X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

فيما تمّ تكريم الفائزين في المسابقة بمسجد حذيفة ابن اليمان ببرج الغولة: دائرة شرشال تحيي الذكرى الواحدة والستين لليوم الوطني للطالب

 

للمرة الثالثة تواليا تؤكد مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال عزمها على اغتنام فرصة الأيام الوطنية، لترسيخ في أذهان التلاميذ على اختلاف مستوياتهم تاريخ أبطال، كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب في سجّل الذين سقطوا من أجل الحرية آنذاك، لتكلّل تضحياتهم الجسام باستقلال تاريخي لأمة قدّمت ملايين الشهداء، فاستحقت بذلك الوقوف وقفة ترحم واحترام لمن رفعوا شعار التحدي صعودا للجبال، في أرقى صور الالتزام لأرض سقيت بالدماء، جيل ذهبي خالص قدّم أغلى ما عنده لتعيش الجزائر حرة مستقلة.

الذكرى الواحدة والستون لليوم الوطني للطالب أرادها رئيس مندوبية المجاهدين بشرشال “بريش أحمد”، بالتنسيق مع السلطات المحلية ومسجد حذيفة ابن اليمان أن تكون مثالا لمعاني الوفاء للشهداء، في أمسية استثنائية عاشها سكان حي 17 أكتوبر 1961 على شرف تلاميذ ثانويات الدائرة الأربع (ثانوية بلرباي الصغير، متقن علي شنتير، عبدي امحمد، الزيانية)، المعنيين بالتكريم بعد مشاركتهم الموفقة في المسابقة التي تمّ الإعلان عنها بالمناسبة، أين أسفرت نتائجها النهائية على تتويج عشرة أسماء بين ذكور و إناث، بحثوا واجتهدوا و اكتشفوا دور الحركة الطلابية إبان الثورة التحريرية الجزائرية ومساهمتها الفاعلة في مكافحة الاستعمار الفرنسي.

حدث غابت عنه السلطات المحلية كليا أمسية هذا الخميس 18 ماي على غير العادة، في مشهد بقي فيه إمام مسجد حذيفة ابن اليمان ينادي هل من ممثل للبلدية أو الدائرة يتقدم للصف الأول؟ هل ممثل للسلطات المحلية يشرف على تقديم إحدى الجوائز؟ !، وحضرته الأسرة الثورية ممثلة في الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين “يوسف خوجه”، رئيس مندوبية المجاهدين بشرشال “بريش احمد”، أمين قسمة المجاهدين “محمد حمداني”، الأستاذة “أحمد بن صافية” “عبد الحميد ولد خاوة”، عبد المجيد خضراوي”، شعراوي محمد”، شيوخ وأئمة المساجد بالمنطقة الشيخ بن عامر بوعمرة، جنادي محمد، الشيخ جلاوي، مسجد الحاميدية “الشيخ معاذ”، إمام مسجد النور  بسيدي غيلاس “فضاي الاين”، إمام مسجد الأمير خالد بسيدي اعمر سابقا “بن صالح محمد”، مدير مركز التكوين المهني والتمهين “حمود لواكد”، وتحت أنظار سكان حي 17 أكتوبر 1961 الذين استمعوا لمدخلات المشايخ المدعوين بكثير من الاهتمام.

الشيخ “براهيمي علي” عبّر عن سعادته البالغة باحتضان هذه المبادرة، التي تعتبر الأولى على المستوى الوطني شاكرا كل من ساهم في إنجاحها من قريب أو من بعيد، مرحبا بالحضور و مفتتحا الحدث بآيات بينات من الذكر الحكيم على لسان براعم المسجد، ومقدما الكلمة لمدير ثانوية بلرباي الصغير “أحمد أولحسن” كممثل عن مدراء ثانويات الدائرة، والذي تشرف بإلقاء مداخلة أثنى فيها على المجهودات التي تبذلها مندوبية المجاهدين تحت إشراف رئيسها “بريش أحمد”، في سبيل ترسيخ التاريخ المجيد للجزائر بأذهان التلاميذ والشباب، مستعرضا مراحل هاته المسابقة التي كانت بدايتها بالطور الابتدائي (18 فيفري يوم الشهيد)، الطور المتوسط (19 مارس عيد النصر)، (يوم الطالب 19 ماي)، موجها شكره للجنة التقنية وللأساتذة الذين اشرفوا على عملية تصحيح الإجابات، مؤكدا أن الهدف منها هو ربط الأمة ببعضها البض و ربط المدرسة بالمسجد، داعيا الجميع للحذر من الغزو الثقافي للعقول الهادف لتشتت الأمة ، مختتما حديثه بدعاء شامل للمساهمين في بناء هذا المسجد ليكون جاهزا لاحتضان أول حدث رسمي بالنسبة له.

 

رئيس مندوبية المجاهدين “بريش أحمد”: نريد غرس الروح الوطنية في نفوس ابنائنا و 99% من الطلبة التحقوا آنذاك بالثورة”

كعادته المسؤول الأول بمندوبية المجاهدين “بريش أحمد” لا يفوّت فرصة شكر الذين ساهموا في إنجاح المسابقات التي نظمت على شرف المناسبات الوطنية الأخيرة، معتبرا الأساتذة و المشايخ من مؤسسي الفكرة الأولى بالتراب الوطني، مبديا سعادته بالجمع الحاضر الممزوج بين جيل الاستقلال و جيل أول نوفمبر، والهدف حسب رأيه ترسيخ الروح الوطنية في نفوس الأبناء، مستذكرا دور الطلبة الجزائريين في تحرير الوطن من أيادي الاستعمار، ومنتقدا كل من يقول بأن فرنسا هي من منحت الاستقلال للجزائر، “99% من الطلبة التحقوا بالثورة و الأئمة آنذاك كان دورهم الإرشاد، وثورتنا هي أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، نحن كنا محتلون من طرف الكفار والجهاد فيهم مباح ونريد من شبابنا أن يعرف تاريخ بلاده، وأئمتنا مطالبون بالتذكير بهذه الأيام والمناسبات الوطنية.

 

الشيخ “بن عامر بوعمرة”: الطالب قدّم الفكر والعلم للثورة..يجب أن نساهم في البناء و شبابنا المثقف حاليا مهمّش”

إمام مسجد الرحمن بشرشال الشيخ “بن عامر بوعمرة”، أثنى كثيرا على فكرة اغتنام المناسبات الوطنية لإجراء مسابقات يتمّ فيها إشراك التلميذ ودفعه للبحث والاجتهاد والتعمق في تاريخ ثورة جزائرية مثالية، شاكرا القائمين على شؤون مسجد حذيفة ابن اليمان على الاستضافة، مستذكرا موقفا للنبي عليه الصلاة والسلام بمكة المكرمة، داعيا لعدم نسيان هذه الأيام العظام للأمة، “يجب أن نتذكر مواقف النبي عليه الصلاة والسلام ولا ننسى فضل الرجال، يوم الطالب نفتخر به والذين قادوا الجهاد لم يكونوا يلعبوا أو تحركوا بالصدفة والدليل يوم الطالب، المجاهدون وجهوا رسالة للطلبة بإقامة إضراب وكان هناك نضال سري أثمر ثمارا عظيمة، بعدما قدموا لثورتنا التعليم، التنظيم، والإعلام ورسالة مفادها أن كل شرائح المجتمع ضد فرنسا بما فيها الشريحة المثقفة، جهاد أمتنا شمولي مسّ الصغار، الكبار، المعلم وغيرهم لتحرير الوطن، يجب نساهم في البناء وللأسف شبابنا المثقف اليوم مهمّش”.

 

إمام مسجد النور الشيخ “جنادي محمد”: “شهر ماي بالنسبة للجزائر شهر البطولات…سقط فيه الآلاف من الشهداء و الكثير من شبابنا اليوم لا صلة لهم بالتاريخ لا من حيث المظهر و لا المخبر”

لا يزال إمام المسجد الكبير (النور) بشرشال الشيخ “جنادي محمد”، وفيا لتدخلاته التي دائما ما يخيطها مقاسا ومقالا لطبيعة المقام، مسلطا الضوء ومقارنا بين جيل مضى قدّم أغلى ما عنده لتحرير الجزائر وجيل لا صلة له بالتاريخ، شاكرا مندوبية المجاهدين، الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السلطات المحلية وإمام المسجد على منحه الفرصة لإلقاء كلمة بالمناسبة، مبلغا إياهم اعتذار مفتش الشؤون الدينية بالمقاطعة، الذي تعذر حضوره لأسباب طارئة، ومعتذرا هو الآخر لغيابه عن حفل افتتاح هذا الصرح القرآني لظروف وقفت حائلا بينه وبين ذلك، ليدخل بالمصلين مباشرة في صلب الموضوع “شهر ماي هو شهر البطولات وأول يوم فيه كما يعرف العارفون مظاهرات وطنية بمناسبة عيد العمال، ثم 8 ماي حدث ولا حرج، تاريخ سجل إحصائيات و أرقام عن سقوط آلاف القتلى في يوم واحد، وهناك من قال أنها بلغت 100 ألف و عن جريدة البصائر على لسان جمعية العلماء المسلمين 80 ألف، وهذا الرقم ليس له مثيل في التاريخ”.

واصل ذات المتحدث حديثه منوّها بثناء الله سباحنه وتعالى على الشباب في القرآن قائلا “إنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى”، 19 ماي 1956 يوم الطالب أو عيد الطالب هذا الإضراب سبب انطلاقته نداء من جبهة التحرير والمجاهدين وفرنسا كانت تراهن على الفئة المثقفة، وأحداث 8 ماي عرفت سقوط أول شهيد عمره كان 22 عاما، وشبابنا اليوم هل استطاعوا استيعاب التاريخ؟ نريد من شباب الجامعات و الثانويات أن يكونوا قدوة وكثيرون لا صلة لهم بماضي الأجداد لا من حيث المظهر ولا المخبر، ويجب أن تحيا القيم في نفوس أبنائنا، الجزائر أمانة تركوها بيدنا وكلنا مسؤولون حسب موقعنا، إذا كان الأسلاف قدموا أرواحهم رخيصة فماذا قدمنا نحن للجزائر؟، انطلاقا من هذا السؤال وان تمت الإجابة عليه يمكن أن ننشئ جيلا يخدم دينه ووطنه ونتفادى جيلا يصدق ما وراء البحار”.

         ” الشروع في توزيع الجوائز و”نوراية سيد احمد” يدعّم المبادرة بهواتف نقالة للفائزين”

عملية توزيع الجوائز تمّ الشروع فيها وسط أجواء مثالية، وقبلها سؤال مباشر أراده رئيس مندوبية المجاهدين “بريش أحمد” أن تكون على شرف الحضور، وكالعادة رفع التلميذ الوفي للإجابات التاريخية “محمد أمين” يديه معلنا أنه يملك نصف الإجابة، أين كان السؤال كالتالي: ما هي عدد المعارك التي وقعت خلال الثورة التحريرية بدائرة شرشال ممثلة في معالمها التاريخية، أما الإجابة فكانت 8 معارك ليستحق تكريما رمزيا نظير مشاركته ومحاولته للوصول إلى المعلومة.

التلميذ بثانوية بلرباي الصغير و الشاعر “شيباني ضياء الدين”، اضاء الحدث بقصيدته الشعرية وزادته مكانة ورفعة في نفوس المصلين، وبكلمات أحسن اختيارها واتقائها متغنيا فيها بطلبة فضّلوا الاستشهاد والموت على أن تكون الجزائر فرنسية، ليشرف بعدها المدعوون تباعا في توزيع الجوائز للفائزين العشرة من أصل مشاركة فاقت الاربعين.

الاستثناءات كانت حاضرة مليا وتمثلت في تسلّل تلميذ بالطور المتوسط الى مسابقة يوم الطالب، مشاركا ومزاحما تلاميذ الطور الثانوي لينال الثناء والتقدير، رفقة “نوراية سيد احمد” الذي دعّم المبادرة بهواتف نقالة سلمت للفائزين، أما التلميذة “اغزوف فاطمة الزهراء” فاستقطبت مشاركتها الأنظار من بعيد، وهي التي تقطن ببابا حسن (العاصمة) استنادا لما جاء بمقال نشر عبر جريدة شرشال نيوز حول المسابقة، ليضاف اسمها ضمن قائمة المعنيين بالجوائز في أمسية اعتذرت عن حضورها لظروف”، ليقتسم الجميع بما فيهم اللجنة الدينية لمسجد حذيفة ابن اليمان العلامة الكاملة.

   

    دائرة شرشال تحيي الذكرى الواحدة والستين لليوم الوطني للطالب وتترحّم على أرواح الشهداء

أحيت دائرة شرشال صبيحة هذا الجمعة 19 ماي الذكرى الواحدة والستين لليوم الوطني للطالب، مناسبة حضرتها السلطات المحلية ممثلة في رئيسي دائرة وبلدية شرشال “السعيد أخروف” و “موسى جمّال” على التوالي، الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين “يوسف خوجه”، رئيس مندوبية المجاهدين بشرشال “بريش أحمد”، ممثلي الأمن والدرك الوطنيين، ممثل الجيش الوطني الشعبي، رئيس مكتب المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي بالمدينة “رشيد شبيلي”، الأمين العام لبلدية شرشال “هواجي مولود”، أما الأسرة الثورية فاقتصرت بوجوه تحسب على أيدي الأصابع بحضورها المحتشم، من مجاهدين و أبناء المجاهدين والشهداء، ليضع المحتفلون إكليلا من الزهور ترحما على أرواح أبطال الجزائر، بعد الاستماع للنشيد الوطني.

التوجه بعدها كان صوب مقبرة الشهداء بسيدي غيلاس، أين انضم كل من رئيسي بلدية حجرة النص “محمد أحفير” و سيدي غيلاس “بومعقل محمد” وشخصيات معروفة بالمنطقة إلى الجمع المحتفل، أبرزها رئيس جمعية محمد علي للرياضات القتالية والفردية “محمد مليحي”، قبل أن يتدخل رئيس مندوبية المجاهدين منتقدا العزوف الغير المبرر للطلبة و للأسرة الثورية عن إحياء هاته المناسبات، محملا جزء من المسؤولية لمدراء المؤسسات التربوية، مستفسرا عن غياب من يمثّل الطلبة في ذكراهم الوطنية.

                                                                                                        سيدعلي.هـ