X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

رئيس دائرة شرشال السعيد أخروف يصرّح بخصوص ملف السكن: “أكملنا التحقيقات الميدانية ولا ننتظر نهاية الأشغال للإعلان عن قوائم المستفيدين وأقسم بالله على متابعة أصحاب التصريحات الكاذبة قضائيا”

أقسمَ السعيد أخروف رئيس دائرة شرشال على اتّخاذ إجراءات المتابعة القضائية لكل الذين قدّموا تصريحات كاذبة قصد تغليط السلطات للحصول على مسكن ضمن الحصص السكنية  التي استفادت منها دائرة شرشال. كما أكّد في حوار خصّ به شرشال نيوز أنّ لجان التحقيق قد أنهت أشغالها بالبلديات الثلاث المعنية  في الدائرة، حيث شملت العملية 7000 تحقيق على مستوى بلدية شرشال، و2800 في بلدية سيدي غيلاس، كما مسّت التحقيقات 268 عائلة في بلدية حجرة النص.

وأوضح رئيس الدائرة أنّ الحصّة المبلّغة والتي ستكون محل توزيع في المرحلة الأولى في بلدية شرشال، هي سكنات الحي الجديد بباكورة والمقدّرة بـ 535 وحدة، ستشمل البرنامجين الاجتماعي والقضاء على الهشّ (RHP)، على أن تتبعها عمليات أخرى قبل نهاية السنة الجارية فور تبليغه للحصص الأخرى، والتي تُعدّ حصة سيدي لمغيث هي الأكبر بـ 648 وحدة.

أما بالنسبة لبلدية سيدي غيلاس، فسيتمّ توزيع 500 وحدة في المرحلة الأولى لتتبعها عملية توزيع 200 مسكن قبل نهاية العام الجاري، ونفس الشأن بالنسبة لبلدية حجرة النص التي سيستفيد مواطنوها من 100 مسكن في المرحلة الأولى لتتبعها حصة أخرى مماثلة قبل نهاية العام.

وفي محاولة لمعرفة المقاييس التي ستعتمدها السلطات العمومية لإعداد القوائم أوضح السعيد أخروف أنّه سيعتمد الصرامة في تحديد الأكثر تضرّرا، ففي الجانب الاجتماعي توجد عائلات في وسط مدينة شرشال تعيش وضعيات مزرية لا تحتمل الانتظار، وكذا في أحياء قايد يوسف وراشدي مصطفى وتاغرينت و200 مسكن، معتبرا هذه الأحياء هي الأكثر معاناة من أزمة السكن. كما سيتمّ التخلّص من بعض النقاط السوداء والحالات الخاصة كمدرسة حفاظ ، أقبية مدرجات الملعب البلدي، قاعة الحفلات ودار الشباب بتيزرين، كما ستدرس ملفات سكان أقبية العمارات حسب الحالة الاجتماعية لكلّ عائلة.

أما في جانب السكن الهشّ فسيعتمد على إحصاء 2007، حيث تشكّل البناءات الفوضوية أسفل حي عوداي ابراهيم أهم نقطة وأعقدها، إذ تمّ إحصاء 144 عائلة سنة 2007، استفادت منها 40 عائلة من السكن الريفي غير أنّ الحي ازداد اتّساعا بعد عشر سنوات كاملة، كما أنّ الحالة المدنية لهؤلاء قد تغيّرت لدى الكثير من العائلات نتيجة المدة الزمنية الطويلة حسب تصريح محاورنا، كما ستشمل عملية القضاء على السكن الهشّ أحياء مزرعة بلحسن وسيدي لمغيث وسولامات ونقاط أخرى تبلغ في مجملها 31 نقطة، إلا أنّ نتائج لجان التحقيق ودراسة الملفات هي التي ستحسم في أحقية وأولوية الاستفادة.

أما بالنسبة لبلدية سيدي غيلاس، فحيَي القرمود وبوشمع هما الأكثر تضرّرا، إذ لا تزال بعض التحقيقات جارية على أن تنتهي في غضون الأيام القليلة القادمة، ما سيسمح في الشروع في ضبط القوائم الأولية.

أما بخصوص موعد تسليم السكنات فقد أكّد رئيس دائرة شرشال أنّ الإعلان عن القوائم سيكون فور انهاء اللجنة من ضبطها، دون انتظار نهاية أشغال تهئية محيط حي باكورة، وأضاف أنّ تصريح والي تيبازة موسى غلاي عند  زيارته الأخيرة لموقع باكورة يوم 16 فيفري المنصرم القاضي بترحيل العائلات يوم 16 أفريل القادم كان بغرض إرغام أطراف عملية التهيئة في الإسراع من وتيرة الانجاز، لا غير، حيث أنّ واقع الأشغال يوحي بأن الترحيل سيكون بعد هذا التاريخ المعلن عنه.

من خلال حديثه، اعترف رئيس الدائرة بصعوبة المهمة، خصوصا ما تعلّق ببلدية شرشال التي لم تستفد من أيّة مشاريع سكنية منذ مدة طويلة ما جعل الأزمة تتفاقم وتتّسع لتشمل معظم الأحياء والمئات من العائلات، ما سيجعل إرضاء الجميع غاية لا تدرك، إلا أنّه أوضح أنّ الأولوية ستكون للأكثر ضررا، واعدا بالاستمرار في حل أزمة السكن من خلال الحصص التي ستسلّم لاحقا أو المشاريع التي ستنطلق مستقبلا.

ومن جهة أخرى، تَشْرَئِبّ أعناق مئات العائلات نحو مبنى مقر الدائرة بحثا عن معلومة تشفي غليلها وتريحها عناء سنين طويلة من أزمة نخرت حتى تماسكها، فالكثير من العائلات تعيش أوضاعا مزرية لعقود طويلة، ما جعل بصيص الأمل يسكن وجدانها منذ بداية أشغال المشاريع قيد الانجاز، فعلّقت كلّ آمالها في “رحلة” محتملة أصبحت تتغذّى بالإشاعات، بعضها يزيدها أملا وأخرى يُكسر أحلامها. فهذا الواقع يُحتّم على السلطات العمومية في هذه العملية المعقّدة تفعيل الخطابات الداعية إلى الديمقراطية التشاركية في تسيير شؤون الجماعات المحلية ومحاولة استعادة الثقة التي أضحت سببا رئيسا في عزوف المواطنين على تلبية أيّة دعوة ذات طابع رسمي مهما كانت أهميتها..

أجرى المقابلة: حسان خروبي