شاب فرنسي يعتنق الإسلام يفاجئ الحضور بمسجد الرحمن بشرشال: ندوة الجمعة تعطي نفسا جديدا للشباب مع الدكتور محمد بن زعمية

في إطار برنامج ندوات الجمعة، حلّ الإمام والأستاذ الجامعي الدكتور محمد بن زعمية ضيفا على مسجد الرحمن بشرشال، هذا الجمعة 22 جانفي 2016. رفقة ضيف من نوع خاص، هوشاب فرنسي في مقتبل العمر، من  مدينة نيس الفرنسية، اعتنق الإسلام مؤخرا.

إفتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من سورة الكهف، كانت تمهيدا لموضوع محاضرة الدكتور التي كان محورها الشباب، ثم تفضل الشاب عبد العظيم بمداخلة وضح لنا فيها أسباب دخوله للإسلام قائلا : ” مؤخرا مرّت عائلتنا بظروف صعبة حيث توفي ثلاثة أفراد من العائلة، فبدأت في التفكير في إمكانية وجود حياة بعد الموت، ووفقني الله تعالى إلى الوصول إلى الإجابة في الإسلام ” . ثم استرسل في الحديث عن إخواننا الجزائريين الذين احتضنوه هناك واعتنوا به وقدموا له كل ما يجب معرفته عن الاسلام، فكانت هاته الكلمات البسيطة ذات تأثير كبير وسط صفوف عمار مسجد الرحمن، وما زادها تأثيرا تلاوته لسورة الضحى وسورة الإخلاص تلاوة صحيحة بأحكام سليمة وبصوت رائع مما جعل عمار المسجد يهتفون بالحمد والتكبير تعظيما لكلام الله .

بعد هاته المداخلة للشاب عبد العظيم، فتح مدير الجلسة الشيخ بوعمرة بن عامر المجال للدكتور محمد بن زعمية فاستهل محاضرته بمقدمة ركز فيها على فضل مجالس العلم ومجالس تلاوة القرآن، وبشّر عن طريق أحاديث نبوية وآيات من الذكر الحكيم بأن الإسلام سيعم جميع أسقاع المعمورة، وهنا دخل في صلب الموضوع مبيننا أن الإسلام لا بد له من أسباب ليصل إلى كل مكان في هاته الأرض، ومن أقوى هاته الأسباب الثروة الشبابية، فهي الفئة الوحيدة في المجتمع القادرة على تولي هاته المهمة، ولذا لا بد من العناية الجيدة بهاته الثروة واستغلالها وتوجيهها على أحسن وجه .

دعم الدكتور محاضرته بأمثلة من شباب الصحابة الذين ضحوا وبذلوا ما في وسعهم في سبيل نشر هاته الرسالة العظيمة، وروى بعضا من مواقفهم بأسلوب بسيط وشائق في نفس الوقت، ما جعل المحاضرة تلقى استحسان الحاضرين .

وفي خاتمته نوه الدكتور إلى نقاط حساسة يجب على الشاب المسلم أن يتذكرها دائما فذكر المستمعين بسبب الوجود والغاية من الحياة، وبأن الموت مصير حتمي يعتبر إعلانا عن نهاية الوقت المخصص للامتحان، وبداية لمرحلة إعلان النتائج .

ثم فتح المجال للإجابة عن أسئلة المستمعين المكتوبة، مما زاد الجلسة إثراء، فقد كانت الأسئلة متنوعة منها الفقهي ومنها ما يتعلق بالسيرة وغيرها من أمور ديننا الحنيف .

وبعد ذلك عادة الكلمة إلى الشاب عبد العظيم الذي روى لنا بعض مواقفه مع المسلمين وبعض المواقف التي تعرض لها مع الجزائريين خاصة مشيرا إلى كرمهم وحسن ضيافتهم قبل أن يفاجئ الشيوخ والحاضرين ويفيض دموعهم بطلب لم يكن متوقعا، حيث طلب من إمام مسجد الرحمن ومن المصلين الدعاء لوالديه بأن يشرح صدرهما للإسلام .

وفي نهاية الجلسة قدّمت أسرة المسجد بعض الهدايا المتواضعة للضيوف، كما أهدى أحد عمار المسجد كتبا مهمة باللغة الفرنسية للشاب عبد العظيم عسى أن تؤلف قلبه وتفيده في اكتشافه لديننا الحنيف وبعد صلاة العشاء أقبل عمار مسجد الرحمن على ضيفنا عبد العظيم يقبلونه ويعانقونه ويهنؤونه بهذا الفوز العظيم الذي وصل إليه بقناعة ويقين.

ع.ف.ب