رجال النّظافة يدفعون يوميا ثمن غياب الثقافة البيئية لدى المواطنين: شرشال مزبلة حقيقية في رمضان.. تجاوزات بالجملة… والمسؤولية يتحملها الجميع
ككل شهر رمضان تجدّد شرشال عهدها مع القمامة والأوساخ المنتشرة بكثرة في الأماكن العمومية…الشوارع والأزقة، وصولا لرسم مشاهد مؤسفة عكست الغياب التام لمعاني الثقافة البيئية لدى العديد من المواطنين، المشوهين من دون تردّد صورتها بالرمي العشوائي للنفايات تحت رداء سهرات ليلية رمضانية تنتهك فيها حرمة البيئة والمحيط علنا، في مشهد استحسنه الأبناء وصفق له مطوّلا الأولياء ودفع ثمنه عمّال النظافة بشهر عنونوه بعنوان “الإسراف والتبذير”، استجابة لأنين البطون ولهفتها..والحقيقة رصدناها مرارا وتكرارا من قلب المدينة.
مباشرة بعد صلاة التراويح يسطر المواطنون المصلون هدف التوجه إلى الساحة العمومية بشرشال، لجعلها مسرحا لمختلف أنواع الانتهاكات التي تجسّد كذلك عادة من طرف العائلات، فمساحاتها الخضراء حوّلت لأماكن للتمرّغ واحتساء الشاي..القهوة وأكل المثلجات على أن يتركوا بقاياها أرضا، لتستفيق الطبيعة وكائناتها على وقع أبشع صور صنعها الإنسان وتحسر لها الحيوان !، بنفورة مزبّلة بأيادي صديقة وأخرى صفّقت لتحويلها نهارا جهارا لمفرغة عمومية، في وقت تعمل فيه أشجار بلومبرا عمل المراحيض لافتقاد الساحة لدورة للمياه، أما السوق البلدي ..فلا يزال محتفظا بروائحه القذرة…
غير بعيد عن مقر الدائرة يتمّ تسجيل كل صباح وضعية مؤسفة يخلفها غياب الوعي لدى المواطنين، المهتمين ببطونهم على حساب الطبيعة ومنظرها، ما جعل شرشال بحلول شهر رمضان المبارك مزبلة حقيقية بشعار “قهوة موح زبّل وروح”، وسط تحسر كبير للعقلاء المطالبين بالكف عن هذه التصرفات، التي لا تخدم تماما صورة وسمعة مدينة باتت تلدغ من جحر النظافة عديد المرات، فرجال النظافة وحدهم لن يخرجوا بها من الظلمات إلى النور، مادام المواطن مصرا ومستحسنا سلوكه المستهدف للبيئة والمحيط، والمسؤولية هنا….يتحمّلها الجميع.
سيدعلي.هـ