الراحة من الساعة 11.15 إلى 13 موعد مواصلة الدراسة للفترة المسائية.

تعدّدت مطالب المحتجين الذين رفضوا اقتراح ممثل رئيس دائرة شرشال بإيفاد ممثلين عنهم إلى مقر ولاية تيبازة حيث كان رئيس ديوان الوالي في انتظار استقبالهم ومناقشة مطالبهم حسب تصريحه، فالإنارة العمومية المنعدمة في هذه الدواوير زادت من غضب السكان، وكذا انعدام قنوات تصريف المياه القذرة، وانعدام الغاز الطبيعي، ما جعل قارورات البوتان تبقى تلازمهم منذ الاستقلال.. ناهيك عن انعدام مكان مخصّص لرمي نفاياتهم المنزلية وعدم قيام البلدية برفعها إطلاقا.

يطرح أولياء التلاميذ –أيضا- مشكل المنحة المدرسية لأبناءهم حيث لم يتم استلامها إلى غاية الآن، رغم استيفاء ملفاتهم للشروط ومطابقتها حسب تصريحات بعض منهم.

الاحتجاج عطّل حركة المرور على الطريق السريع من وإلى شرشال، وقد صادف ذلك وجود حافلتين للنقل الجامعي كانتا متوجهتين نحو المركز الجامعي عبد الله مرسلي بتيبازة، فرغم تعطّل الطلبة عن الدراسة إلا أنّهم عبّروا عن مساندتهم وتضامنهم لهذه الحركة الاحتجاجية السلمية التي يدافع من خلالها السكان على مطالب مشروعة.

وفي اتصال بالسيد السعيد أخروف رئيس دائرة شرشال، أكّد أنّ مشكل الطريق الرئيسي المؤدي إلى دواري بن صالح وترمليل كان قد وعد به السنة الماضية، و”فعلا وفّيت بوعدي، وقمنا بتهيئة هذا الطريق الممتد على 1700 متر، وانجازه، وهو الآن صالح للسيّر، ولم تبق إلا عملية التزفيت، نحن بصدد ايجاد صيغة لإدراجها ضمن المهام المستعجلة” أما بالنسبة للإنارة العمومية ومشكل رفع النفايات: “سأوفد فورا فرق عمل لمعالجة الوضع”، رغم أنّ رئيس الدائرة على علم بأنّ الإنارة تشوبها العديد من المحاولات غير المشروعة حسب تصريحه.

أما بالنسبة للنقل المدرسي، فأكّد السعيد أخروف أنّ السلطات العمومية وفّرت حافلتين للنقل المدرسي إلا أنّ الناقلين رفضوا الصعود إلى تلك المنطقة، “وقد طلبنا من السكان ايجاد حافلتين ونقوم بالتعاقد معهما قصد نقل التلاميذ من وإلى مدارسهم”. وعن المنحة المدرسية التي كانت أحد مطالب المحتجين فصرّح المتحدّث بيقين” أتحدّى أيّ مواطن قدّم ملفا كاملا ومستوفيا للشروط، ولم يستفد من المنحة المدرسية، لقد قمت شخصيا بدراسة الملفات واستلمها كلّ مستحقوها منذ مدة”.

الاحتجاج الذي فرضه السكان استمرّ إلى غاية بداية الظهيرة حيث حضر مدير ديوان الوالي مرفوقا بمدير الأشغال العمومية، اللذان قاما رفقة ممثلي السكان بجولة لاطلاع على الوضع، فضرب رئيس الديوان موعدا مع ممثلي السكان بداية الأسبوع المقبل لدراسة الوضع وايفاد لجنة للتكفّل بانشغالات ومشاكل المواطنين.

ش.ن