X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

عادوا ليرسموا وجودهم بالمدينة استعطافا للقلوب: اللاجئون الأفارقة بشرشال يقضون لياليهم الباردة مبيتا في العراء والسكان بين متحسّر لوضعيتهم المزرية ومتذمّر  للصور التي يتركونها بالأماكن العمومية

وضعية إنسانية صعبة يعيشها اللاجئون الأفارقة بولاية تيبازة مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، في وقت اتخذوا فيه من العراء مبيتا وسط أجواء باردة وماطرة، رفقة أطفال صغار ولدوا قضاء وقدرا ليعيشوا في بلد غير مسقط رأسهم، مستسلمين لواقع انتشارهم العشوائي عبر مختلف المدن بالمنطقة استعطافا للقلوب والجيوب، وأملا في نفقات تعينهم على اقتناء ضروريات الحياة بعيدا عن العيش الكريم، في مشهد تحسّر له كثيرون ممن طالبوا المصالح المعنية بالتدخل وإيجاد حلول تقضي بإعادة نقلهم لبلدانهم الأصلية، أما آخرون فيمنون النفس بالتفاتة ميدانية تجاههم من باب الإنسانية، خاصة ما تعلّق بتوفير الألبسة..الأغطية والأفرشة…مؤكدين أن أوضاعهم المزرية تحتّم عليهم قضاء لياليهم تحت رحمة الطقس البارد.

هي حكاية لاجئين حطوا الرحال بشرشال مرارا وتكرارا، وبتدخلات لطالما نقلتهم لمراكز عبورهم نحو بلدانهم الأصلية، إلا أنهم يفضّلون العودة هروبا من الجحيم الذي ينتظرهم هناك، مغامرين بصحتهم وصحة أطفالهم الرضّع وسط أجواء عنوانها “المعاناة”، إلا أن الابتسامة لم تغادر وجوههم رغم أوضاعهم المزرية، و سكان المدينة لطالما أكدوا وقوفهم إلى جانب شريحة تعاني في صمت، وهو ما يتجلى أكثر وبقوة عند كل موسم رمضان يفسح لها المجال للإفطار بموائد الرحمة وعابري السبيل.

اللاجئون اتخذوا مؤخرا من محيط متوسطة بن ضيف الله مكانا للمبيت، أما المساحة المحاذية للمتحف العمومي الوطني فهي الأخرى تفترش لقضاء لياليهم الباردة، على أن يسطروا هدف مغادرتها طلبا لدراهم معدودات عبر الأرصفة والطرقات، تاركين وراءهم مختلف الأفرشة والألبسة المنشورة بشكل لم يكن رحيما بصورة المدينة، بل ساهم في تشويهها وعادة ما يكون المنظر أكثر تعفنا خاصة وأن عملية غسلها تكون في الهواء الطلق !، ما جعل أبناء المنطقة يتحسرون لمشاهد تجسّد نهارا جهارا.. وبقلب المدينة….

سيدعلي.هـ