X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

فيما تؤكد حجرة النص تمسّكها الشديد بالعادات والتقاليد: احتفالات ذكرى “يناير” تتواصل بدائرة سيدي اعمر..البارود والخيالة تجوب الشوارع..والكشافة الإسلامية بمناصر تنال الثناء والتقدير

كعادتها لا تفوّت بلدية حجرة النص ذكرى حلول السنة الأمازيغية الجديدة، لتؤكد صبيحة هذا الجمعة 12 جانفي وفاءها الشديد لمحطة تزيدها ارتباطا بالعادات والتقاليد، بل تمسكا بالموروثات الثقافية وبكل ماهو رمز من رموز المنطقة، وسط أجواء احتفالية مميزة صنعها القائمون عليها تنسيقا بين السلطات المحلية والجمعيات النشطة بالمدينة، والحدث …احتضنته القاعة المتعددة النشاطات كمقدمة افتتاحية للبرنامج المسطر إحياء للذكرى، في مشهد فاحت منه وبامتياز رائحة “يناير”..نظرا للصور التي جسدها العارضون لمختلف الصناعات التقليدية.

المناسبة حضرها رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف”، رئيس البلدية “محمد أحفير” وممثل وزارة الثقافة الأستاذ “عبد القادر بن داود”، المسؤول الجهوي بولاية تيبازة للتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية وحيد بليزيم، منتخب التجمع ببلدية شرشال قضيل إيمكراز وجوه إعلامية وثقافية الذين اشرفوا على مراسيم انطلاق الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى يناير “2968”، وبجولة تفقدية لمعرض حمل بطياته العديد من المحطات التاريخية للسنة الأمازيغية، مع تسجيل ثناء وتقدير لكل المنتجات المعروضة والمختلفة باختلاف أشكالها وألوانها وتتفق حول موضوع “العادات والتقاليد”، من خلال الأطعمة التقليدية، الحلويات ،الألبسة و الأواني بما فيها المصنوعة من الفخار، كلها رسمت بمسرح واحد على أنغام الزرنة.

“الأطفال يخطفون الأنظار بألبستهم التقليدية ويؤكدون تمسكهم بالموروثات الثقافية”

الحدث عرف إقحام الأطفال ضمن برنامج الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بحجرة النص، كيف لا والأمر يتعلق بترسيخ الموروثات الثقافية بأذهانهم ذكورا وإناثا، حينها خطفوا الأنظار والأضواء صورا تذكارية، وملامح البراءة تفيض من وجوه تحدثت بلسان التمسك بتاريخ الأجداد بعيدا عن تركها إهمالا وتقصيرا، مشهد نجح فيه منظمو المبادرة في كسب الرهان من خلال النشاطات المنجزة إحياء لذكرى، وقف لها الجميع وقفة استذكار وتشبّث بالتاريخ الماضي.

السنة الامازيغية الجديدة بحجرة النص جمعت جمعيات المدينة بالقاعة المتعددة النشاطات، والحديث هنا عن جمعية حواء للمرأة العصرية، الديوان المحلي للسياحة، جمعية الآمال لمكافحة سرطان الثدي ومتطوعون، بعرض استثنائي فسيفسائي محلي وهادف سلّط الضوء على “يناير” من باب تقاليد دعا للحفاظ عليها، والتفريط فيها خط أحمر لا يجب تجاوزه نسيانا أو تقصيرا، وهو ما أرادته السلطات المحلية إيصاله للمعنيين خاصة الأطفال  في سنهم المبكر، ولم ترد يوما الاحتفال بها من أجل الاحتفال وإنما الخروج بنتائج ايجابية خاصة مع الاستجابة المميزة للأولياء…رفقة الأبناء، ليتواصل بعدها  برنامج إحياء هذه الذكرى بمحاضرة ألقيت مساء من طرف ممثل وزارة الثقافة السيد “عبد القادر بن داود”.

دائرة سيدي اعمر كانت في الموعد…البارود والخيول تجوب الشوارع ومسابقات في الطبخ التقليدي

بلدية سيدي اعمر هي الأخرى كانت في الموعد ولم توّت فرصة إسعاد المئات من الأطفال بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة، حدث تجنّدت له السلطات المحلية كعادتها إثباتا للوجود وتضافرا للجهود، أين عاشت مدرسة “احمد سايب” فرحة عارمة حضرها جمع قياسي للتلاميذ رفقة أولياءهم، لمتابعة جملة من الاستعراضات والنشاطات المجسّدة لأجلهم في يوم ليس كباقي الأيام، وصولا للمّ شمل المواطنين بمائدة غداء واحدة توافقت مع يوم جمعة… فكانت الفرحة فرحتان.

مسابقة في الطبخ التقليدي أشرفت عليها جمعية التضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية التي تترأسها “مكلاتي نورية”، التي أثبتت وجودها المعهود وجنبا لجنب مع جمعية “الفتح الثقافية” لولاية الشلف، من خلال فسح المجال للتنافس على أشهى وأطيب الأذواق والأطعمة التقليدية بين حرفيات، احترفن هذا المجال واستغلن الفرصة لتجسيد ما تعلمته أياديهن بالميدان، والفائز هنا…من رفع شعار التمسك بالعادات والتقاليد.

السلطات المحلية بسيدي اعمر حضرت هاته الأجواء الاستثنائية التي التف حولها المواطنون، ممثلة في رئيس الدائرة “زرقاط شيخ”، رئيس البلدية “احمد بلغدوش” و رئيس المجلس الشعبي الولائي “رشيد كوراد”، ممثلي الأمن والدرك الوطنين، لإعطاء شارة انطلاق مراسيم إحياء ذكرى “يناير” بمنطقة معروفة بتمسكها الشديد بالتاريخ الأصيل والمجيد، والاطلاع عموما على مختلف المنتجات المعروضة بالمناسبة من أطباق وألبسة تقليدية، اشرف عليها جمعيات وحرفيون ينتمون لملحقة التكوين المهني والتمهين بسيدي اعمر، ناهيك عن الألعاب الترفيهية لفائدة التلاميذ والتي تكفل بها “رواد هشام”، أما الخيالة فصالت وجالت الشوارع احتفاء وإطلاقا للبارود إذانا بسنة أمازيغية جديدة، قبل ان يختتم العرس بهدايا وجوائز رمزية وزعت على المشاركين والمدعووين.

رئيسة جمعية التضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية بسيدي اعمر السيدة “مكلاتي نورية” عبرت لشرشال نيوز عن سعادتها البالغة بالمناسبة، موجهة جزيل شكرها لمن ساهم في إنجاح الحدث خاصة المسؤولين بالمدينة، يتقدمهم رئيس البلدية الذي وفر كل الإمكانيات والجو الملائم ليبقى هذا التاريخ راسخا بالأذهان، وفي رصيدها مشاركات عديدة في إطار نشاطاتها الجمعوية وتطمح للمزيد من المبادرات الهادفة إلى إصلاح المجتمع.

“الكشافة الإسلامية فوج “الحرية ببلدية مناصر يحيي ذكرى يناير ببرنامج ثقافي ثري”

الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج “الحرية” لبلدية مناصر، التحق نهار هذا الجمعة 12 جانفي بركب المحتفين بذكرى “يناير”، ليختار “قاعة السينما” مسرحا لمجمل نشاطاته الثقافية على شرف التلاميذ والأطفال، الذين استجابوا للنداء حضورا قياسيا وتفاعلا مع البرنامج الترفيهي المسخر لأجلهم، في أمسية استخلصت منها العقول عديد الدروس أبرزها “الوفاء …لأرض الشهداء”.

الحدث تم تنظيمه بالتنسيق مع جمعية المستقبل من أجل الطفولة، امتزج بنشاطات ثقافية هادفة كمسرحية “الضمير العربي”، قصائد شعرية، محطات تاريخية عن الحرية التي تأخذ ولا تعطى، أناشيد كشفية وأخرى عن فلسطين المحتلة، وكذا بهلوانيين يعرفون جيدا طريق البسمة نحو وجوه الصغار قبل الكبار، وقبلها معرض للصناعات التقليدية النابعة من عمق التراث الأصيل للمجتمع الجزائري.

تكريمات رمزية وزّعت على تلاميذ الكشافة الإسلامية فوج “الحرية” لبلدية مناصر وأطفال الجمعيات المشاركة، كان الهدف منها رفع المعنويات لمواصلة سلسلة النتائج الايجابية لهؤلاء ودفعهم لتقديم أفضل المستويات، وسط أجواء رائعة عاشها السكان هناك رفقة فلذات أكبادهم، والذين تفاعلوا مع كل حركة أو كلمة تقال من منصة التنشيط، ليفترق الجميع تاريكين وراءهم أجمل الصور واللحظات …

سيدعلي هرواس