X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

فيما تحوّلت الأودية إلى مسالك يسلكونها من أجل الدراسة: الأمطار تقطع الطرقات أمام التلاميذ بأحياء باكورة بشرشال …السكان يشتكون أوضاعهم المزرية في عزّ الشتاء البارد ومشكل النقل لا يزال مطروحا في غياب المديرية الوصية

مشاكل بالجملة تلك التي يتخبط فيها سكان تيفورة، بركان، شرفي وعسّال بباكورة بشرشال مع حلول فصل الشتاء، والانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة…قبل أن تزداد وضعيتهم تأزما بالنظر للطرقات الكارثية المؤدية إلى سكنات، تشتكي حاليا عزلتها بفعل الأوحال والوديان الفائضة مياهها عشوائيا، بعيدا عن شبكة التدفئة والمياه الشروب وبينهما…قنوات صرف مياه معطلة وأخرى تنتظر التجسيد أملا في إنهاء مسلسل معاناة طال بطول حلقاته المزرية، وملامح اللانسانية لطالما كانت حاضرة بمنطقة سكنية تفقد لمختلف ضروريات الحياة، بل فاحت منها مؤخرا رائحة صرف النظر عنها تقصيرا ولامبالاة، ليبقى حلم القاطنين هناك بمسلك يصلح لسير التلاميذ نحو مؤسساتهم التربوية، وإنارة ليلية توحي بأن العنصر البشري يسكنها بدلا من الوحوش !، في مشهد ارتفع فيه سقف مطالب هؤلاء… بكثير من الآمال والآلام.

شكاوي عديدة تتلقاها شرشال نيوز يوميا من طرف سكان باكورة وضواحيها، فلا صوت يعلو فوق أناس يتنفسون المعاناة في عمق رحمها، وصرختهم يريدون الاستجابة لها عبر تدخل صريح للسلطات المحلية والولائية، يرد الاعتبار لمواطنين لم تخطئهم موجة الحملات الانتخابية الماضية والممزوجة حسبهم بكثير من الوعود، والصور رصدناها صبيحة هذا الأحد 11 فيفري وملامح الحسرة بادية بوجوه القاطنين هناك، وهم يشاهدون واقع مسالك تحوّلت إلى وديان ومستنقعات ومصب للنفايات، حينها رأى التلميذ ما تحسرت له الأفئدة وبكت له العيون واقشعرت له الأبدان والجوارح، دون أي تدخل يقضي بتزفيتها وتسهيل مهمتهم في الوصول لمقاعد دراستهم، أما مصدر تدفئتهم فقارورات غاز لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تكن يوما رحيمة بكاهل أولياء استهدفت صميم جيوبهم عبر دفع تكاليف نقلها للمنازل، أما الظلام الموحش بالمنطقة…فلم يكتب له القدر بعد أن يكتسي حلة النور، والمسؤولية هنا يتحمّلها المسؤولون بطريقة أو بأخرى.

هم مواطنون وأطفال جعلوا من الأودية طرقات يسلكونها في عز شتاء موحل وبارد، والمرور عبرها يتطلب الحذر تفاديا للتعثر والسقوط بالماء الجارف، في حين ظهرت ملامح الغش بمشروع قنوات الصرف الصحي بالحي الجديد 452 مسكن بباكورة، فقطرات من الأمطار كانت كافية لاختبار مدة صلاحية زفت لم يمضي على وضعه سوى أشهر معدودات، قبل أن يستنجد السكان بمؤشرات الانحراف يمينا ويسارا إذانا بوجود خطر شعاره “سيال” !، ناهيك شكاويهم المتكررة لانعدام مقر أمني يجسد مبدأ الأمان والاطمئنان بالنفوس، وهو المطلب الملح بالنسبة إليهم في رسالة وجهت إلى الإعلام و للمصالح المعنية من سلطات محلية وأمنية، ومنه وضع حد لسلوكات وتجاوزات  باتت تشكل خطرا على التلاميذ بمحيط ثانوية الأمير عبد القادر، ناهيك عن بناء مسجد أو مصلى يسهل عليهم أداء الصلوات الخمس جماعة. والإسراع في تجسيد مناقصة المزايدة العلنية لديوان الترقية العقارية لبيع واستغلال  المحلات التجارية على مستوى العمارات السكنية لتغطية النقص الفادح في مختلف الحاجيات والمتطلبات اليومية.

هي بئر كانت مياهها صالحة للشرب أصبحت مؤخرا غير صالحة حتى لسقي المزروعات، والحائل…قنوات صرف لا تبعد عنها سوى خطوات معدودات، لتختلط مياهها القذرة بهذه المياه ناهيك عن المجاري العشوائية التي تصب بداخلها، ما جعل السكان يتحسرون لغياب أدنى تدخل يرد لها الاعتبار ويصلح القناة المعطلة والمحاطة بالوديان الجارفة، أما البئر الأخرى بحي 452 مسكن فتحوّلت إلى مفرغة عمومية لمختلف أنواع النفايات.

مشكل النقل لا يزال مطروحا بأحياء باكورة خاصة بعدما فتحت مديرية النقل لولاية تيبازة خطا جديدا يربط وسط المدينة بالحي الجديد، إلا أن المعاناة لم تنتهي بالنسبة للسكان القاطنين بعيدا عن حي 452 مسكن، الذين استبشروا خيرا بهذا الإجراء الذي اختار مبدئيا مدرسة “أحمد أبركان” آخر مكان لتوقفها ومنه انطلاقها، وهو الاقتراح الذي تمّ طرحه بقوة بالمديرية الوصية في الاجتماع الذي حضره مدير النقل ورئيس البلدية و ممثل الناقلين بشرشال، أما أصحاب الحافلات فيؤكدون أن الترخيص الذي حصلوا عليه يقضي بالتوقف بحي “منصور قدور”، دون المواصلة إلى حدود الابتدائية المذكورة على الورق، ومطالبين بتدخل صريح للمصالح المعنية وإيجاد حل…. يرضي جميع الأطراف.

سيدعلي.هـ