شرشال العتيقة: نحو برنامج خاص من السلطات المركزية لإعادة تأهيل المدينة

 

لم تعد زيارة مدينة شرشال تلبي شوق السواح لاكتشاف هذه المدينة التي لها صورة المدينة الساحرة في ذهن كلّ قادم إليها، بل تلك الصورة المسوّقة لا تلبث أن تنكسر عند الطواف في زقاق وشوارع وسط المدينة من خلال الاهتراء الذي مسّ معظم بناياتها.

مباني المدينة تعود أغلبها إلى فترة الحكم التركي أو إلى العهد الاستعماري، تصنع للمدينة تناسقا عمرانيا جميلا يعطيها خصوصيتها ودفئها التاريخي الذي تعبّر عنه الثقافة الشعبية الشرشالية سواء في  أشكالها الفنية أو السلوكية. لكن السائد السنوات الأخيرة أنّ حالة التدهور أصبحت تأخذ منعرجا خطيرا قد يُفقد المدينة كل الخصوصيات التي تمتاز بها بحيث بدأت عملية استبدال المباني القديمة ببنايات جديدة  لا تنسجم تماما مع النسق العمراني للمدينة، رغم أنّه في مثل هذه الحالات فإن السلطات تشترط -للسماح بأي تعديل -المحافظة على الشكل العمراني للمبنى.

حالة التدهور الذي تعرفه أحياء وسط المدينة وعين قصيبة على الخصوص بصفتها حيا مصنّفا يتطلب من السلطات العمل على إعداد برنامج خاص لترميم وإعادة تأهيل هذه الأحياء ثم وضع اجراءات خاصة للمحافظة عليها كمعالم سياحية ذات بعد وطني.

سبق وأن أطلقت مبادرات من جمعيات وأطراف من المجتمع المدني للفت الانتباه لظاهرة التدهور العمراني للمدينة، لكن الواضح أنّ التدخّل في هذا الأمر يجب أن يكون مركزيا تُشرف على وزارتي الثقافة والسياحة من أجل إعادة الاعتبار لمدينة شرشال كمعلم عمراني ذي خصوصية سياحية وثقافية.

ش.ن